سياسة عربية

السودان يجمد عضويته في "إيغاد" بعد مشاركة حميدتي بالقمة الأخيرة

أبدى البرهان استياءً من دور حميدتي الدبلوماسي المتزايد- الأناضول
قرر قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، تجميد عضوية بلاده بالهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا "إيغاد"، وذلك في أعقاب مشاركة قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" في قمتها الأخيرة.

وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان، إن البرهان أرسل رسالة إلى رئيس جيبوتي ورئيس "إيغاد" إسماعيل عمر غيله، وأبلغه بقرار حكومة السودان تجميد عضويتها في المنظمة.

وأوضح البيان أن القرار يعود إلى "تجاهل المنظمة لقرار السودان الذي نقل إليها رسمياً، بوقف انخراطه وتجميد تعامله معها في أي موضوعات تخصه"، وهو ما لم يحدث في قمة المنظمة الاستثنائية التي عقدت بأوغندا الخميس الماضي.

وشارك في قمة "إيغاد" الأخيرة إلى جانب حميدتي، رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، تزامناً مع تواصل القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على مدار أكثر من تسعة أشهر.



وقبيل القمة، أعلنت وزارة الخارجية السودانية تجميد التعامل مع المنظمة الأفريقية، على خلفية ما وصفته بـ"انتهاك سيادة" السودان، بعد توجيهها دعوة لحميدتي لحضور القمة في أوغندا.

وقال حميدتي في تغريدة عبر منصة "إكس": "سعدت بالمشاركة في القمة الاستثنائية الثانية والأربعين لرؤساء دول وحكومات منظمة إيغاد، وأكدت خلال الاجتماع على رغبتنا الصادقة في تحقيق الأمن والاستقرار في بلادنا لرفع المعاناة الإنسانية عن شعبنا".

من جانبه، علق حمدوك على مشاركته في القمة قائلاً: "عرضت تقييم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية لجذور الأزمة السودانية، ورؤيتها لوقف الحرب المدمرة، كأولوية قصوى ومعالجة لآثار الكارثة الإنسانية".

يشار إلى أن البيان الختامي لقمة "إيغاد" دعا طرفي النزاع في السودان، إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، وكذلك وقف الأعمال القتالية لإنهاء الحرب.



وحاولت الهيئة الأفريقية بالتوازي مع الجهود الأمريكية والسعودية، إلى التوسط في الأزمة السودانية أكثر من مرة، لإنهاء النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع، لكن دون جدوى.

وسبق أن اتهم السودان إيغاد بإضفاء الشرعية على "ميليشيا" حميدتي، من خلال دعوته إلى اجتماع يحضره رؤساء الدول والحكومات الأعضاء، كما اتهمها البرهان بالتحيّز والسعي إلى التدخل في "شأن داخلي".

ويقول محللون إن عزلة قائد الجيش دبلوماسيا تتعزز، مع خسارة قواته ميدانياً أمام تقدم قوات الدعم السريع، فيما أبدى البرهان استياءً من دور حميدتي الدبلوماسي المتزايد، واتهم الزعماء الأفارقة الذين استقبلوه بالتواطؤ في الجرائم المرتكبة بحق السودانيين.

وأسفرت الحرب المستمرة في السودان عن مقتل أكثر من 13 ألف قتيل، وفق أحصائية نشرتها منظمة "مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها" (أكليد)، إلى جانب نزوح نحو 7.5 ملايين شخص داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.