قالت وزارة
الثقافة العراقية، الجمعة، في بيان اطلعت عليه "عربي21" إنها ستلجأ إلى القضاء من أجل حماية "الإرث
الحضاري من أي تجاوز"؛ فيما أوضح وزير الثقافة العراقي، أحمد البدراني، في منشور في صفحة الوزارة على فيسبوك: "نرفض ونمنع ونحول دون المساس بأي بناء يحمل سمةً تراثية أو أثرية، سواء كانت دينية أو مدنية"، وذلك بعد تفاعل بسبب قيام سلطات محافظة
البصرة بهدم
جامع السراجي التاريخي.
وأضاف البدراني، في تفاعله مع موجة الغضب الواسعة التي انتشرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، أن هذه الأبنية "لا تُعد ملكاً لديوان أوقاف أو وزارة أو هيئة أو محافظة، وإنما ملك التاريخ الحضاري والتراثي للعراق".
وفي السياق نفسه، أكد المسؤول العراقي أنه "سيتخذ الإجراءات القانونية لحماية الإرث الحضاري الكبير ضد أي تجاوز إداري أو شخصي يشجّع ويعمل على إلحاق الضرر بشكل مقصود أو عفوي، خصوصاً حادثة هدم منارة جامع السراجي التي وقعت فجر هذا اليوم".
وفي الوقت الذي طلب فيه وزير الثقافة العراقي من "الوقفين السني والشيعي"، "التدخّل والوقوف بحزم ومعاقبة منتسبيهما في حالة السماح لهم بالتجاوز أو تزوير الحقائق التاريخية"، فإنه أشار إلى أن عملية الهدم استمرت "رغم تقديم الهيئة العامة للآثار والتراث عدة مقترحات للحفاظ عليها وتجزئتها ونقلها إلى داخل باحة المسجد".
السراجي.. بُني من الطين اللبني
وانتشرت عدّة مقاطع فيديو، توثق عملية الهدم لمنارة جامع السراجي الذي بُني من الطين اللبني سنة 1140هـ/ 1727م، ويعتبر من مساجد العراق التاريخية القديمة، فيما يقف محافظ المدينة أسعد العيداني مع مسؤولين محليين آخرين على مقربة منه.
وفي تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام محلية، خلال عملية الهدم، قال محافظ البصرة، أسعد العيداني، إن العملية جرت بالتنسيق مع الوقف السني، مشيرا إلى أن الجامع كان يقع في منتصف شارع عام وتمت إزالته، مشيرا إلى أن الحكومة المحلية في البصرة ستعمد إلى بناء مسجد جديد.
إلى ذلك، خلّف هدم جامع السراجي، الذي الذي كان يتميز بعمارته الأثرية والتراثية، وكانت مساحته تبلغ نحو 1900 متر مربع، وجُدد بناؤه من قبل متبرعين خلال ثمانينيات القرن العشرين، موجة انتقادات واسعة، ليتصدر كل من وسم #جامع_السراجي ووسم #اسعد_العيدان "الترند" على "تويتر" في العراق، حيث اعتبر المُغرّدون أن ما حدث "جريمة" وسط جُملة من المطالبات باتخاذ الإجراءات القانونية لحماية الإرث الديني والتاريخي في العراق.