حذر مسؤول إسرائيلي أمني كبير، من خطورة الأوضاع التي تمر
بها "إسرائيل" في ظل الحكومة الإسرائيلية التي تلعب بالنار، ويقودها المتهم
بالفساد بنيامين
نتنياهو، الذي ربما أصيب بجنون العظمة.
وأكد مسؤول كبير جدا في جهاز الأمن الإسرائيلي، في محادثة
هاتفية، أن وزراء حكومة نتنياهو "لا يفهمون، هم يلعبون بالنار وسينتهي هذا بمصيبة"،
بحسب ما أورده الخبير يوآف ليمور، في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية.
وفي التفاصيل قال المسؤول الكبير: "الأعداء يرون المشاهد
ويسمعون الأصوات، ما كان في الفصح الماضي، مع الجرأة المتزايدة على جميع الجبهات، من
شأنه أن يحصل قريبا بمستويات أعلى بأضعاف في كل الجبهات بالتوازي، الأكثر إثارة للقلق
هي جبهة لبنان؛ الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، امتلأ بروح قتالية، يذكر بسلوكه
عشية حرب لبنان الثانية، باستثناء أنه يعتقد اليوم بأننا أضعف جدا، الثمن الذي سندفعه
كي نعلمه الدرس إياه سيكون باهظا في الأرواح والمال".
وبشأن الإدارة الأمريكية، رأى المسؤول أنه "ينبغي للمرء
أن يكون أعمى كي لا يفهم معنى ابتعادهم عنا، هذا أيضا يجد تعبيره في الثقة المتزايدة
بالنفس لدى الأعداء الذين يشعرون بأنه لا يوجد لنا ظهر، وأيضا في برودة العلاقات مع
الأصدقاء، فدول الخليج أقل حماسة، والتطبيع مع السعودية يبدو كحلم بعيد، وهذا كله دون
الحديث عن النووي الإيراني، والأسوأ أنه سيكون لهذا أثر على العمل نفسه، هذا لا نراه
بعد بالعينين، لكنه سيأتي، الصفقات ستعلق، نقل المعلومات سيهتز، ليس هكذا نجلب الأمن
بل العكس، كل شيء مع الأمريكيين سيكون أصعب بكثير".
علامات استفهام مقلقة
وبشأن الاقتصاد، أكد أنه "عندما يتقلص الاقتصاد بـ
150 مليار شيكل، وعندما تفر التكنولوجيا العليا من هنا، يكون لهذا آثار على الأمن، وكذلك
يحصل عندما لا تأتي استثمارات أجنبية وتقيد واشنطن السايبر لدينا".
وأضاف: "عندما يذهب المال لأمور أقل أهمية، في فترة
يكون فيها الجيش متوترا حتى النهاية بسبب التحديات في كل الجبهات، يكون لهذا آثار على
الأمن".
وعن الأمر الذي يقلقه أكثر من كل هذه الأمور، أجاب المسؤول
الأمني: "هناك قلق من شيء آخر؛ من فقدان وحدة الصف الداخلية، من حرب الإسرائيلي
ضد أخيه، من أن قطاعا كاملا كانت الخدمة والتطوع خلاصة الإسرائيلية في نظره وضع عليهما
علامة استفهام، وقطاع آخر - لم يخدم أو يساهم في الأمن يوما واحدا في حياته - وضع فوق
القطاع الذي يخدم علامة استفهام، من يعتقد أنه إذا كانت غدا حرب سنتعانق وتتعزز قوتنا،
سيخيب ظنه".
وبحسب تقدير المسؤول المجرب، هذه الأوضاع تقود إلى
"الكارثة، المسيرة من شأنها أن تكون سريعة، في حال أجيز التعديل المتعلق بعلة
المعقولية بالقراءة الثانية والثالثة".
وتابع: "الطيارون أعلنوا أنهم لن يأتوا بعد اليوم، وهم
كتلة، في آذار/ مارس الماضي وقع 1300 من رجال طواقم الجو في الاحتياط وفي التقاعد على
تحذير بأنهم سيتوقفون عن الخدمة، هذه المرة سيصبح هذا فعلا، وسينضم إليهم رجال استخبارات
وسايبر وغير قليل من رجال الوحدات الخاصة، بكلمات أخرى، كل المنظومات التي تمنح إسرائيل
قيمتها الإضافية الدراماتيكية على أعدائها ستتعرض لضربة شديدة".
"وماذا عندها؟"، قال: "سنكون مكشوفين أكثر
وسننزف أكثر، ونتيجة لذلك، سنضطر لأن نكون أكثر وحشية في ردنا، سنقتل مدنيين أكثر بكثير
والعالم لن يكون معنا، لن يكون لنا فيتو تلقائي من الأمريكيين في مجلس الأمن، وستبدأ
لجان التحقيق، ستكون مطالبات بتقديم إسرائيليين إلى المحاكمة في "لاهاي"،
ونتيجة لذلك سيعتزل آخرون، والأزمة ستصل بسرعة كبيرة إلى الجيش الدائم والخدمة النظامية".
ونبه الخبير ليمور إلى أن الحديث مع المسؤول الأمني الكبير
"كان طويلا ومزعجا، وما ورد هنا هو خلاصته فقط"، مضيفا: "في نهاية حديثنا،
سألت إذا كان لا يرى حتى بقعة ضوء واحدة في الظلام الذي عرضه، رد: "بالتأكيد يوجد،
خرجنا من أوضاع وأزمات صعبة في الماضي، لدينا كل المعطيات لأن نضع هذا من خلفنا ونعود
لنزدهر، لكن هذا يتعلق بالحكومة، أو لمزيد من الدقة برجل واحد: بنيامين نتنياهو".
وفي تعليقة على ما أدلى به المسؤول الأمني الذي لم يكشف هويته
ولا منصبه، أوضح ليمور أن "نتنياهو يفهم كل هذا، في المنظومة الإسرائيلية القائمة،
هو الأكثر قدما وتجربة، لكن شيئا ما في هذه الجولة يجعله يتصرف على نقيض مما تصرف في
الماضي، قد تكون المحاكمة، أو المحيط القريب، أو ربما غرور العظمة، ربما الصد من جانب
المعسكر المضاد، وربما كل الأجوبة صحيحة".
وأضاف: "مهما يكن من أمر، نتنياهو القديم ما كان سيخاطر
بالعلاقات مع الولايات المتحدة، هو بالتأكيد ما كان ليعطي يدا لسحق الاقتصاد، ولا يوجد
وضع في العالم كان سيفتح الصدع الأصغر لمس ممكن بالجيش، وكنتيجة لذلك بالأمن، حقيقة
أنه يمتنع اليوم أيضا عن عقد الكابينت كي يبحث في إمكانية ضرر مواصلة التشريع على الأمن
هو خسوف، وزير الأمن يوآف غالانت طالب ببحث كهذا في الجولة السابقة، ورفض بمنهجية،
ربط به رئيس الأركان ورئيسي "الشاباك" و"الموساد"، لكن نتنياهو
واصل الرفض، بعد ذلك تحدث غالانت، وأقيل وبقي، لكن الوضعية الأساسية لم تتغير".
هذا الأسبوع تحدث
غالانت بحزم ضد رفض الخدمة (من قبل قوات الاحتياط)، في الجيش يتحدثون بكلمات واضحة
ظاهرا؛ من يدعى ولا يأتي؛ سيعالج، فالسد سينهار إذا كانت الأعداد (الرافضة للخدمة العسكرية
احتجاجا على التغييرات القضائية) دراماتيكية، الكل، بما في ذلك نتنياهو يفهمون بأن
هذه نقطة أرخميدس".
وأعرب الخبير عن أمل أن "يأتي شخص ما إلى رشده، أو الخوف
على الأقل، وإلا سيكون الأمر هنا مخيفا أكثر بكثير، فرصة حدوث ذلك تبدو ضئيلة، أعصاب
حر الصيف لا تزيد من التفاؤل، ولا يزال، مثلما قال المسؤول الكبير: عرفت إسرائيل أياما
صعبة، وخرجت منها، باستثناء أنه كانت لها في حينه قيادة، وفي حال وجدت قيادة كهذه اليوم،
فلتتفضل بالظهور فورا".