اندلع شجار عنيف بين النواب في
البرلمان التركي، الثلاثاء، بعد تصاعد التوترات على خلفية احتجاج عدد من مشرعي حزب المساواة وديمقراطية الشعوب "ديم" الكردي على قرار اعتقال رئيس بلدية ولاية
هكاري وتعيين وصي مكانه من قبل الحكومة.
وأظهرت لقطات مصورة متداولة على منصات التواصل الاجتماعي لحظات نشوب شجار بين نواب "العدالة والتنمية" الحاكم وحزب "ديم الكردي بعد صعود مشرعي الأخير إلى المنصة للاحتجاج على اعتقال رئيس بلدية هكاري محمد صديق أكيس، حيث رفعوا لافتات منددة بالقرار الذي صدر الاثنين بحق العضو في حزب المساواة وديمقراطية الشعوب.
وهتف نواب الحزب الكردي بشعارات من قبل "كتفا بكتف ضد الفاشية"، ليرد نظرائهم من الحزب الحاكم الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، بهتافات مضادة مثل "سحقا لحزب العمال الكردستاني"، وذلك قبل تحول الاحتجاج إلى اشتباك بالأيدي بين مشرعي الحزبين.
والاثنين، قررت الحكومة التركية تعيين وصي على بلدية ولاية هكاري الواقعة جنوب شرقي البلاد، بعد إلقاء القبض على رئيسها أكيس بعد شهرين فقط من فوزه في الانتخابات المحلية التي جرت في 31 آذار/ مارس الماضي.
وقالت وزارة الداخلية التركية إن أكيس لعب دورا بارزا في تنظيم "العمال الكردستاني" الذي تصنفه
تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية.
وعينت الوزارة التركية والي الولاية التركية الواقعة بالقرب من الحدود مع إيران والعراق في منصب رئيس البلدية المعتقل.
وكانت السلطات التركية اعتقلت منذ عام 2019 العديد من رؤساء البلديات المنتمين للحزب الكردي بسبب "علاقاتهم مع تنظيم العمال الكردستاني" الذي يتخذ من جبال قنديل شمالي العراق مقرا له، كما عينت مسؤولين حكوميين في مناصبهم كأوصياء فيما يعرف بالأوساط التركية بـ"القيّوم" أي القائم على الأعمال من قبل الحكومة.
وكان حزب المساواة وديمقراطية الشعوب "ديم" الكردي فاز في الانتخابات المحلية التي جرت قبل شهرين برئاسة بلديات عشر ولايات في جنوب شرق تركيا الذي تسكنه أغلبية كردية.
وتجدر الإشارة إلى أن السلطات التركية تتهم الحزب الكردي وأسلافه بإقامة علاقات مع تنظيم "العمال الكردستاني"، الذي تكثف أنقرة عملياتها العسكرية ضده على الجانب الثاني من الحدود مع كل من سوريا والعراق.