مئتا يوم ويزيد
على حرب الإبادة التي يشنها
الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع
غزة، لم يتوان الاحتلال
عن استخدام كافة الأسلحة ليقتل بها الشعب الفلسطيني في القطاع المحاصر.
حرب إبادة وجريمة
تجويع ومقابر جماعية وإعدامات ميدانية راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأطفال والنساء
والمفقودين والأسرى، ودمار كبير في البنى التحتية وكافة مناحي الحياة، تستمر
فصولها اليومية منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
هي معركة طوفان
الأقصى كما يحب شعبنا الفلسطيني ومقاومته تسميتها ومعهم أبناء الأمة الإسلامية
وأحرار العالم، هذا الطوفان الذي شكل نصرا عسكريا واستراتيجيا لم يتوقعه الاحتلال
ولا حكومته الفاشية وجيشه المجرم وأجهزته الأمنية.
هو نصر لم يتوقعه
حتى من يعادي الشعب الفلسطيني ويدعم الاحتلال، ولهذا نجد اليوم العالم أجمع يعيش
حالة من التخبط والفوضى والتحولات بعد النصر الذي حققته
المقاومة الفلسطينية في
قطاع غزة.
عادت القضية الفلسطينية إلى صدارة القضايا حول العالم، وحركت صناع القرار والشعوب الحرة من جديد ورسمت ملامح مرحلة جديدة يعيش العالم بأسره تداعياتها، هي مرحلة رفض التهميش للقضية الفلسطينية وأنه حان الوقت لينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة
بالفعل هو طوفان
عسكري وسياسي وأمني وشعبي وإعلامي، فلم يكن وقعه قويا فقط على الاحتلال وحكومته
المتطرفة بل كان طوفانا بأبعاد مختلفة وصلت تأثيراتها إلى مراكز صنع القرار ودوائر
السياسة في بعدها الدولي.
عادت القضية
الفلسطينية إلى صدارة القضايا حول العالم، وحركت صناع القرار والشعوب الحرة من
جديد ورسمت ملامح مرحلة جديدة يعيش العالم بأسره تداعياتها، هي مرحلة رفض التهميش
للقضية الفلسطينية وأنه حان الوقت لينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في مقدمتها إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة لسنوات طويلة.
ما يزيد عن 200
يوم من معركة طوفان الأقصى، التي شكلت ضربة قاصمة لجيش الاحتلال واستخباراته
الأمنية والعسكرية، والتي تسببت بخلافات داخلية إسرائيلية وتبادل للاتهامات حول
المسؤولية عن الفشل في السابع من أكتوبر، وما لحقتها من استقالات من قيادة الجيش
والاستخبارات وإحداث شرخ داخل المجتمع الإسرائيلي وحكومته.
ما يزيد عن 200
يوم من الحرب العدوانية، والكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة بفعل
الإبادة الإسرائيلية، وحجم التضحيات الكبيرة التي يقدمها أبناء شعبنا تزداد يوما
بعد آخر، هذه الصورة تعكس صمود الشعب الفلسطيني في وطنه ورفض التهجير القسري،
والالتفاف الشعبي الكبير حول المقاومة الفلسطينية التي هي جزء من الشعب الفلسطيني.
ما يزيد عن 200
يوم من العدوان، ولم يفلح رئيس الحكومة الإسرائيلية المتطرف نتنياهو في تحقيق
أهدافه التي أعلن عنها في إنهاء المقاومة وتحرير الأسرى الإسرائيليين في القطاع،
بالعكس تماما، فإن حكومة الاحتلال وجيشها المأزوم غارق في رمال غزة وقد تكبد
الخسائر البشرية والمادية الكبيرة بفعل ضربات المقاومة خاصة في العدوان البري، ولم
يفلح في تحرير أسراه.
كما أنه خلال 200
يوم ويزيد واصلت المقاومة الفلسطينية تصديها للعدوان والحملة البرية، وفق
استراتيجية عسكرية وأمنية وإعلامية، ورغم الدمار الواسع وادعاءات جيش الاحتلال
بإنهاء القدرات العسكرية للمقاومة لكن الأخيرة تواصل معركة طوفان الأقصى باقتدار.
200 يوم من العدوان والمقاومة الفلسطينية بشقيها السياسي والعسكري تخوض
معركة تفاوض مع الاحتلال حول صفقة تبادل ووقف العدوان، حيث تدير هذا الملف بتوافق
سياسي عسكري ووحدة صف وطني بخلاف الجانب الإسرائيلي الذي يعيش أزمة تهدد بإسقاط
حكومة نتنياهو واتساع الشرخ الإسرائيلي الداخلي.
ما يزيد عن 200
يوم من جرائم الإبادة الإسرائيلية تتسع خلالها رقعة المواقف السياسية والشعبية
الدولية المنددة بجرائم الاحتلال والداعية إلى محاسبته، وهنا نتحدث عن مواقف دولية
متقدمة ترفض الإبادة الإسرائيلية منها موقف جنوب أفريقيا والدعوى التي رفعتها في
محكمة العدل الدولية ضد الاحتلال بارتكاب جرائم إبادة والتي كشفت الوجه الحقيقي
للاحتلال.
نتحدث عن شرائح
مهمة في العالم تحركت لوقف العدوان الإسرائيلي ضد شعبنا سواء في أوروبا وبريطانيا
وحتى في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي دول العالم وقاراته المختلفة التي عبرت
عن رفضها لحرب الإبادة الإسرائيلية وتحركت لوقف هذا العدوان الوحشي.
كما أن
الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية والتي امتدت إلى جامعات في بريطانيا
وعدد من الدول الأوروبية والغربية؛ هي واحدة من ثمار معركة طوفان الأقصى التي
أحدثت اختراقا مهما لصالح القضية الفلسطينية في المجتمعات الغربية التي بدأت ترفض
السياسات الدولية الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، وهذا الحراك الطلابي مؤثر ومهم
لصالح القضية الفلسطينية.
نتحدث عن المخاوف
الإسرائيلية من أن تصدر محكمة الجنايات الدولية مذكرات اعتقال بحق نتنياهو
ومسؤولين إسرائيليين آخرين، في إطار
الحراك القانوني الدولي الهادف إلى محاسبة الاحتلال على جرائم الإبادة في قطاع غزة.
200 يوم ويزيد حيث يسطر أهالي قطاع غزة صمودا خارج تحمل البشر، فقد تعرضوا للقتل والقصف الهمجي والترويع من أجل دفعهم للتهجير القسري، وقد فشل العدو في ذلك. وتعرض أهالي القطاع لحرب التجويع وصمدوا، كما حاول الاحتلال العبث في الصف الداخلي الفلسطيني، لكنه لم يتمكن من ذلك
بعد 200 يوم
ويزيد من المجازر الإسرائيلية لا يزال العلم الفلسطيني مرفوعا في مختلف الدول،
والفعاليات التضامنية مع الشعب الفلسطيني تتواصل وترتفع وتيرتها بالمقارنة مع توحش
الاحتلال في إجرامه.
نتحدث عن هزيمة
الماكينة الإعلامية الإسرائيلية في تشويه مقاومة الشعب الفلسطيني، وفي قلب الحقائق.
والدلائل على ذلك كثيرة؛ ليس آخرها كذب ادعاءات الاحتلال حول مشاركة عدد من موظفي
وكالة الأونروا في أحداث السابع من أكتوبر والتي صدر بشأنها تقرير لجنة تحقيق دولية
مستقلة، وإعادة العديد من الدول دفع مساهماتها المالية للأونروا التي علقتها بسبب
ادعاءات الاحتلال.
200 يوم ويزيد حيث يسطر أهالي قطاع غزة صمودا
خارج تحمل البشر، فقد تعرضوا للقتل والقصف الهمجي والترويع من أجل دفعهم للتهجير
القسري، وقد فشل العدو في ذلك. وتعرض أهالي القطاع لحرب التجويع وصمدوا، كما حاول الاحتلال
العبث في الصف الداخلي الفلسطيني، لكنه لم يتمكن من ذلك ولا يزال الصف الداخلي
الفلسطيني متماسكا في مواجهة العدوان.
ختاما، فإن الشعب
الفلسطيني في قطاع غزة والضفة والقدس وأراضي 48 وفي الخارج لديه الإرادة والعزم في
المضي قدما حتى استعادة أرضه وحقوقه، وهو الدرب الذي اختاره الشعب الفلسطيني
لإنهاء الاحتلال.