دعا خطيب "
عرفة" الشيخ يوسف بن سعيد، جميع المسلمين إلى التوحد، ونبذ الخلافات، وعدم الانجراف خلف الشائعات التي يقصد منها تفريق الصفوف.
وقال الشيخ ابن سعيد، وهو عضو في هيئة كبار العلماء
السعودية، إن "اختلاف اللغات والألوان والأعراق ليس مبررًا للاختلاف والنزاع، بل هو آية من آيات الله في الكون".
وأضاف أن "مما تتابعت النصوص (الإسلامية) على تأكيد أمر بالاجتماع والمحبة والتآلف والنهي عن التنازع والتفرق والاختلاف".
وأكد أن "في اجتماع الكلمة صلاح للدين والدنيا وتحقيق للمصالح وزوال للمفاسد، وحصول للتعاون على البر والتقوى، ويُنصر الحق ويُدحر الباطل، ويغتاظ الأعداء وتحبط مساعي الحاقدين والمتربصين".
وقال: "علينا الانتباه إلى أنه متى تفرقت الكلمة دخلت الأهواء والضغائن وتضادت الإرادات فسفك الدم الحرام، واستحل المال المعصوم وانتهكت الحرمات، وصعُب على الأمة الرقي في حياتها وعسُر الالتزام بالطاعات".
ونبه إلى أن "الشريعة نهـت عن الانسياق وراء الإشاعات والأراجيف التي يقصد منها تفريق الصف".
وأضاف: "من هنا يُحذر المؤمنون من الحملات المغرضة بمختلف وسائلها وأساليبها الموجهة لتفريق الكلمة، وتأليب بعض المجتمع على بعضه".
وشدد على "وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر لتحقيق مقصد اجتماع الكلمة".
وبعد الخطبة أقام الحجاج الذين توافدوا مبكرا إلى مسجد نمرة صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا؛ اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
والوقوف بمشعر عرفة في ثاني أيام
الحج الستة، وتأسياً برسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، الذي وقف عليه وألقى منه خطبة الوداع الشهيرة، ويحرص فيه الحجاج على الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى طمعا في الرحمة والمغفرة.
ويقع عرفات على الطريق بين مدينتي مكة المكرمة والطائف على بعد 10 كيلومترات من مشعر "منى" الذى يقضي فيه الحجاج يوم التروية، اليوم الثامن من ذي الحجة.
ويستمر توافد الحجيج الذين يقدر عددهم بنحو 2.3 مليون حاج، من منى التي باتوا فيها بالأمس، استعدادا للمنسك الأهم في الحج، وسط تلبية ودعاء وتكبير.
ويقع مشعر عرفة، على بعد قرابة الـ22 كيلومترا من الحرم المكي، ويقع فيها جبل الرحمة، الذي يقف عليه العديد من الحجاج اتباعا لسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، حين أدى خطبة الوداع عليه.