أعلنت المجموعة الاقتصادية لدول
غرب إفريقيا (
إيكواس)، في ختام اجتماع لقادة جيوش دولها الجمعة، التوافق على "خطة لتدخّل عسكري محتمل" في
النيجر، بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس
محمد بازوم.
وقال مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن في المجموعة، عبد الفتاح موسى، إن "الخطة تتضمن كيفية وموعد نشر القوات" للتصدي للانقلابيين، فيما لم يكشف متى وأين ستكون الضربة.
يأتي ذلك بعد أكثر من أسبوع، على انقلاب قادة عسكريون ضد الرئيس بازوم، سارعت المجموعة الإفريقية إلى إدانته، ودعت إلى إطلاق سراح الرئيس المحتجز، ملوحة بورقة التدخل العسكري في حال لم يقم الانقلابيون بإعادة السلطة.
وكانت "إيكواس" أكدت أنها تفضل القناة الدبلوماسية لحل الأزمة في النيجر، وقد أرسلت لهذا الغرض وفدا إلى نيامي. وشددت على أن الخيار العسكري هو الحل الأخير المطروح لدى المجموعة التي تمتلك تجارب سابقة في التدخلات العسكرية في دول إفريقية عديدة.
تاريخ التدخلات العسكرية لمجموعة "إيكواس"
وفي ما يلي، استعراض مقتضب لتاريخ التدخلات العسكرية لمجموعة دول غرب إفريقيا خلال الـ30 عاما الأخيرة، وفقا لرويترز:
ليبيريا
في عام 1990، أرسل زعماء غرب إفريقيا قوة عسكرية محايدة إلى ليبيريا للتدخل في الحرب الأهلية بين قوات الرئيس صمويل دو وفصيلين متمردين. وساعد النشر غير المسبوق لقوة إقليمية، هي مجموعة المراقبة التابعة للإيكواس، في استعادة بعض الأمن لكن القوات تورطت في سلسلة من انتهاكات حقوق الإنسان، وفقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش.
وبلغ عدد القوات ذروته عند نحو 12 ألف جندي وغادر آخرهم ليبيريا في عام 1999، بعد عامين من انتخاب زعيم المتمردين السابق تشارلز تيلور رئيسا.
وانتشرت قوات غرب إفريقيا مرة أخرى في نهاية الصراع الوحشي الذي دام 14 عاما وانتهى في 2003. وتم نشر نحو 3600 من هذه القوات تحت لواء عملية حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة استمرت حتى 2018.
سيراليون
في عام 1998، تدخلت قوة من مجموعة المراقبة التابعة لـ "إيكواس" بقيادة نيجيريا في الحرب الأهلية في سيراليون لطرد مجلس عسكري وحلفاء متمردين من العاصمة فريتاون وإعادة الرئيس أحمد تيجان كباح، الذي أطيح به في انقلاب قبل ذلك بعام.
وانسحبت القوة عام 2000، وسلمت عمليات حفظ السلام لبعثة تابعة للأمم المتحدة، فيما انتهت الحرب التي استمرت عقدا في عام 2002.
غينيا بيساو
عام 1999، أرسلت "إيكواس" نحو 600 جندي من مجموعتها للمراقبة للحفاظ على اتفاق سلام في غينيا بيساو، التي كانت معرضة لحدوث انقلاب. واستولى المتمردون على السلطة بعد ثلاثة أشهر فحسب وانسحبت القوة.
وأرسلت "إيكواس" بعثة أخرى بين عامي 2012 و2020، بعد انقلاب آخر، للمساعدة في ردع الجيش عن التدخل في السياسة وحماية القادة السياسيين. وأرسلت المجموعة مفرزة أخرى قوامها 631 فردا في عام 2022 للمساعدة في استقرار البلاد بعد انقلاب فاشل في ذلك العام.
ساحل العاج
أُرسلت قوة من غرب إفريقيا إلى ساحل العاج في عام 2003، لمساعدة القوات الفرنسية في مراقبة اتفاق سلام هش بين طرفين متناحرين أدى في الواقع إلى تقسيم البلاد إلى قسمين خلال السنوات الثماني التالية. وفي عام 2004، اندمجت القوة في مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
مالي
أرسلت "إيكواس" جنودا إلى مالي عام 2013، في إطار مهمة لطرد المقاتلين المرتبطين بالقاعدة من الشمال. وكما حدث في أماكن أخرى، تسلمت بعثة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة قيادة القوة في وقت لاحق من ذاك العام.
جامبيا
عام 2017، أرسلت "إيكواس" سبعة آلاف جندي إلى غامبيا من الجارة السنغال، لإجبار الرئيس يحيى جامع على الذهاب إلى المنفى والتنازل عن الرئاسة لأداما بارو الفائز في الانتخابات. ولم تُبد القوات الأمنية لجامع أي مقاومة، فيما فر الأخير إلى غينيا الاستوائية عقب التدخل العسكري.
عرف تدخل "إيكواس" آنذاك باسم التدخل العسكري للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في جامبيا (ECOMIG) ، والذي أطلق عليه اسم "عملية استعادة الديمقراطية".
بحسب موقع صندوق السلام "إف إف بي"، سجلت جامبيا باستمرار، وعلى مدى السنوات الخمس الماضية على مؤشر الدول الهشة (FSI)، نتائج سيئة عبر المؤشرات التي تقيس صحة الاقتصاد وشرعية الدولة وحقوق الإنسان. كما أن لديها واحدة من أفقر النتائج في فئة الهروب البشري.