أثارت الأضواء الساطعة، التي ظهرت في مقاطع مصورة، لحظة حدوث الزلزال
في المغرب، وتكرار هذه الظاهرة في زلزال تركيا قبل أشهر، تساؤلات حول حقيقة ما جرى
وأسبابه.
وقال جون دير، عالم الجيوفيزياء المتقاعد الذي
كان يعمل في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية؛ إن هذه الانفجارات من الضوء الساطع
المتراقص بألوان مختلفة، حيرت
العلماء لفترة طويلة، ولا يوجد حتى الآن إجماع حول
أسبابها، لكنها "حقيقية بالتأكيد".
وأوضح دير، أن المشاهد التي التقطت في المغرب
للأضواء الساطعة، تشبه ما ظهر لحظة زلزال عام 2007، في بيسكو بالبيرو.
وقال العالم الأمريكي؛ إن الأضواء قد تظهر بأشكال
متعددة، مثل البرق، أو أشرطة مضيئة في السماء، أو غلاف ضوء شبيه بالشفق القطري، أو
كرات متوهجة عائمة في الجو.
وأضاف: "قد تبدو أيضا مثل ألسنة اللهب
الصغيرة، التي تومض أو تزحف على طول الأرض، أو بالقرب منها، أو مثل ألسنة اللهب
الأكبر الخارجة من الأرض".
وقام دير بجمع معلومات مع فريق بحثي، عن 65 زلزالا أمريكيا وأوروبيا،
مرتبطا بتقارير موثوقة تعود إلى 1600عام مضت.
وتوصل الباحثون إلى أن نحو 80 بالمئة، من الحالات المضيئة، لوحظت في
الزلازل التي تزيد قوتها عن 5.5 درجات على مقياس ريختر، وتظهر قبل وقت قصير من
وقوع الزلزال أو في أثنائه، وشوهدت على بعد 600 كيلومتر من مركز الزلزال.
ومن المرجح أن تحدث الزلازل، وخاصة القوية
منها، على طول أو بالقرب من المناطق التي تلتقي فيها الصفائح التكتونية. ومع ذلك،
وجدت دراسة عام 2014 أن الغالبية العظمى من الزلازل المرتبطة بالظواهر المضيئة، حدثت داخل الصفائح التكتونية، وليس عند حدودها.
وأشار العالم إلى أنه كان من المرجح أن تحدث
أضواء الزلازل في الوديان المتصدعة أو بالقرب منها، وهي الأماكن التي تمزقت فيها
قشرة الأرض في مرحلة ما في الماضي؛ مما أدى إلى إنشاء منطقة منخفضة طويلة تقع بين
كتلتين أعلى من الأرض.
من جانبه توصل العالم، فريدمان فرويند، الأستاذ المساعد في جامعة سان خوسيه والباحث السابق في مركز أبحاث أميس
التابع لناسا، إلى نظرية واحدة لأضواء الزلازل، حيث أوضح أنه عندما تتعرض عيوب أو
شوائب معينة في بلورات الصخور لضغط ميكانيكي، كما هو الحال في أثناء تراكم الضغوط
التكتونية قبل أو في أثناء وقوع زلزال كبير، فإنها تتفكك على الفور وتولد الكهرباء.
وتابع أن الصخور هي مادة عازلة، وعندما تتعرض
للضغط الميكانيكي، تصبح شبه موصلة، وأن الأمر "مثل تشغيل البطارية، وتوليد
شحنات كهربائية، يمكن أن تتدفق من الصخور المجهدة إلى الصخور غير المجهدة
وعبرها"، لافتا في مقال نشر عام 2014 في مجلة ذا كونفرزيشن، أن الشحنات تنتقل بسرعة تصل إلى حوالي 200 متر في الثانية.
وتشمل النظريات الأخرى حول أسباب أضواء
الزلازل، الكهرباء الساكنة الناتجة عن تكسر الصخور وانبعاث غاز الرادون.
ولفت أستاذ الفيزياء في جامعة ناسيونال مايور
دي سان ماركوس في بيرو، خوان أنطونيو ليرا كاتشو، إلى أن انتشار كاميرات الهواتف، ساعد
العلماء في رصد هذه الظاهرة بعد تصويرها بكثرة، وسهل دراستها بعد أن كان الأمر
مستحيلا لصعوبة تصديقه.