صحافة دولية

"غير مهتمين".. من هي الشريحة التي قد تحسم هوية الفائز في الانتخابات البرلمان؟

سباق ماراثوني بين بايدن وترامب قبل الانتخابات الرئاسية أواخر العام الجاري- جيتي
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن هناك شريحة من الناخبين "غير المهتمين" قد يقررون من الفائز في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وقالت الصحيفة إن الرئيس جو بايدن، ومنافسه الجمهوري، دونالد ترامب، يتسابقان لكسب هذه الفئة. 

وأضافت، "أن الأمريكيين غير المهتمين يبرزون سياسيا كواحدة من أكثر مجموعات الناخبين التي لا يمكن التنبؤ بتوجهاتها وبالتالي تأثيرها في سباق عام 2024. 

وتابعت، أن هذه الشريحة، تغذي التقدم الحالي لترامب في استطلاعات الرأي، لكنها في كثير من الحالات تنتمي إلى المجتمعات الديمقراطية التقليدية، ما يمنح بايدن فرصة لاستعادة بعضهم مرة أخرى.


ويمكن لأولئك الذين سيدلون بأصواتهم من هذه الفئة أن يحدثوا الفارق في سباق متقارب حتما، بينما يعد الوصول إليهم مشكلة حقيقية سواء لبايدن أو ترامب، وفق الصحيفة.

وقالت النائبة الديمقراطية السابقة، ستيفاني ميرفي، وهي ديمقراطية من فلوريدا: "لقد انفصل الناس بالفعل فيما يتعلق بالمعلومات.. أصبح الوصول إلى الناس الآن أصعب مما كان عليه في الانتخابات السابقة".

وفي الانتخابات الرئاسية التي يقول فيها أكثر من 80 بالمئة من الناخبين، وفقا لاستطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث، إنهم يرغبون في عدم ترشح أحد المرشحين الرئيسيين أو كليهما، يختار البعض الابتعاد تماما عن الأخبار السياسية المباشرة، بحسب تقرير الصحيفة.

ويتجلى ذلك وفقا للصحيفة في استطلاعات الرأي حول الأحداث الجارية.

استطلاع الرأي
ووجدت استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجرتها صحيفة "نيويورك تايمز" ومؤسستا "سيينا كوليدج" و"فيلادلفيا إنكويرر" أن ما يقرب من 20 بالمئة من الناخبين في الولايات التي تشهد معركة انتخابية قالوا إن بايدن كان مسؤولاً عن إنهاء الحق الدستوري في الإجهاض، على الرغم من أن اختيارات ترامب للمحكمة العليا هي التي ساعدت في إلغاء هذا الحق. 

وبينت نيويورك تايمز أن ما يقرب من نصف الناخبين المحتملين يعتقدون أن معدل البطالة عند أعلى مستوى له منذ 50 عاما، وفقا لاستطلاع أجرته مؤسسة "هاريس" لصالح صحيفة "الغارديان" البريطانية.

وفي استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "بوليتيكو مورنينغ كونسلت" مؤخرا، انقسم الناخبون حول من بذل المزيد من الجهد "لتعزيز تحسين البنية التحتية وخلق فرص العمل" بين المرشحين.

وسبق أن وقع بايدن وقع على مشروع قانون للبنية التحتية بقيمة تريليون دولار ليصبح قانونًا، في حين فشل ترامب مرارًا في دفع هذه القضية إلى الأمام.

وقال كين غولدستين، أستاذ السياسة بجامعة سان فرانسيسكو "عندما يخسر فريقك، فإنك لا تقرأ صفحة الرياضة بعد المباراة" في إشارة إلى عدم الاكتراث الذي يظهره المنتسبون لفئة الناخبين غير المهتمين.

وأضاف "لديك قطاع كبير من البلاد يعتقد أنهم يخسرون عندما يتعلق الأمر بالسياسة، وبالتالي فإن طريقة التعامل مع ذلك هي عدم الاهتمام".

وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة غالوب هذا الشهر أن 71 بالمئة قالوا إنهم فكروا "كثيرا" في الانتخابات الرئاسية المقبلة، تمشيا مع النتائج في هذا الوقت تقريبا في عامي 2020 و2008.


الناس يعانون
وأكدت استطلاعات الرأي، أن الناخبين الذين يولون اهتماما أقل هم في الغالب الأصغر سنا أو من الطبقة العاملة، ومن المرجح أن يشاركوا في وقت متأخر من السباق، "هذا إذا فعلوا ذلك".

كما نقلت عن وايت أيريس، وهو خبير جمهوري مخضرم في استطلاعات الرأي، "ليس الأمر أن السياسة غير مهمة بالنسبة لهم، لكن لديهم أولويات أخرى". 
وأضاف إن "إقصاء الناخبين ذوي المعلومات المنخفضة هو إحدى المهام الرئيسية للمستشارين السياسيين".
وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة "إن. بي. سي. نيوز" الشهر الماضي أن 15 بالمئة من الناخبين الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنهم لا يتابعون الأخبار السياسية عن كثب. 
ومن بين هؤلاء الناخبين، حصل ترامب على 26 نقطة مئوية متقدما بايدن.

وعلى النقيض من ذلك، من بين الناخبين الذين يستهلكون الأخبار بشكل أساسي من خلال الصحف والشبكات الوطنية – 54 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع تقدم  بايدن على ترامب بمقدار 11 نقطة.

ويسلط التقدم الذي حققه ترامب بين فئة "غير المهتمين سياسيا" على مدى الصعوبة التي قد يواجهها بايدن في ترجمة سجله ورؤيته إلى رسالة جذابة لهؤلاء الناخبين، بينما بعضهم ملتزم بشدة ترامب.

وأردف تقرير الصحيفة أن الديمقراطيين يرون أيضًا في ذلك فرصة.

ويراهن الديمقراطيون على أن ترامب سيزداد ضعفا مع رؤية المزيد من الناخبين لما "يذكرهم بما لا يحبونه فيه" بحسب الصحيفة.


ويستهلك العديد من الأمريكيين الآن الأخبار السياسية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وقد أدى ظهور تطبيق "تيك توك" إلى تسريع هذا الاتجاه بشكل كبير.

وبحلول عام 2023، كان ما يقرب من ثلث الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما يتلقون الأخبار بانتظام من "تيك توك"، الذي شهد زيادة طفيفة في عدد الأشخاص المؤثرين المؤيدين لترامب منذ الانتخابات الأخيرة.

وطبيعة وسائل التواصل الاجتماعي، سريعة الحركة والتي يقودها في بعض الأحيان رواة غير موثوقين،  تعني أن الجماهير أكثر عرضة للمعلومات المضللة، بحسب الصحيفة.