سياسة دولية

انتخابات رئاسية في فنزويلا وسط توتر شديد بين النظام والمعارضة

يخوض السباق 10 مرشحين لكن المنافسة تنحصر بين الرئيس مادورو وزعيم المعارضة أوروتيا- جيتي
دعي حوالي 21 مليون ناخب من أصل 30 مليون فنزويلي للتوجه إلى مراكز الاقتراع، الأحد، اعتبارا من الساعة الـ6,00  للإدلاء بأصواتهم.

ويخوض السباق عشرة مرشحين، لكن المنافسة تنحصر في الواقع بين الرئيس المنتهية ولايته نيكولاس مادورو (61 عاما) المرشح لولاية ثالثة من ست سنوات، والدبلوماسي السابق غونزاليس أوروتيا (74 عاما) الذي حلّ بصورة مفاجئة محل زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو الواسعة الشعبية عند إعلان السلطات عن عدم أهليتها للترشح.

وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم المعارضة بفارق كبير لكن بعض المراقبين يؤكدون أن المنافسة شديدة.

أما النظام، فيستند إلى أرقام أخرى ليؤكد ثقته في النصر.

ويتوعّد مادورو، وريث الرئيس السابق هوغو تشافيز الذي حكم من العام 1999 وحتى وفاته في 2013، بأنه لن يتنازل عن السلطة، بالفوضى من دونه، وهو يستند إلى الجيش وإلى حملة مضايقات تقوم بها الشرطة بحق المعارضة.

وقال مادورو إن "مستقبل فنزويلا للسنوات الخمسين المقبلة يتقرر في 28 تموز/ يوليو، ما بين فنزويلا السلام أو العنف، السلام أو الحرب"، بعدما حذر من احتمال "حمام دم في حرب أهلية بين الأشقاء يثيرها الفاشيون".

ووصف الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا هذه التصريحات بأنها "مروعة" معلقا: "على مادورو أن يتعلم: عندما نفوز نبقى. وعندما نخسر نرحل".

من جانبه، أعلن غونزاليس أوروتيا، السبت، أن يوم الأحد سيشهد "بلا شك تعبير الشعب الديمقراطي الأهم في السنوات الأخيرة" داعيا "المواطنين إلى التوجه إلى مراكز الاقتراع في نهاية النهار والتثبت من وضوح النتائج التي تحققت".

وقال لويس سالامانكا الأستاذ في الجامعة المركزية في فنزويلا: "هناك حركة من أجل التغيير"، مضيفا أنه في ظروف تصويت "طبيعية... سيكون هناك انتصار كبير جدا للمعارضة".

وتتوقع معظم استطلاعات الرأي ألّا يتخطى مادورو الـ30% من الأصوات وأن تفوز المعارضة بما بين 50 و70% من الأصوات.

الأزمة النفطية
تواجه الدولة النفطية التي كانت لفترة طويلة من أغنى دول أمريكا اللاتينية، أزمة اقتصادية غير مسبوقة.

وانهار إنتاج النفط نتيجة سوء الإدارة والفساد، متراجعا من أكثر من ثلاثة ملايين برميل في اليوم إلى أقل من مليون، فيما تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 80% خلال عشر سنوات وسجلت البلاد تضخما جامحا أرغم السلطات على دولرة الاقتصاد جزئيا.

وغادر سبعة ملايين فنزويلي البلاد حيث يعاني القسم الأكبر من المواطنين الفقر مع انهيار كامل للأنظمة الصحية والتربوية.

وتؤكد السلطات أن الأزمة هي نتيجة "الحصار الإجرامي" المفروض على البلاد.
 
وشددت الولايات المتحدة عقوباتها على فنزويلا بهدف إبعاد مادورو بعد إعادة انتخابه في عملية اقتراع موضع جدل عام 2018، احتجت عليها المعارضة منددة بأعمال تزوير، وأثارت تظاهرات تعرضت لقمع شديد.

وسعت واشنطن لإرغام مادورو على تنظيم انتخابات "ديمقراطية وتنافسية" بدون أن تنجح في الضغط على كراكاس التي أكدت عدم أهلية ماتشادو للترشح وسحبت دعوتها للاتحاد الأوروبي لإرسال مراقبين من أجل التثبت من سير عمليات التصويت.

وفي الوقت نفسه، ترك البيت الأبيض الباب مفتوحا أمام شركات النفط للعمل في فنزويلا مع منح تراخيص لاستخراج النفط والغاز، سعيا لإعادة إطلاق إنتاج النفط في هذا البلد مع اشتداد الضغط على الأسواق في ظل الأزمة في أوكرانيا والشرق الأوسط.