صحافة إسرائيلية

هآرتس: هل الأسد جزء من "وحدة الساحات" مع إيران؟

برئيل قال إن الأسد لم يهنئ إيران بردها الصاروخي على الاحتلال- تسنيم نيوز
قال الكاتب الإسرائيلي تسفي برئيل، إن ايران ستواصل إدارة "حلقة نيرانها" مع الاحتلال في المنطقة بواسطة منظمات دون انتظار نظام الأسد ليكون معها.

وأوضح برئيل، في مقال بصحيفة هآرتس أن الأسد كان الشخص الوحيد من بين قادة "جبهة المقاومة" الذي لم يهنئ إيران بهجوم الصواريخ والمسيرات ضد إسرائيل ردا على تصفية زاهدي، وكان الوحيد من بينهم الذي لم يشارك ولم يلق خطابا في احتفالات "يوم القدس"، التي تبادر إلى إجرائها إيران في كل سنة.

وأشار إلى أن علامة الاستفهام الكبيرة برزت إزاء غيابه عن جنازة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي قتل في حادثة المروحية في شهر أيار/ مايو الماضي،.

وتساءل: "هل الأسد هو في الأصل جزء من جبهة المقاومة ووحدة الساحات؟".

وبحسب مصادر غربية وعربية فإنه مع بداية الحرب أرسلت إسرائيل وروسيا والولايات المتحدة إلى الأسد رسالة قاطعة، حذروه فيها من الانضمام إلى حرب إلى جانب حزب الله أو إيران، ويبدو أن التهديد الكبير شمل أيضا التحذير من المس بأجهزة النظام وقصر الرئاسة، والأسد لم يصغ فقط جيدا للتحذيرات، بل إنه أرسل لحزب الله رسائل خاصة به، و"عرض" عليه عدم توسيع الحرب أو تعميق الهجمات داخل الأراضي المحتلة.

ورأى برئيل أن الأسد، يبدو أنه لم يكن بحاجة إلى حملة إقناع كبيرة جدا، فمنذ قررت "حماس" في 2012 قطع علاقاتها مع النظام السوري على خلفية المذبحة التي ارتكبها ضد أبناء شعبه والعلاقات لم يتم ترميمها، فإن العلاقات بين "حماس" وايران بدأت تتحسن رويدا رويدا.


وأضاف: "الأسد الذي نجح في اجتياز الحرب الإهلية التي اندلعت قبل 13 سنة، وأن يعيد لنفسه بمساعدة كبيرة من روسيا السيطرة على معظم أجزاء بلاده، يدير منذ ذلك الحين منظومة علاقات محسوبة وحذرة مع إيران. هو في الحقيقة حصل منها على مساعدة اقتصادية تبلغ المليارات، سواء بالاعتمادات أو النفط أو المنتجات الاستهلاكية، لكن المقابل الاقتصادي الرئيسي، السيطرة على حقول النفط في سوريا وامتيازات مستقبلية بالتنقيب عن النفط والغاز أمام شواطئها في البحر المتوسط، منحها بالتحديد لروسيا التي هو مدين بنجاحه العسكري لقرارها في 2015 الانضمام لحربه ضد المتمردين" وفق وصفه.

وبعد ذلك وبناء على طلب من موسكو اضطر الأسد للموافقة على عدة تنازلات، التي أغضبت إيران، من بينها تجاهله لهجمات إسرائيل على أهداف إيرانية في سوريا، التي تنفذ بالتنسيق مع القوات الروسية في سوريا، في حين أن شرط ذلك هو تجنب المس بالنظام وبمؤسساته.

إلى جانب ذلك، فإن النظام يواجه منذ أشهر حركة شعبية درزية، التي تدعي ضد شرعيته وتطلب من المجتمع الدولي التدخل لتطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بسوريا. الأسد يتهم الحركة التي يترأسها الشيخ حكمت الهجري بأنها تعمل على إقامة منطقة حكم ذاتي درزية مستقلة مثل المحافظات الكردية التي توجد في شمال الدولة. وبالتالي، تمزيق سوريا. هذا المبرر يحاول الأسد من خلاله العودة والسيطرة على هذه المنطقة، لكن حتى الآن بدون نجاح.

الحساسية والخوف من مواجهة مع الطائفة الدرزية إلى جانب الضغط الدولي الذي يعرف رؤساء الطائفة كيفية تجنيده، ويشمل تدخل نظرائهم لدى الاحتلال وعلى رأسهم الشيخ موفق طريف، تجبر النظام على التصرف بحذر كبير.