يتصاعد الصراع داخل حزب
الشعب الجمهوري، فرغم المطالبات لرئيس الحزب كمال
كليتشدار أوغلو بالاستقالة وإجراء تغييرات جذرية مع عقد المؤتمر العام، لكن الأخير يصر على البقاء في منصبه ويجري تغيرات عينة تهدف لترسيخ مكانه.
وقال كليتشدار أوغلو في تصريحات تلفزيونية؛ إن التغيير يجب أن يكون ضمن قواعد خاصة، وعلى أساس قانوني يعقد فيه المؤتمر العام، ويترشح من يريد.
كليتشدار أوغلو: لن نسلم بلدية إسطنبول لحزب العدالة والتنمية
وفي رده على تساؤل بشأن "تصريحات التغيير" لرئيس بلدية إسطنبول أكرم
إمام أوغلو، أشار كليتشدار أوغلو إلى أنه يمكن للجميع الترشح للرئاسة إذا استوفى الشروط الخاصة بالحزب.
وفي رد على تعليق صحفي: "ربما يريد إمام أوغلو تسليمه زعامة الحزب، كما فعل أبوه معه في شركته"، قال كليتشدار أوغلو؛ إنه لا يمكن اعتبار الحزب شركة.
وحول ترشحه مجددا لرئاسة الحزب في المؤتمر العام القادم، قال كليتشدار أوغلو؛ إنه لم يخرج ويعلن ترشحه، ولكن إذا تم ترشيحه فالأمر مختلف.
وبشأن موعد عقد المؤتمر العام، أوضح كليتشدار أوغلو أن القرار سيتخذه مجلس الحزب، من خلال النقاشات التي يجريها معه.
وأشار إلى أنه يمكن لإمام أوغلو الترشح لرئاسة الحزب، ولكنه في الوقت ذاته شدد على رفضه تسليم بلدية إسطنبول الكبرى إلى حزب العدالة والتنمية.
وشدد على أنه منفتح على الانتقادات البناءة كافة، مشيرا إلى أن عملية التغيير لا تحدث بناء على إرادة شخص واحد.
بيان صادر عن رؤساء المقاطعات.. انتقاد غير مباشر لإمام أوغلو
وكان لافتا البيان الصادر عن رؤساء مقاطعات حزب الشعب الجمهوري الـ81، بعد اجتماع عقدوه مع كليتشدار أوغلو في مقر رئاسة الحزب، الذي قال عنه إمام أوغلو؛ إن من صاغه هم أربعة أشخاص فقط.
البيان وصف "التغيير" بأنها كلمة سحرية ومغرية، وشدد على أن الأفكار والمبادئ وليس الأشخاص هي التي تحدثه دائما.
وأضاف البيان: "من الواضح أن مطالب التغيير الناشئة عن خطاب المنقذ القائم على شخص، التي لا تشمل أوجه القصور الهيكلية، لن تؤدي إلى نتيجة صحية"، في رد غير مباشر على تصريحات إمام أوغلو.
وتابع: "لا أحد منا في حزبنا، بما في ذلك رئيسنا (كليتشدار أوغلو) معفي من النقد، والنقد البناء الذي يظهر عيوبنا مقبول ونضعه فوق رأسنا، في اجتماعنا مع رئيس الحزب أعربنا بحرية عن أفكارنا وانتقاداتنا، ونرفض الأساليب الرامية إلى تشوية سمعة رئيسنا، الذي شهدناه وهو يعمل بجهد أكبر منا جميعا خلال العملية الانتخابية".
كليتشدار أوغلو سيترشح لإعادة انتخابه
صحيفة "جمهورييت" التابعة لحزب الشعب الجمهوري، كشفت أن الاجتماع بين كليتشدار أوغلو ورؤساء المقاطعات استمر نحو تسع ساعات.
وأشارت إلى أن كليتشدار أوغلو طلب من الجميع عدم التردد في توجيه الانتقادات بحرية، وقد تحدث رؤساء المقاطعات وأجروا تقييما بشأن الانتخابات، وهناك من قام بانتقاد زعيم حزبهم وآخرون أشادوا به.
وكان الانتقاد الأبرز يتعلق بالقوائم البرلمانية، ومنح الأحزاب الصغيرة "ديفا" و"المستقبل" و"السعادة" عددا كبيرا من المقاعد.
وخلال الاجتماع، لم يتم التطرق إلى تصريحات إمام أوغلو وأوزغور أوزيل بشأن "التغيير"، لكن عددا من رؤساء المقاطعات قالوا: "خذوا السفينة إلى الميناء وقوموا بتسليمها".
وأشارت الصحيفة إلى أن رؤساء المقاطعات ناقشوا إمكانية استكمال إجراءات عقد المؤتمر العام في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، أي قبل الانتخابات المحلية، وهناك حديث على أن يتم عقده في 29 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
ونقلت عن رؤساء مقاطعات، بأن كليتشدار أوغلو سيكون مرشحا مرة أخرى ويعاد انتخابه، لتجرى الانتخابات المحلية وهو يترأس الحزب، لكنه بعد النجاح المحتمل الذي سيحققه في تلك الانتخابات، قد يعلن الانسحاب وترك منصبه.
إمام أوغلو ينتقد بيان رؤساء المقاطعات
وقال إمام أوغلو؛ إنه لديه معلومات بأن البيان صاغه أربعة رؤساء مقاطعات فقط، وأضاف: "لا أعتقد أنه نص مفيد أو يمكن أن يقبل به أغلبية رؤساء فروع الحزب في 81 ولاية"، مشيرا إلى أن التلميحات التي ذكرت في البيان لا تليق بهم.
وبالتزامن مع التوتر المتصاعد، أحال حزب الشعب الجمهوري رئيس بلدية بولو تانجو أوزجان إلى لجنة التأديب؛ للتمهيد لطرده بعد دعوته كليتشدار أوغلو للاستقالة، معلنا دعمه لإمام أوغلو.
الكاتب محمود أوفر في مقال على صحيفة "
صباح"، قال؛ إن الجميع بما فيهم رؤساء سابقون ورؤساء بلديات يتحدثون عن "التغيير"، ولكن لا أحد لديه الشجاعة يظهر كيفية ذلك، ومن يجب أن يشمل، واحد من هؤلاء إمام أوغلو الذي لا يمتلك الجرأة للخروج والقول: "أنا مرشح لرئاسة الحزب".
وأضاف أن إمام أوغلو يتحدث عن الخسارة الكبيرة، ويتحدث عن أخطاء دون أن يوضحها؛ هل تتعلق بالطاولة السداسية، أم بترشح كليتشدار أوغلو، أم العلاقة مع حزب الشعوب الديمقراطي.
وأظهر إمام أوغلو غضبه على بيان رؤساء فروع الحزب الـ81، في تعليقه بأنه نص غير مفيد، كما أن اتهامه لبولنت كوش أوغلو نائب كليتشدار أوغلو بأنه إنسان عادي وغير مؤهل دون توجيه أي حديث إلى زعيم حزبه، إما ناجم عن خوف أو لحسابات أخرى، وفقا للكاتب.
وكان كوش أوغلو، أعرب عن مخاوف بشأن إمكانية ترشح إمام أوغلو لرئاسة الحزب، في الوقت الذي يحاكم فيه بسبب ازدراء اللجنة العليا للانتخابات، وخسارة بلدية إسطنبول لصالح حزب العدالة والتنمية.
إمام أوغلو في مأزق
ونوه الكاتب إلى أن إمام أوغلو رغم إظهاره تصميمه في مؤتمره الصحفي، لكنه قلق، فإذا استقال من رئاسة بلدية إسطنبول ورشح نفسه لحزب الشعب الجمهوري، فقد يتعرض للهجوم، وسيخسر كلا من إسطنبول وحزب الشعب الجمهوري.
والأمر ذاته، لو فعل العكس، وبقي في إسطنبول، ولم يفز بالانتخابات البلدية المقبلة في أذار/ مارس 2024، فإن حياته السياسية ستنتهي مع كليتشدار أوغلو.
تحركات لإمام أوغلو بعد عيد الأضحى
الصحفي المقرب من حزب الشعب الجمهوري إسماعيل صايماز، كشف في
مقال على صحيفة "سوزجو"، أن إمام أوغلو يستعد وفريق عمله بعد عطلة عيد الأضحى للتحرك.
وبعد إعداد بيان التغيير، فإن إمام أوغلو وفريقه، سيلتقون بسياسيين من حزب الشعب الجمهوري، ورؤساء مقاطعات وشخصية حزبية.
وتابع صايماز، بأن إمام أوغلو سيشكل فريقه السياسي الخاص، وإعداد قائمة من رؤساء المقاطعات والشعب في الولايات كافة، مشيرا إلى أنه مع إصرار كليتشدار أوغلو على عدم الانسحاب، فإن الظروف لا تترك أمام إمام أوغلو سوى خيار إعلان ترشحه.