صحافة دولية

ما دلالات تعيين السعودية سفيرا غير مقيم لدى فلسطين لأول مرة؟

نشر السديري صورة لافتتاح قنصلية السعودية في القدس المحتلة عام 1947 - تويتر
قررت الرياض لأول مرة تعيين سفير "مفوض فوق العادة" غير مقيم لدى فلسطين، في خطوة جاءت على ضوء تصاعد وتيرة التقارير حول مسار تطبيع العلاقات بين الاحتلال الإسرائيلي والمملكة العربية السعودية برعاية أمريكية.

ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا لمدير مكتبها في القدس، باتريك كينغسلي، قال فيه إن السعودية عينت مبعوثها الأول للإدارة الفلسطينية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، في خطوة يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها مرتبطة بالجهود التي تقودها الولايات المتحدة لإقامة علاقات دبلوماسية بين السعودية وإسرائيل.

وأعلنت وزارة الخارجية السعودية، السبت، في بيان مقتضب، أن المبعوث السعودي إلى الأردن، نايف السديري، سيعمل الآن بشكل متزامن "كسفير غير مقيم في دولة فلسطين".


وتعترف السعودية بالدولة الفلسطينية عبر الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، وهي الأراضي التي احتلتها إسرائيل خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967.

بحسب تقرير الصحيفة الأمريكية، الذي ترجمته "عربي21"، جاء هذا الإعلان وسط تصاعد جهود الولايات المتحدة لإقامة علاقات رسمية لأول مرة بين إسرائيل والسعودية. كما جاء في أعقاب تكهنات في الأوساط الإسرائيلية بأن السعودية، التي عارضت منذ فترة طويلة إقامة علاقات رسمية حتى يتم حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، قد تكون مستعدة الآن للقيام بذلك دون أن توفر إسرائيل للفلسطينيين قدرا أكبر من الحكم الذاتي.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال في مقابلة أذيعت الأسبوع الماضي: إنها مجرد نقطة على القائمة يجب أن تتأكد بأن تكون وضعت علامة صح عليها كي تقول إنك فعلت ذلك. 

لكن محللين سعوديين وفلسطينيين قالوا إن تعيين السفير السديري أظهر أن الرياض جادة في تأمين معاملة أفضل للفلسطينيين. وقال عبد العزيز الغشيان، الخبير السعودي في علاقة الرياض بإسرائيل: هذه هي الطريقة السعودية في إيصال رسالة ما. إنهم يقولون إن هذا أكثر قليلا من علامة صح على نقطة في القائمة.

في هذا الإطار، أشرف السفير السعودي في الأردن منذ فترة طويلة بشكل غير رسمي على الملف الفلسطيني، عمليا إن لم يكن بالاسم. وقال الغشيان، المقيم في الرياض، إن الاعتراف الرسمي بهذا الدور المزدوج هو "رد فعل على التصور السائد في الأوساط الإسرائيلية بأن السعوديين لا يهتمون حقا بالفلسطينيين".

إذا تم التوصل إلى اتفاق في العام المقبل، فمن المتوقع أن يتضمن اتفاقا ثلاثيا تقدم فيه الولايات المتحدة للرياض دعما عسكريا أكبر ومساعدة لبرنامج نووي مدني، وتقدم إسرائيل للفلسطينيين نوعا من التنازلات، وفقا لتقرير كينغسلي.

لكن حكومة الاحتلال الإسرائيلي، التي يهيمن عليها نواب معارضون للسيادة الفلسطينية، واصلت التقليل من أهمية العنصر الفلسطيني في المفاوضات.



وقال إيلي كوهين، وزير خارجية الاحتلال، الأحد، في مقابلة إذاعية إن "الإعلان رمزي إلى حد كبير". وأضاف: "يريد السعوديون نقل رسالة إلى الفلسطينيين مفادها أنهم لم يُنسوا"، مشيرا إلى أن "القضية الفلسطينية ليست القضية الرئيسية في المحادثات"، بحسب زعمه.

لكن الفلسطينيين تشجّعوا من هذا الإعلان، لا سيما تأكيده على أن السفير سيعمل أيضا، على الأقل بالاسم، كقنصل عام في القدس. وتسيطر إسرائيل على القدس بالكامل منذ عام 1967 وأعلنت المدينة عاصمة موحدة لها، لكن الفلسطينيين يأملون في أن يصبح جزء منها على الأقل في يوم من الأيام عاصمة لدولة فلسطينية، وفقا لـ "نيويورك تايمز".

وقال إبراهيم دليشة، مدير مركز هورايزون، وهو مجموعة بحثية فلسطينية في رام الله بالضفة الغربية، إن "تعيين قنصل هناك ينظر إليه على أنه دعم لتلك التطلعات الفلسطينية".

وتابع: على مستوى أعمق، يُنظر إليه من منظور فلسطيني على أنه رسالة مفادها أن السعوديين لن يتخلوا عن الفلسطينيين في مشاوراتهم مع الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن صفقة تطبيع محتملة.



إلى ذلك، قال وزير خارجية الاحتلال كوهين إن إسرائيل لن تسمح للسعودية بفتح قنصلية للفلسطينيين في القدس. وأضاف: لا نسمح للدول بفتح قنصليات للفلسطينيين في القدس. هذا لا يتوافق معنا.

أقامت إسرائيل علاقات دبلوماسية في عام 2020 مع ثلاث دول عربية، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، مما أنهى سنوات من العزلة في العالم العربي وأدى إلى تكهنات بأن السعودية ستكون التالية. جعلت إدارة بايدن الآن العلاقات السعودية الإسرائيلية أحد أهداف سياستها الخارجية الرئيسية، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".