حول العالم

كيف استغل "سفاح الفصل العنصري" وظيفته لقتل العشرات في جنوب أفريقيا؟

لويس يصر على أنه ليس "سفاحا"، وأن ما فعله كان "في إطار القانون" - CC0
قال السفاح الجنوب أفريقيّ المدان في عمليات قتل جماعيّ في زمن الفصل العنصري للعشرات من ذوي البشرة السوداء، لويس فان شور، إنه فعل ذلك تحت سمع وبصر الشرطة.

وتعد محاكمة لويس واحدة من أكبر المحاكمات في تاريخ جنوب أفريقيا، حيث احتشد العشرات للإدلاء بشهاداتهم، كما قدمت آلاف الصفحات كأدلة جنائية ومع ذلك لم ينل لويس عقابا عادلا، إذ أن أذرع نظام الفصل العنصري كانت لا تزال وقتذاك موجودة في جميع السلطات ومنها الجهاز القضائي، بحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية.

ورغم قتله 39 إنسانا، فقد قضى لويس فان شور في السجن 12 سنة فقط، ذلك أن المحكمة أدانته بقتل سبعة أشخاص فقط، أما الـ 32 الآخرين فقد اعتبرت المحكمة أن قتلهم كان "مبرَّرا" وهذا هو رأي الشرطة حتى الآن، حيث أعطت القوانين في ظل نظام الفصل العنصري عناصر الأمن الحق في استخدام القوة القاتلة ضد المتسللين إلى المنشآت التجارية.


ويعيش لويس المعروف باسم "قاتل الأبارتهيد"، في غرفة مشبعة بدخان السجائر، وفي السقف، تتدلى ورقة عليها جيش من الذباب الميت، على كرسي متحرك، حيث فقد أسنانه، وتدهورت صحته، وبعد سكتة قلبية، بتر الأطباء ساقيه.

وأكد لويس في لقاء خاص مع شبكة "بي بي سي"، أن آخرين غيره يستحقون اللوم في عمليات القتل التي نفذها بينما كان يعمل حارساً أمنيا، حيث كشف تفاصيل أثارت بدورها تساؤلات عن سبب إطلاق سراحه من السجن في وقت مبكر.

وأشار لويس إلى أنه عندما قرر الأطباء بتر ساقيه، طلب منهم ألا يخدروه بشكل كُلي وأن يكون التخدير موضعيا حتى يتسنى له مشاهدة عملية البتر، حيث يقول: "كان الفضول يأكلني، شاهدتهم وهم يباشرون عملية القطع... كانوا ينشرون العظم".


وقتل لويس ما لا يقل عن 39 شخصا رمياً بالرصاص، وعلى مدى ثلاث سنوات من حقبة الثمانينيات، وفي ظل نظام الفصل العنصري الذي كان يميّز البِيض على حساب السود في جنوب أفريقيا، حيث كان كل ضحاياه من السود.

وكان يعمل في ذلك الوقت حارس أمن، يتولى بموجب تعاقُد مهمة تأمين شركات ومطاعم ومحلات تجارية ومصانع ومدارس مملوكة بنسبة 70 في المئة لأشخاص من ذوي البشرة البيضاء، وادّعى لويس أن كلّ مَن قتلهم كانوا "مجرمين" قبض عليهم أثناء تسللهم إلى المنشآت التجارية التي كان يقوم على حراستها.

كان لويس يُبلغ الشرطة بنفسه عن كل عملية قتل يقوم بها في الفترة ما بين 1986 و1989، حتى خرج الزعيم المناهض للفصل العنصري نيلسون مانديلا من السجن في عام 1990.

واعتمد لويس على القوانين في معرِض دفاعه عن نفسه أمام المحكمة، قائلا إن ضحاياه كانوا يهربون بعيدا عنه عندما كان يطلق عليهم الرصاص.

وقال بعض الشهود إن لويس فان شور أطلق عليهم الرصاص بينما كانوا رافعين أيديهم في وضعية الاستسلام، وقال آخرون إنه كان يهزأ بهم ويخيّرهم بين القبض عليهم أو إطلاق الرصاص قبل أن يطلق الرصاص على صدورهم.

ومن ناحية أخرى قال أحد الضحايا، إن لويس أطلق عليه الرصاص في بطنه، ثم طلب الجريح أن يشرب ماء، فكان ردّ الجاني أن ركله في مكان الجرح، وفي إحدى المرات، أصاب لويس رجلا أعزل بثماني طلقات، في إحدى أكثر حوادثه وحشية، في يوم 11 تموز / يوليو من عام 1988، ويدّعي لويس أنه لم يخرج أبدا "وفي نيّته أن يقتل شخصاً أسود البشرة"، قائلا إنه ليس عنصريا، وفقا للـ "بي بي سي".

وأنكر لويس أنه "سفاح"، وأكد أن ما فعله كان "في إطار القانون"، وأن الشرطة لم تنتقده يوماً، ولم تحذره، وإنما حرصت على دعمه وتشجيعه.