في ليلة العاشر من آذار/ مارس عام 1945 شنت الولايات المتحدة الأمريكية إحدى أكثر الهجمات دموية في التاريخ على
اليابان، حيث قامت بدك العاصمة طوكيو بمئات القذائف المزودة بالقنابل الحارقة ما أسفر عن مقتل نحو 100 ألف شخص.
ووفقا لموقع الموسوعة البريطانية "
بريتانيكا"، فإن القصف الأمريكي التقليدي الذي سبق الهجوم النووي على هيروشيما وناغازاكي، تم تنفيذه بأكثر من 300 طائرة حربية استهدفت طوكيو في عملية تحمل اسم "ميتينغ هاوس".
ويطلق على الهجوم اسم "عاصفة النار" لأنه استطاع حرق عدد هائل من البشر في وقت واحد، في حين يصف اليابانيون ليلة الهجوم بـ"ليلة الثلج الأسود" في إشارة إلى قنابل النابالم الحارقة التي أسقطتها الطائرات الأمريكية على السكان.
ويشير موقع "بريتانيكا"، إلى أن الهجوم الأمريكي في نهاية
الحرب العالمية الثانية على العاصمة اليابانية كان واحدا من أكثر الأعمال تدميرا في تاريخ البشرية، موضحا أن تدميره فاق قصف دريسدن أو هيروشيما أو ناغازاكي.
وعلى الرغم من أن عدد القتلى الدقيق غير معروف، فإن التقديرات المتحفظة تشير إلى أن العاصفة النارية الناجمة عن القنابل الحارقة قتلت ما لا يقل عن 80 ألف شخص، ومن المحتمل أكثر من 100 ألف شخص، في ليلة واحدة؛ وأصبح حوالي مليون شخص بلا مأوى.
ويقول قائد عمليات القصف اللواء الأمريكي كورتيس لوماي، في تصريحات لاحقة بعد انتهاء الحرب إن "قتل اليابانيين لم يزعجني كثيرا في ذلك الوقت"، بحسب موقع "بريتانيكا".
ويضيف: "ما كان يزعجني هو عدم وضع نهاية لهذه الحرب، في إشارة إلى الحرب العالمية الثانية التي انتهت بعد هذا القصف بأشهر".
وكان الهجوم الأمريكي الذي استهدف طوكيو خلال المراحل الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، تم بواسطة 334 قاذفة من طراز "بي-29" الأمريكية، والتي جرى تجهيزها بحمولة إضافية من القنابل الحارقة حلت محل ذخائرها التقليدية.
ووفقا للموقع، فإن حجم المواد الحارقة التي أسقطتها 279 طائرة تجاوز الـ1665 طنا، شملت نحو نصف مليون أسطوانة نابالم وقنابل من الفسفور الأبيض.
وتسببت الرياح الشديدة التي تزامنت مع عملية قصف طوكيو، في تحويل القصف إلى عاصفة نارية دمرت تجمعات مكتظة بالسكان تصل مساحتها إلى نحو 25 كيلومترا مربعا.