سياسة دولية

هل سيقبل بايدن دعوة بوتين للتفاوض بشأن أوكرانيا؟

كييف ترفض الرضوخ لشروط موسكو للتفاوض- الأناضول
قال مدير معهد الأبحاث النووية للجامعة الأمريكية بواشنطن بيتر كوزنيك، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن لن يقبل دعوة نظيره الروسي فلاديمير بوتين للتفاوض حول أوكرانيا.
 
وردا على تصريحات بوتين ذكر كوزنيك لممثلي وكالات الأنباء خلال المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبورغ، "أعلن بوتين عن استعداده للتفاوض، من المرجح ألا يقبل بايدن اقتراحه إلا بعد الانتخابات خوفا من أن يبدو ضعيفا، ويريد أن يظهر مدى قوته وتصميمه أمام الرئيس الأمريكي السابق ترامب".

وأضاف، "ينحصر الأمر في أننا إذا لم نخفف حدة التوتر في أوكرانيا، فقد لا نصل إلى تشرين الثاني/نوفمبر المقبل".


وتابع، "كان ترامب ينتقد الناتو في الماضي، لكن الآن عندما قامت معظم دول الحلف بزيادة ميزانياتها العسكرية، سينسب ترامب هذا الإنجاز له وسيبدأ في مجاملة الناتو مرة أخرى".

وستجري الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر القادم، وسيتنافس فيها الديمقراطي جو بايدن (81 عاما) والجمهوري دونالد ترامب (77 عاما). 

وأواخر الشهر الماضي، أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استعداده لوقف الحرب في أوكرانيا بشرط الاعتراف بخطوط الجبهة الحالية كحدود روسية.

ونقلت رويترز عن مصدر روسي رفيع المستوى عمل مع بوتين قوله، إن الأخير يستطيع القتال مهما استدعى الأمر، لكنه مستعد أيضا لوقف إطلاق النار وتجميد الحرب.

من جانبه، قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، لرويترز، إن موسكو لا تريد حربا أبدية، مبينا أن بلاده لن تعيد تلك الأراضي إلى أوكرانيا لأنها أصبحت جزءا من روسيا.

وندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء الماضي، بتسليم الغرب أوكرانيا أسلحة بعيدة المدى، وتوعّد بتوفير موسكو أسلحة مماثلة لدول ثالثة بغية مهاجمة أهداف غربية، موضحاً أن الغرب مخطئ إذا افترض أن روسيا لن تقدم أبداً على استخدام الأسلحة النووية.

وأضاف بوتين، في أول اجتماع مباشر له مع كبار محرّري وكالات الأنباء الدولية منذ بدء الحرب في أوكرانيا، "إذا كان أحد يعتقد أنه يمكن تقديم أسلحة مماثلة في منطقة المعارك لضرب أراضينا، فلماذا لا يكون لنا الحق في إرسال أسلحتنا من الطراز نفسه إلى مناطق في العالم، توجه فيها ضربات إلى منشآت حساسة تابعة للدول التي تتحرك ضد روسيا؟".

وتابع، "أن الأحاديث التي تشير إلى وجود نيات روسية لمهاجمة دول حلف شمال الأطلسي محض هراء".

وحذّر بوتين من أن تسليح الغرب لأوكرانيا خطوة سلبية جدا، واعتبر أن المانحين يتحكمون بالأسلحة، مضيفا أنه "حين ظهرت أولى الدبابات الألمانية على التراب الأوكراني، أثار ذلك صدمة معنوية وأخلاقية في روسيا انطلاقا من الماضي المتصل بالحرب العالمية الثانية".

ورفض الرئيس الروسي تحديد خسائر بلاده في أوكرانيا، مكتفيا بالتأكيد أنها أدنى إلى حدّ بعيد من الخسائر الأوكرانية، ونسبتها هي واحد على خمسة.


وفي الوقت ذاته، قال بوتين إنه قد ينشر صواريخ تقليدية على مسافة قريبة من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين إذا سمحوا لأوكرانيا بتوجيه ضربات في عمق روسيا بأسلحة غربية بعيدة المدى.

وأضاف أن الغرب "مخطئ إذا افترض أن روسيا لن تقدم أبداً على استخدام الأسلحة النووية كما لا ينبغي الاستخفاف بالعقيدة النووية للكرملين، إذ تحدد العقيدة النووية الروسية المنشورة في عام 2020 الشروط التي بموجبها ينظر الرئيس الروسي في استخدام سلاح نووي".

في المقابل، يعارض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شروط السلام الروسية ويرفض التفاوض مع بوتين، حيث سبق وأن أكد أن محاولات روسيا لضم الأراضي الأوكرانية تجعل من المستحيل التفاوض معها.