سياسة عربية

ما هو صاروخ السهم الأحمر الذي ظهر لأول مرة مع القسام؟ (شاهد)

أحد مقاتلي القسام مع صاروخ السهم الأحمر قبل ضرب آلية للاحتلال- إعلام القسام
أثار ظهور صاروخ السهم الأحمر، المضاد للدروع، لأول مرة، بحوزة كتائب القسام، في رفح، خلال استهداف قوات الاحتلال على محور فيلادلفيا، وإصابتها بصورة مباشرة، تساؤلات حول هذا الصاروخ وتقنيته وتأثيره.

ويعد صاروخ السهم الأحمر، أحد الصواريخ الموجهة المضادة للدروع، من صناعة صينية، ويطلق عليه اسم "اتش جي8" وهو اختصار للاسم الصيني، "هونغ جيان"، وهو من فئة الصواريخ التي يتم التحكم بها بطريقة سلكية بصرية، عبر تحديد الهدف وتتبعه لحين الإصابة.


وبدأت الصين، مشروعها لإنتاج هذا الصاروخ المخصص لتدمير الأهداف المدرعة والتحصينات، ليحل مكان الصاروخ "هونغ جيان 73"، ويقوم بتحقيق قدرات عسكرية أكبر، وعمل الجيش الشعبي الصيني، على خطة إنتاج الصاروخ، منذ نهاية السبعينيات، ومع بداية الثمانينيات، نال الموافقة على إدخاله الخدمة ضمن الجيش.



ممّ يتكون الصاروخ؟

يتكون صاروخ السهم الأحمر، من المقذوف المضاد للدروع، والمكون من رأس حربي، وصاروخ دفع بالوقود الصلب، ووحدة تحكم مرتبطة بمنصة الإطلاق عبر سلك، من أجل توجيهه إلى الهدف بصورة بصرية.

ويزن الصاروخ 24.5 كغ، ومداه الفعال بين 2- 4 كيلومترات، وهو قادر على تدمير واختراق الدروع التفاعلية المتفجرة، فضلا عن إمكانية اختراق ما بين 800-1100 مليميتر، من الدروع، وأثره التدميري كبير للآليات العسكرية، وهو ما بدا واضحا في تدمير مدرعة الاحتلال على محور فيلادلفيا وإحداث انفجارات وحريق كبير فيها.

كما يتكون الصاروخ، من بطارية طاقة للإطلاق، وجهاز تحكم بصري، مرتبط سلكيا بالصاروخ عبر منظار للرامي، إضافة إلى قاعدة ثلاثية الأرجل للتثبيت وقت الإطلاق.

آلية الإطلاق

بعد قيام الرامي، بعملية نصب الصاروخ، عبر تحضير القاعدة ثلاثية الأرجل، وتوصيل الصاروخ الموجود داخل أنبوب مقفل، والمتابعة البصرية بواسطة المنظار للهدف، والتأكد من المدى توجه شحنة كهربائية من بطارية الطاقة، إلى الصاروخ، وعندها تنفصل الأنبوبة التي تحتوي بطريقة القذف إلى الخلف، وينطلق الصاروخ ويتحكم به الرامي، عبر أداة يدوية دائرية مرتبطة مع العدسة لإبقاء التركيز على الهدف حتى إصابته.

أسلحة شبيهة

يعد صاروخ السهم الأحمر الإنتاج المحلي الصيني، لأسلحة شبيهة حول العالم، تمتلكها جيوش أخرى، لمواجهة الدبابات والآليات المدرعة من ناقلات جنود وكاسحات ألغام وغيرها من الدروع.

ويتشابه السهم الأحمر، من حيث المبدأ مع صاروخ التاو الأمريكي، وميلان الفرنسي، والكورنيت الروسي، وصاروخ سوينغ فاير البريطاني.

ويعتقد أنه كان نتاج الهندسة العكسية، للصواريخ المضادة للدروع، التي يجري التحكم بها عن بعد، ومزيج من الصواريخ الأمريكية والبريطانية والفرنسية، التي كانت سباقة في إنتاج هذا النوع من الأسلحة.

أين يجري تصنيعه؟

يجري تصنيع صواريخ "أتش جي 8"، في مصنعين للإنتاج الحربي، في الصين هما 282، و5618، جنوب هونان، لكنه كذلك يجري تصنيعه في مختبرات خان للأبحاث في باكستان، التي تعد رائدة في تصنيع مكوناته.



ساحات قتالية استخدم بها الصاروخ

برز استخدام السهم الأحمر، في معارك البوسنة والهرسك، بعد قيام باكستان بتقديم عدد من الصواريخ للقوات البوسنية، لمواجهة الدبابات الصربية، وكان له الأثر الكبير في صد الكثير من الهجمات.



كما بدا لافتا استخدام السهم الأحمر، في العديد من المناسبات خلال الحرب في سوريا، وامتلكه الجيش  السوري الحر، وظهر في العديد من اللقطات لتدمير دبابات النظام السوري، إضافة إلى استهداف مواقع يتحصن بها جنود النظام.



ما الذي يعنيه امتلاك القسام للصاروخ؟

على الرغم من أن كتائب القسام، تمتلك العديد من الصواريخ المضادة للدروع الموجهة، مثل كونكورس وكورنيت، إلا أن امتلاك السهم الأحمر، يشكل إضافة نوعية، بسبب المدى الذي يتمتع به، وقدرته التدميرية، والتي بدت واضحة في إصابة الهدف بصورة دقيقة وفعالة وانفجار الآلية المستهدفة.

ولجأت القسام إلى التقنين من استخدام الأسلحة الموجهة، خلال العدوان الجاري على القطاع، بسبب قرب المسافة في الاشتباكات، خاصة وأن هذه الأسلحة تستخدم لضرب العدو على مديات بعيدة بالكيلومترات، واستعاضت لظروف المعركة باستخدام الياسين 105 بصورة أكبر.

وخلال العدوان، وفي الأشهر الأولى، ظهر صاروخ الكورنيت في منطقة أبراج زايد، في بيت حانون أقصى شمال شرق قطاع غزة، عبر استهداف جيب عسكري "همر" كانت ضمن قافلة عسكرية وإصابتها بصورة مباشرة واحتراقها بالجنود.

ويفند ظهور هذه الأسلحة، مزاعم الاحتلال، بالقضاء على قدرات المقاومة، والتي تلجأ لإخراجها في لحظات مناسبة، وضد أهداف تحمل أهمية كبيرة في المكان والتوقيت، مثل عملية استهداف الآلية "أوفك كاربت"، والتي كانت تتواجد على محور فيلادلفيا الفاصل بين قطاع غزة ومصر.



الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع