سياسة دولية

مهاتير محمد ينتقد موقف الغرب من الحرب على غزة ويدعو المسلمين إلى الوحدة

مهاتير محمد: المسلمون هم في الأساس كتلة واحدة ليس فقط لأن ما يجمعهم أكثر مما يفرقهم على أرض الواقع وإنما لأن قرآنهم واحد ونبيهم واحد. عربي21
دعا رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد دول العالم الإسلامي إلى التوحد على المشترك العام، خدمة لمصالحهم أولا، ودعما للسلام والاستقرار في العالم.

ورأى مهاتير محمد في لقاء مغلق نظمته قناة "إسلام تشسانل" والمجلس الإسلامي البريطاني، دُعيت له "عربي21" له أمس الاثنين في لندن مع عدد من القيادات والنشطاء المسلمين البريطانيين، أنه ما كان للفلسطينيين في غزة أن يواجهوا كل هذا القتل والتنكيل لو أن المسلمين كانوا كتلة واحدة.

ودعا محمد العالم الحر إلى العمل من أجل وقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة، معتبرا أن الدعم الأمريكيس والغربي لإسرائيل يتنافى وكل القيم الديمقراطية والحقوقية التي روج لها الغرب على مدى تاريخه.

ورأى محمد، الذي قال بأنه يتحدث إلى نخب وقيادات إسلامية بريطانية شابة وهو في سن الـ99 من العمر، أن الاستمرار في الحديث عن عالمين سني خاذل لغزة وللفلسطينيين وشيعي  مناصر للمقاومة وفلسطين غير واقعي، وأن المسلمين هم في الأساس كتلة واحدة ليس فقط لأن ما يجمعهم أكثر مما يفرقهم على أرض الواقع وإنما لأن قرآنهم واحد ونبيهم واحد.



وشدد رئيس الوزراء الماليزي السابق الذي قضى في حكم ماليزيا أكثر من عقدين من الزمن، وله ولعدد من رفاقه يعود الفضل في نقل بلاده من دولة ذات اقتصاد ضعيف يعتمد على الفلاحة  إلى دولة صناعية كبرى، على أن مدخل النهضة والتقدم هو نظام حكم  ديمقراطي حقيقي يستند إلى الشعب، الذي ينتخب من يقوده لفترة زمنية محددة ثم يحاسبه عبر صناديق الاقتراع لا غير..

وفي حوار طويل وصريح استمر لنحو ساعتين بينه وبين نحو 50 شخصية من قيادات المنظمات والأكاديميين ورجال الأعمال المسلمين في بريطانيا، أكد مهاتير محمد أنه لا فائدة في الاستمرار في النفخ في الانقسام الطائفي والمذهبي بين المسلمين سنة وشيعة، وأكد على ضرورة توحيد الناس حول القضايا الرئيسية للتقدم والنهضة، والتنافس النزيه والفعال لخدمة الإنسانية بعيدا عن الاشتغال بحروب إيديولوجية ودينية موروثة لا علاقة للمسلمين المعاصرين بها.

وذكر أن "العديد من الدول الإسلامية لا تستطيع أن تكون قوية في حكم بلدانها، ولهذا السبب يقع العديد من حوادث العنف وحتى الحروب الأهلية، ولا تستطيع إدارة شؤونها بشكل صحيح"،  مشيرا إلى أن "لديهم الكثير من المال لكن هذه الأموال لا تنفق على تطوير البلاد، وإنما يتم استخدام معظمها لشراء سندات بالدولار وهو ما يشبه إقراض الأموال للولايات المتحدة".

وأكد أن "ما تفعله الولايات المتحدة بالمال ليس في مصلحة الدول الإسلامية، المسلمون أسسوا منظمة التعاون الإسلامي، وينبغي أن تجمع جميع البلدان الإسلامية، ومع ذلك فإنه لا يمكن اتخاذ القرار إلا بالإجماع، ما يعني أن أي قرار تتخذه المنظمة يجب أن يكون مقبولاً من جميع الدول".

واعتبر مهاتير أن "العودة إلى قرار الأغلبية بدلا من الإجماع بالمنظمة الإسلامية ربما يسهل التوصل إلى اتفاق بشأن بعض القضايا، مثل الدفاع عن الأمة".

وأضاف: "لدينا المال ولدينا القوة البشرية، لكننا لسنا منظمين لحماية المسلمين، ما يحدث الآن هو أن الأفراد يتصرفون من تلقاء أنفسهم سعياً للانتقام وهذا ليس في صالح المسلمين لأنهم في الواقع يقتلون الأبرياء".

وسيطرت الحرب العدوانية التني تشنها إسرائيل على قطاع غزة للشهر العاشر على التوالي على مجمل مداخلات الحضور.

المحامي البريطاني الفلسطيني أحمد الترك المشرف على منصة "المحامون العرب" طالب رئيس الوزراء السابق مهاتير بأن يرأس حملة عالمية إنسانية لكسر الحصار عن غزة وإدخال الطعام والشراب للمحاصرين  في القطاع.. وهو ذات الطلب الذي تقدم به الناشط البريطاني من أصول مصرية أحمد عامر، الذي دعا مهاتير محمد إلى زيارة غزة عبر معبر رفح، وتقديم الدعم السياسي المطلوب للفلسطينيين ولأنصار الديمقراطية والحرية في العالمين العربي والإسلامي.

ويعدّ مهاتير محمد أحد أكثر السياسيين خبرة حول العالم، وقد شغل منصب رئيس الوزراء مرتين؛ استمرت أولاهما مدة 22 عاما، قبل عودته مرة ثانية في عام 2018 وهو في الـ 92 من عمره، قبل استقالته المفاجئة في 2020.