سياسة عربية

حقوقيون يطالبون المغرب بعدم تسليم فلسطيني لسلطات الاحتلال

تل أبيب تطلب من الرباط تسليمها مواطنا فلسطينيا مطلوبا لديها.. (الأناضول)
راسل الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان، رئيس الحكومة عزيز أخنوش؛ من أجل التدخل العاجل للحيلولة دون تسليم مواطن فلسطيني صدر قرار قضائي مغربي بخقه، يقضي بقبول تسليمه إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وقال الائتلاف المغربيلهيئات حقوق الإنسان، في الرسالة الموجهة لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، ونشرها موقع "لكم" الإلكتروني المغربي؛ إن الأمر يتعلق بنسيم خليبات، وهو من عرب 1948 الموجودين داخل الخط الأخضر، وقد اعتقل في المغرب.

وأوضح الائتلاف الحقوقي، أنه يتابع بكثير من الانشغال ملف المواطن الفلسطيني، نسيم خليبات الذي صدر قرار قضائي مغربي يقضي بقبول تسليمه إلى سلطات كيان الاحتلال الإسرائيلي، رغم تعارض هذا القرار مع التزامات المغرب الدولية، التي أضحت سارية منذ مصادقته على اتفاقية مناهضة التعذيب، وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة أو الحاطة من الكرامة، في 21 حزيران/يونيو 1993.

وأبرز الائتلاف أن مقتضيات الفقرة الأولى من المادة الثالثة من الاتفاقية تنص على أنه: "لا يجوز لأية دولة طرف أن تطرد أي شخص أو أن تعيده أو أن تسلمه إلى دولة أخرى، إذا ما توافرت لديها أسباب حقيقية تدعو إلى الاعتقاد بأنه سيكون في خطر التعرض للتعذيب".

وأكد، أن المواطن الفلسطيني نسيم خليبات (الحامل للجنسية الإسرائيلية )، والمعتقل حاليا بمدينة سلا بعد أن اعتقلته السلطات المغربية، حسب المعطيات المتوفرة منذ كانون الثاني/يناير الماضي، تؤكد أنه مهدد بالتعرض للتعذيب، مما سيجعل السلطات المغربية بحكم التزاماتها الدولية مسؤولة على الحق في الحياة والسلامة البدنية والأمان الشخصي للمعني.

وأعلن الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان، مراسلتها رئيس لجنة مناهضة التعذيب، بجنيف؛ قصد التدخل العاجل لدى الدولة المغربية لحثها على عدم تسليمها المواطن نسيم خليبات لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، وأنه عكس ذلك، سيشكل انتهاكا منها للحق في الحياة والحق في السلامة البدنية والأمان الشخصي لهذا المواطن الفلسطيني الحامل للجنسية الإسرائيلية، وتنكرا من المغرب لالتزاماته الدولية.

وطلبت تل أبيب من الرباط، نهاية شهر حزيران (يونيو) الماضي، لأول مرة منذ توقيع اتفاقات التطبيع بين المغرب وإسرائيل عام 2020، تسليمها مواطنا عربيا من فلسطينيي الداخل، للاشتباه في علاقته بتفجير منشأة تابعة لوزارة الصحة في الناصرة عام 2021، ويتعلق بالمواطن العربي الحامل للجنسية الإسرائيلية، نسيم خليبات، الذي فر من إسرائيل في آذار / مارس 2022، واعتقل في الرباط في كانون الثاني (يناير) الماضي، مما دفع إسرائيل إلى طلب تسليمه لها، على الرغم من عدم وجود اتفاقية تسليم بين البلدين.

وبحسب طلب التسليم الرسمي الإسرائيلي المقدم من وزارة العدل الإسرائيلية، فإن خليبات 21 عاما، من سكان بلدة بسمة طابون البدوية، مع شقيقه وقريب آخر، فجروا عبوة ناسفة في وزارة الصحة في الناصرة في 8 تشرين أول / أكتوبر 2021.

لا يزال دافع التفجير غير واضح، حيث أشار التحقيق الأولي الذي أجراه الشاباك إلى أنه ربما كان نتيجة نزاع، وليس له علاقة بالصراع العربي الإسرائيلي.



في 10 كانون أول/ ديسمبر 2020، أعلنت إسرائيل والمغرب استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد توقفها عام 2000؛ إثر تجميد الرباط العلاقات جراء اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

والمغرب رابع دولة عربية توافق على استئناف التطبيع مع إسرائيل خلال 2020، بعد تطبيع الإمارات والبحرين والسودان، بينما ترتبط مصر والأردن باتفاقيتي سلام مع تل أبيب، منذ 1979 و1994 على الترتيب.

غير أن تل أبيب تبدو أكثر سرورا بالتطبيع مع الرباط، وتركز جهودها على تطويره وتسريعه بطريقة أوسع؛ نظرا للمكانة التي يحظى بها المغرب لدى الإسرائيليين، الذين يتشبث آلاف منهم بأصولهم المغربية، بدليل حرصهم على زيارة المملكة بشكل دوري.