صحافة دولية

ديفيد هيرست: هل فقد بايدن السيطرة على نتنياهو في حرب غزة؟

قال هيرست إن إدارة بايدن فقدت السيطرة على نتنياهو الذي بات يقصف كل مكان في قطاع غزة، دون تمييز بين مدني وغيره- إكس
نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، مقالا لرئيس تحريره، الكاتب الصحفي ديفيد هيرست، تناول فيه شكل العلاقة بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقال هيرست في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، إن "إسرائيل استشاطت غضباً على ما حل بها في يوم الحادي عشر من سبتمبر الخاص بها (إشارة إلى عملية طوفان الأقصى)، فراحت تضرب على كل الجبهات، إلا أن جحر الأرنب الذي قاد نتنياهو أمريكا إلى داخله المرة تلو الأخرى يبدو أكثر عمقاً هذه المرة".

ولفت هيرست إلى أن إدارة بايدن فقدت السيطرة على نتنياهو الذي بات يقصف كل مكان في قطاع غزة، دون تمييز بين مدني وغيره.

وتاليا ترجمة المقال كاملا:

قبل عام من الآن تواجد ثلاثة من السياسيين العراقيين السنة، جاؤوا من محافظة الأنبار، في أحد الفنادق الفارهة الكثيرة في منطقة البحر الميت، حيث كان يراودهم مسؤولون إسرائيليون.

لم تكن فلسطين هي موضوع الحديث بينهم وإنما الأنبار، أضخم المحافظات العراقية وأقلها من حيث الكثافة السكانية. ذكر المضيفون ضيوفهم العراقيين بأن محافظتهم كانت مساحتها تقل قليلاً عن ثلث مساحة العراق كاملة.

تحظى المنطقة باحتياطات ضخمة من المياه غير المستغلة، والتي لا تتوفر خبرة استغلالها سوى لدى الإسرائيليين والأمريكيين. قال لهم الإسرائيليون بحماس إنه من الممكن أن تغدو هذه المحافظة سلة غذاء لمنطقة الشرق الأوسط. كما أنها ثرية باحتياطات النفط والغاز التي يمكن أن تُستخرج، وبإمكانهم هم أن يساعدوا الأنبار على استخراج المعادن التي يزخر بها باطنها.

إلا أن الشيء الوحيد الذي ينقص الأنبار هو البشر الذين تحتاجهم المحافظة لتوفير الأيدي العاملة اللازمة من أجل إنجاز مشروع النهضة فيها.

ثم طرح الإسرائيليون السؤال الذي كان اللقاء في الحقيقة قد رتب من أجله: "ماذا لو عرضنا عليكم 2.3 مليون فلسطيني؟" وهؤلاء، كما قال لهم الإسرائيليون، هم سنة أيضاً، وأضافوا: "الفلسطينيون مثابرون كادحون، وثقافتهم هي نفس ثقافتكم، ناهيك عن أن وجود المزيد من السنة في الأنبار يمكن أن يساعد في تعديل الميزان السكاني بين السنة والشيعة لصالحكم".

عرض العراقيون نقل المقترح إلى رئيس وزراء بلادهم.

قبل عام في حديثهم مع الإسرائيليين، لربما بالغوا في تضخيم قدرتهم على إقناع النخبة السياسية في العراق. أما اليوم، فمن المؤكد أنهم يتمنون لو أنهم يتمكنون من دفن حقيقة أنهم سمحوا حتى بمجرد طرح الفكرة للنقاش.

كما هو الحال في معظم أرجاء العالم العربي، انتفض العراق بأسره دعماً للهجوم الذي شنه المقاتلون الفلسطينيون في السابع من تشرين الأول/أكتوبر .

في استعراض نادر تخطى الانقسام الطائفي، خرج العراقيون إلى الشوارع بمئات الآلاف، وأغلقوا الطريق في وجه شاحنات نقل النفط المتوجهة نحو الأردن، قائلين إنهم لن يسمحوا بإرسال النفط العراقي إلى بلدان تعترف بإسرائيل.

وفي تعليقه على ما يجري في غزة، وصف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الرد الإسرائيلي بأنه "عدوان صهيوني وحشي."

أما أسلافه، الذي يعانون فيما بينهم من انقسامات مريرة – مصطفى الكاظمي وحيدر العبادي وعادل عبد المهدي ونوري المالكي، فأصدروا بياناً مشتركاً وصفوا فيه هجوم المقاتلين الفلسطينيين بأنه "رد طبيعي على الاستفزازات والانتهاكات الإسرائيلية".

قلل معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط من قيمة هذه الاحتجاجات غير المسبوقة باعتبارها مجرد استعراضات مسرحية، ولكنها في الحقيقة تكررت في عمان والقاهرة وبيروت – وهي أماكن لا تخرج فيها المظاهرات إلا بترخيص، وفقط بعد حصولها على موافقة السلطات في البلاد.

على الرغم من أن الفكرة التي اقترحت على الزوار من الأنبار لم تكن مجدية، إلا أنها تثبت شيئاً واحداً، ألا وهو أن المسؤولين الإسرائيليين، ومنذ وقت طويل قبل هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، كانوا يفكرون بجد في إفراغ الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة من الفلسطينيين، وبأن يكرروا ما فعلوه في عام 1948، ولكن بأضعاف مضاعفة.

ساحة المعركة الحقيقية
بعد التخلي عن مبدأ الأرض مقابل السلام، وبعد أن جربت وأخفقت في تطبيق نموذج الفصل من خلال وضع الفلسطينيين خلف أصناف متعددة من الجدران والطرق ونقاط التفتيش، لم يبق أمام إسرائيل اليوم سوى مشروع بناء دولة أبارتيد (فصل عنصري)، تكون السيادة فيها حكراً على المواطنين اليهود دون سواهم.

إلا أن العامل الديموغرافي (السكاني) يمثل عقبة كؤوداً، وخاصة فيما يتعلق بحل الدولة الواحدة الذي تعمل إسرائيل الآن على إنجازه. فبغض النظر عن عدد المرات التي تمارس فيها إسرائيل سياسة فرق تسد في التعامل مع الفلسطينيين، فإن الإحصائيات السكانية ليست لصالحها.

تكاد تكون متقاربة أعداد اليهود والفلسطينيين الذين يعيشون في المنطقة الواقعة ما بين نهر الأردن والبحر المتوسط. فمعدلات الولادة متباينة، كما تؤخذ بالاعتبار هجرة اليهود الأشكناز إلى الخارج. كثير من هؤلاء اليهود يحملون جنسيات مزدوجة، وهم حالياً يستخدمون جوازات سفرهم الأجنبية. ومع مرور الوقت سوف يختل التوازن ويتفوق عدد الفلسطينيين بنسبة كبيرة على عدد اليهود داخل الأرض التي يزعم هؤلاء أنها لهم وحدهم.

ولذلك فإن الطريقة الوحيدة لتجنب تحول اليهود الذين يحكمون البلاد إلى أقلية فيها هي إجبار أكثر من مليون فلسطيني على الخروج من ديارهم. بالمقابل، ومهما فعل الإسرائيليون حتى تكون حياة الفلسطينيين شاقة وغير محتملة، فإن رفضهم المغادرة ومقاومتهم لمحاولات إخراجهم تزيد من فرص خروجهم من هذا الصراع منتصرين.

بات الجانب الديموغرافي، بالنسبة للطرفين، هو ساحة المعركة الحقيقية.

إن الجهود التي يبذلها الإسرائيليون من أجل الانتصار في هذا الصراع لا تمت بصلة إلى الحل العادل أو الحل الذي يمكن التوصل إليه عبر المفاوضات. ولا حتى يمت بصلة لفكرة الاشتراك في الحياة على أرض واحدة. وما إصرار الولايات المتحدة وأوروبا على حل الدولتين، والذي لم يعد ثمة أمل في أن يرى النور، إلا عملية تمويه للتغطية على المهمة الحقيقية التي يراد إنجازها، ألا وهي التطهير العرقي.
وقد لا تتكرر فرصة نشوب حرب من شأنها إتاحة الفرصة لإفراغ غزة من معظم سكانها الذين يبلغ تعدادهم 2.3 مليون نسمة.

من المثير للاهتمام أن بحثين إسرائيليين حول هذا الموضوع قد نشرا منذ أن بدأت إسرائيل بدك قطاع غزة بلا هوادة. وهذان البحثان لم يصدرا عن مجموعات هامشية من المستوطنين، على الرغم من ضرورة التأكيد على أن المستوطنين لم يعودوا وحدهم من يمثل التوجه اليميني المتطرف داخل إسرائيل.

صدر أحد البحثين بعنوان "ورقة موقف: خطة لإعادة توطين وإعادة تأهيل نهائي في مصر لكافة سكان غزة: الآفاق الاقتصادية." وهذا تم نشره عبر موقع مركز أبحاث وتفكير يديره مائير بن شابات، وهو مستشار سابق في الأمن القومي، كان قد لعب دوراً محورياً في التوصل إلى إبرام اتفاقيات أبراهام مع الإمارات العربية المتحدة والمغرب والبحرين.

سيناريوهات ما بعد الحرب
يقول كاتب الورقة، واسمه أمير ويتمان: "توجد الآن فرصة فريدة ونادرة لتفريغ قطاع غزة برمته بتنسيق مع الحكومة المصرية. وثمة حاجة مباشرة إلى خطة واقعية ومستدامة لإعادة التوطين وإعادة التأهيل الإنساني لكافة سكان قطاع غزة، بما ينسجم جيداً مع المصالح الاقتصادية والجيوسياسية لكل من إسرائيل ومصر والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية".

كانت الغاية من الوثيقة الأخرى هي الاستخدام الداخلي فقط، ولكنها وصلت إلى أيادي حركة تعمل في التحريض على إعادة توطين أهل غزة، ثم جرى تسريبها عبر موقع إسرائيلي يسمى كالكاليست.
كاتبة الورقة هي غيلا غمالييل، وزيرة الاستخبارات، التي طبعتها على أوراق تحمل شعار وزارتها، وناقشت فيها ثلاث سيناريوهات محتملة لوضع غزة ما بعد الحرب.

وهي ترى أن السيناريو الذي سوف يفضي إلى نتائج استراتيجية يأتي على ثلاث مراحل: إقامة مدن خيام في سيناء جنوب غربي غزة، ثم إنشاء ممر إنساني لتمرير المساعدات إلى المقيمين في تلك المدن، ثم إنشاء مدن في شمال سيناء.

وتقضي الخطة بإقامة منطقة معقمة عرضها عدة كيلومترات في الجانب المصري من الحدود لمنع من تم إجلاؤهم من العودة إلى ديارهم. بالإضافة إلى إقامة مدن داخل سيناء، كتبت غمالييل تقول إن "كندا، واليونان وإسبانيا، وبلدان شمال أفريقيا، سوف تستوعب كل منها نسبة من الفلسطينيين الذين يتم إجلاؤهم".

أما المستوطنون في الضفة الغربية، فلديهم وسيلة أكثر مباشرة يستخدمونها من أجل توصيل وجهة نظرهم إلى الفلسطينيين الذين فرضوا وجودهم عليهم بالقوة وإخطارهم بما يجول في خاطرهم.
لقد وضعوا منشورات على زجاج السيارات وتركوا دمى ملطخة بالدماء عند مداخل المدارس.

جاء في واحدة من تلك المنشورات التي وزعت يوم الجمعة في مدينة سلفيت بالضفة الغربية: "والله، لسوف ننقض على رؤوسكم في القريب العاجل بنكبة كبيرة. لديكم الآن آخر فرصة للهرب إلى الأردن بطريقة منظمة. وبعد ذلك، سوف ندمر كل عدو ونطردكم بالقوة من أرضنا المقدسة .... احزموا حقائبكم في الحال وغادروا إلى الأماكن التي جئتم منها أصلاً، فنحن قادمون."
النية واضحة، حتى وإن لم تكن بنفس ذلك الوضوح تفاصيل خطة تغيير معالم الشرق الأوسط، التي تعهد بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضمن ما صرح به خلال الأيام الأولى التي أعقبت هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

نكبة ثانية
حتى لو انتهت الحرب غداً في مطلع الأسبوع الرابع لها، فإن الدمار الذي سببته الحرب الخاطفة لم تشهد له المنطقة مثيلاً من قبل، وغدا بسببه مئات الآلاف من الفلسطينيين في غزة بحاجة إلى العيش في الخيام. ومن الممكن تنظيم خروج جماعي لهم تحت غطاء جهود الإغاثة الإنسانية.

عبرت مصر وكذا الأردن، وبشكل لا لبس فيه، عن معارضتهما لنكبة ثانية. وذلك أن الإزاحة السكانية الضخمة بالنسبة لكل واحد من البلدين العربيين المجاورين، واللذين يعترفان بإسرائيل، تعتبر قضية وجودية.

بل قال وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي إن نكبة ثانية تعتبر بمثابة إعلان للحرب.

وأضاف إن عمان لن تسمح "بنكبة جديدة" ولن تسمح كذلك لإسرائيل "بنقل الأزمة التي أوجدها وفاقمها الاحتلال إلى البلدان المجاورة".

ما إذا كانت تتوفر لدى عمان القدرة على القيام بأي من هذه الأمور، فهذه مسألة أخرى.

بعد الحديث مع المستشار الألماني أولاف شولتز، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن أي نقل للفلسطينيين من غزة إلى شمال سيناء سوف يشكل سابقة يمكن تكرارها في الضفة الغربية إلى الأردن. واقترح السيسي بخبث أن يتم بشكل مؤقت وضع الفلسطينيين النازحين من غزة في منطقة النقب.

منذ أن بدأت هذه الأزمة، لم يزل السيسي، وهو ممثل بارع، يقوم بدور جمال عبد الناصر، إلا أن المشاكل التي واجهها سلفه حسني مبارك محلياً أثناء الغزو البري الإسرائيلي لقطاع غزة في عام 2008، لابد أنها تسبب له أرقاً شديداً، خاصة وأن البلد مقبل على انتخابات جديدة.

مصر والأردن كلاهما في غاية الضعف، ولا يملكان تهديد إسرائيل والولايات المتحدة إلا بالتحذير من أنهما يمكن أن يتعرضا للفناء، مع أن إمكانية انطلاق مجموعات مسلحة تعمل من سيناء والأردن على الحدود الجنوبية والشرقية مع إسرائيل يمكن، بل ربما ينبغي، أن تجعل من يخططون للنكبة يتوقفون للحظة ويعيدون التفكير.

إلا أن المهم في هذا الصدد، في الحقيقة، هو رد فعل الولايات المتحدة على عزم إسرائيل المضي قدماً بتغيير خارطة غزة، بل وخارطة الشرق الأوسط. وهنا تدخل الولايات المتحدة.

هل من الممكن أن يترك الرئيس جو بايدن نتنياهو ليقوم بذلك؟
أعتذر عن هذا السؤال الساذج. فبايدن فقد السيطرة على نتنياهو، ولكن جحر الأرنب الذي زجت إسرائيل بأمريكا فيه المرة تلو الأخرى أعمق هذه المرة بكثير، وهو أشبه ما يكون بأنفاق حماس.

على مدى ثلاثة أسابيع قصيرة، تراجع بايدن عن معظم الخطط التي أعدتها الولايات المتحدة بعناية للتعامل مع المنطقة.

هناك بادئ ذي بدء الانسحاب العسكري، فقد اضطرت الولايات المتحدة إلى إعادة منظومات الدفاع الصاروخية وذات الارتفاع العالي، ومجموعات حاملات الطائرات، التي قضت السنوات الثلاث الماضية وهي تسحبها من المنطقة.

كما غدت الآن في وضع مهدد لإيران، وذلك بعد أن كان قائدها الأعلى علي خامنئي قد أصدر تفويضاً بإجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة حول إبرام صفقة نووية مرحلية، وبعد أن أعرب عن سروره بإبقاء قناة التواصل تلك مفتوحة.

يوجد للولايات المتحدة حلفاء مهمون في كل من مصر والأردن، لم يلبثوا يصرخون من أعماقهم.

والأهم من ذلك كله، أن الولايات المتحدة تدير الآن حربين بشكل متزامن، في أوكرانيا وفي غزة، وكلاهما بدون وجود استراتيجية للخروج، وكلاهما يستنزفان قدرة الإنتاج المحدودة للصواريخ الأمريكية، والقنابل الذكية، والقذائف المدفعية.

وكان مخزون القذائف المدفعية الأمريكية لدى إسرائيل قد استنزف في إمداد أوكرانيا، والآن عليهم أن يستنزفوا القذائف المخصصة لأوكرانيا لتزويد إسرائيل بها.

قائمة التداعيات السلبية بالنسبة لبايدن طويلة وتزداد نمواً مع كل أسبوع يمر، وبات حيز المناورة لديه بشأن إسرائيل محدوداً. وفيما لو سولت له نفسه مخالفة نتنياهو في خطاه فإنه يعلم أن ذلك أمر لا مفر من أن يغتنمه الجمهوريون.

تعلم إسرائيل ذلك أيضاً، وهي تنتظر عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. ولذلك، فمن المحتمل أن يكون بايدن الآن مشغولاً بالتأمل فيما ستصبح عليه صورة المنطقة فيما لو نجحت إسرائيل، ولو جزئياً، في تفريغ قطاع غزة.

علامات على ما هو قادم
لعل مما يستحق القراءة بتدبر حول هذه القضية تلك الفقرة التي وردت في الصفحة الأربعين من خطاب بعث به مكتب الميزانية والإدارة في العشرين من أكتوبر (تشرين الأول) إلى القائم بأعمال رئيس مجلس النواب الأمريكي.

يطالب البيت الأبيض في تلك الفقرة الكونغرس بتمويل "الاحتياجات المحتملة للغزيين الفارين إلى البلدان المجاورة"، كجزء من طلب تقدم به الأسبوع الماضي للحصول على مبلغ قدره 105 مليار دولار، يشمل تمويلاً لإسرائيل وتمويلاً لأوكرانيا.

يقول الخطاب إن الأزمة الحالية "يمكن أن ينجم عنها نزوح عبر الحدود واحتياجات إنسانية إقليمية أكبر، وقد يستخدم التمويل للوفاء بمتطلبات برمجة الأوضاع الناشئة خارج قطاع غزة".

هل هذا تخطيط اعتيادي للطوارئ أم علامة على ما هو قادم من أمور؟

لا يوجد زعيم فلسطيني واحد إذا ما قرأ هذا الكلام يمكن أن ينتابه شعور بالثقة بأن بايدن سوف يتخذ الخيار الصحيح. فلقد تبددت كل الثقة.

فقط بعد أسابيع قليلة من إعلان مسؤول أمريكي كبير في إيجاز صحفي بأن الشرق الأوسط بات أهدأ من أي وقت مضى على مدى عقود من الزمن، تجد الولايات المتحدة بأن المنطقة باتت الآن على شفا حرب إقليمية وشيكة.

حليفتها الكبرى، إسرائيل، غدت خارج السيطرة، ولا تحاول أن تميز بين مقاتلي حماس والسكان المدنيين، ولا بين الفلسطينيين في غزة والمواطنين الفلسطينيين في إسرائيل أو الفلسطينيين في الضفة الغربية.

لقد بلغ اشتياط إسرائيل غضباً على ما حل بها في يوم الحادي عشر من سبتمبر الخاص بها، أنها راحت تضرب على كل الجبهات، وبشكل متزامن.

لربما خطر ببالك أن الواقعية أو العقلانية ستلج من الباب عند نقطة ما في واشنطن. ولكن قد تحتاج لأن تنتظر طويلاً قبل أن تصل الحافلة إلى تلك المحطة.

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع