بعد الفشل في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، يسعى حزب
الشعب الجمهوري لتجديد التعاون مع
حزب الجيد في الانتخابات المحلية التي ستعقد في 31 أذار/ مارس المقبل.
وعقب الانتخابات، أعلن حزب الجيد، انتهاء "الطاولة السداسية"، مشيرا إلى أن
التحالف كان انتخابيا، وانتهى مع انتهاء العملية الانتخابية في 28 أيار/ مايو.
وكان النائب عن حزب الجيد جيهان باشجي، ذكر أن أحزاب المعارضة قد تدخل في عملية تعاونية بينها في الفترة المقبلة، لافتا في الوقت ذاته إلى أنه ليس هناك أي مسائل على جدول الأعمال.
لقاء بين أكشنار وكليتشدار اوغلو
ولأول مرة بعد الهزيمة في الانتخابات، زار زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، ميرال أكشنار، وذلك لتهنئتها بإعادة انتخابها زعيمة لحزب الجيد في المؤتمر العام الذي عقد نهاية حزيران/ يونيو الماضي.
واستمر اللقاء بين الزعيمين، لمدة 50 دقيقة، ولم يتم الإدلاء بمؤتمر صحفي مشترك كما جرت العادة.
وقالت صحيفة "
صباح"؛ إن كليتشدار أوغلو الذي يحاول البقاء في منصبه في ظل المطالبات باستقالته، في استطلاع نبض التحالفات الجديدة قبل البدء بعملية المؤتمر العام لحزب الشعب الجمهوري.
وتشير التوقعات إلى أن حزب الجيد قد يجري مفاوضات بشأن الانتخابات المحلية مع حزب الشعب الجمهوري، بمطالب أكبر مقارنة من العام 2019، وهناك أصوات تدعو لتقاسم البلديات الكبرى.
وأكدت شخصيات بارزة في حزب الجيد، أنهم قد يوافقوا على الشراكة إذا جرى تقاسم المدن الكبرى مع حزب الشعب الجمهوري، ولم تغلق الأبواب أمام إمكانية التحالف في انتخابات آذار/ مارس 2024.
أول لقاء بين مسؤولي الحزبين
والتقى أحمد أكين مساعد رئيس حزب الشعب الجمهوري للإدارات المحلية، بنظيره في حزب الجيد بوراك أكبوراك.
وقال رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الجيد كوراي آيدن، بالتزامن مع الاجتماع الذي أجري بين الحزبين؛ إن حزب الجيد يتمتع بقوة وقدرة على دخول الانتخابات وحده في أنحاء البلاد كافة، وإذا كان التعاون مدرجا على جدول الأعمال، فسيتم أيضا مناقشته، ويؤخذ بعين الاعتبار.
وذكر موقع قناة "
خبر ترك" التركية، أنه وفقا للمعلومات التي حصلت عليها، فإن الاجتماع جاء بطلب من حزب الشعب الجمهوري، وبالفعل ذهب أكين الأربعاء الماضي إلى مقر حزب الجيد واجتمع بنظيره أكبوراك.
وخلال الاجتماع الذي استمر قرابة الساعة، تمت مناقشة عدد من المواضيع السياسية، بما فيها الانتخابات المحلية، وقد يلتقي أكشنار وكليتشدار أوغلو مجددا.
هل يمكن الفوز دون الحزب الكردي؟
الكاتب زاكر أفشار في تحليل على مجلة "
كريتر" الشهرية، ذكر أن التساؤل الأبرز هو: "هل يمكن لحزب الجيد أن يؤمن حقا تحالفا مع حزب الشعب الجمهوري، يتكون من حزبين، يفوز من خلاله ببعض بلديات المدن الكبرى؟".
وأوضح أفشار، أن المسألة تتعلق بالمدن الكبرى التي يريد أن يتخلى عنها حزب الشعب الجمهوري، أو إقناع قاعدته على مثل هذه الفكرة، وسينجم عنها عواصف كبيرة من الآن.
ومن أجل الفوز بالبلديات الكبرى التي يسيطر عليها حزب الشعب الجمهوري حاليا، فإنه لا تكفي مجموع أصوات ناخبي "الشعب الجمهوري" و"الجيد"، بل يلزم أيضا الحصول على دعم ضمني أو صريح من حزب الشعوب الديمقراطي الكردي.
وأوضح أن التحالف الثنائي لا يحقق الفوز في المدن الكبرى مثل إسطنبول وأنقرة ومرسين وأنطاليا وأضنة وآيدن، مشيرا إلى أنه في هذه المقاطعات كافة، كانت الأصوات الممنوحة لـ"الشعب الجمهوري" أعلى من أصوات حزب الجيد، كما أن إزمير هي الولايات التي يتمكن فيها "الشعب الجمهوري" من الفوز بمفرده.
وفي هذه الحالة، "ما هي البلديات الكبرى الذي قد يتركها "الشعب الجمهوري" لحزب الجيد؟ وكيف ستتوافق إدارة الحزب وقواعده بهذا الشأن؟".
ولنفترض أنه تم التوصل إلى حل وسط بين الحزبين، فكيف سيفوز كل منهما في
الانتخابات البلدية دون الحصول على دعم حزب الشعوب الديمقراطي؟ وهذا يعني أنه يستوجب تحالفا من تحت الطاولة مرة أخرى مع الحزب الكردي الذي قد يطلب مقابلا لذلك، كما يذكر الكاتب.
كما أن أكشنار اعتبرت تقييمات حزب الشعب الجمهوري، بأنه جرى الفوز بإسطنبول بدعم من الحزب الكردي، خلال خطابها في المؤمر العام الثالث لحزبها، على أنه تجاهل لجهود وأصوات ناخبي حزب الجيد.
رسائل أكشنار إلى حزب الشعب الجمهوري
ورأى الكاتب أنه على الرغم من أن خطاب أكشنار في المؤتمر العام لحزبها، كان ينظر إليه على أنه رسالة إلى القواعد الحزبية، فإنه تذكير أيضا لحزب الشعب الجمهوري إذا أراد خوض الانتخابات البلدية بتحالف جديد.
ومن رسائل أكشنار، أن العلاقة القائمة على "النظام الغذائي" و"الحمية" قد انتهت، ولن يتم قبولها بأي شكل من الأشكال إذا جاء إليهم حزب الشعب الجمهوري بذات الطريقة.
أما الرسالة الثانية، أن الموقف الذي يتم فيه مساواة حزب الجيد مع أصحاب المصلحة الآخرين في طاولة التحالف لن يتم قبوله.
والرسالة الثالثة، رفض وجود حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، حتى لو كان تحت ظل حزب الشعب الجمهوري.
وأوضح الكاتب أن خطاب أكشنار يشير إلى أن حزب الجيد يريد وضع حد لـ"سياسة الذيل" مع حزب الشعب الجمهوري ،التي كانت معهودة منذ الماضي.
وفي التقييمات التي تلت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، رأى حزبا "الشعب الجمهوري" و"الجيد" أن العلاقة مع حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، كلفهم الكثير، "فهل يجرؤون على التصرف بذات الطريقة التي كانت بانتخابات 2019؟".
ورغم أن كليتشدار أوغلو الذي قال: "إذا لزم الأمر سأشكل تحالفا مع 16 حزبا وليس سداسيا"، ليس لديه مشكلة كبيرة للالتقاء مع حزب الشعوب الديمقراطي وامتداداته، فن غير المرجح أن توافق قواعد حزب الجيد على مثل هذه المبادرة مرة أخرى، كما يجيب الكاتب.