رأت
دراسة جديدة أن
الصمت نوع خاص من
الأصوات التي يسمعها الناس، حيث يتفاعل الأشخاص مع
الصمت بقدر ما يسمعون الأصوات الأخرى مثل الرعد والموسيقى والضجيج.
ونشرت
"وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم"، ورقة بحثية تتحدث عن أن الصمت نوع
خاص من "الأصوات"، وليس مجرد فجوة بين الضوضاء، وذلك وفقا لاختبارات
الوهم السمعي التي أجراها مجموعة من الباحثين.
وأشار
أحد العلماء المشاركين في الدراسة، إلى أن الصمت هو "تجربة مرور الوقت"، معتبرا
أن تفسير ذلك يعني أن الصمت هو "تجربة سمعية للوقت الصافي".
وقال
باحث آخر، إنه رغم أن الصمت "ليس صوتا حقا، فإنه اتضح مع ذلك أنه يمكننا سماعه،
لذلك فمن الواضح أن السمع يتعلق بأكثر من مجرد أصوات"، متسائلا عن ما إذا كان الدماغ
يتعامل مع الصمت بنفس الطريقة التي يعامل بها باقي الأصوات.
ووفق
الورقة البحثية، فقد اختبر الباحثون مجموعة أشخاص عبر الإنترنت بسلسلة من الأوهام
الصوتية، موضحة أن الاختبار الأول قارن صوتا واحدا أطول مع صوتين أقصر، وتمت إضافة
الصوتين الأقصر معا إلى نفس مقدار الوقت مثل الصوت الأطول. لكن عندما استمع الناس
إليهم، فقد أدركوا أن الصوت المنفرد يدوم لفترة أطول.
وبينت
أنه لتطبيق هذا الوهم على الصمت تم قلب الاختبار، حيث استخدم العلماء أصوات
المطاعم، والأسواق المزدحمة، والقطارات أو الملاعب، وأدخلوا قطعا من الصمت
للمشاركين، للمقارنة.
وافترض
الباحثون أنه إذا اعتبر الناس الصمت نوعا خاصا بهم من الأصوات، فيجب أن يخضع الصمت
لنفس الوهم مثل الأصوات. ويجب أن يُنظر إلى صمت طويل واحد على أنه أطول من مجموع
صمتين أقصر. لكن إذا اعتبر الناس الصمت على أنه نقص في الصوت، فقد لا يكون هذا
الوهم موجودًا.
ووضعت
الاختبارات الأخرى الصمت في سياقات مختلفة لإنتاج مزيد من الأوهام الصوتية. وفي كل
حالة اختبروها، تعامل المستمعون مع فترة الصمت تماما مثلما يتعاملون مع الصوت.
وهذا يعني أن الأشخاص يتفاعلون مع حالات الصمت بنفس الطريقة التي يتفاعلون بها مع
الأصوات، رغم أنهم لا "يسمعون" أي شيء على الإطلاق.