يحتدم الصراع داخل أروقة حزب
الشعب الجمهوري، وسط تزايد المطالبات بتنحي كمال
كليتشدار أوغلو، رغم إصراره على البقاء، ولا يقتصر الأمر على رئيس بلدية إسطنبول أكرم
إمام أوغلو، فقد انضمت شخصيات أخرى تسعى للاستحواذ على "عرش الحزب".
وبدأ كليتشدار أوغلو الذي استخف بهزيمته في الانتخابات، مصرا على أنها ليست ثقيلة، باستقبال رسائل "التغيير"، حتى من مقربين له.
شخصيات تتسابق على رئاسة الحزب.. ما موقف كليتشدار أوغلو؟
ولم يخف إمام أوغلو رغبته برئاسة الحزب، طالبا تغييرا جذريا، لا يشمل فقط اللجنة التنفيذية، وطالب بعقد المؤتمر العام لإجراء انتخابات داخلية قبل الانتخابات البلدية المقبلة.
وخلال مقابلة مع قناة "سوزجو" التركية، قال كليتشدار أوغلو، إنه لم يعلن نيته الترشح لرئاسة الحزب، لأن الأجهزة المخولة داخل الحزب هي التي تقرر، مؤكدا موقفه على ضرورة استمرار إمام أوغلو برئاسة بلدية إسطنبول.
ورغم الحديث خلف الكواليس، بأنه يرغب في إجراء المؤتمر العام للحزب بعد الانتخابات البلدية، وسعيه لاختيار مرشحي رئاسة البلدية، قال كليتشدار أوغلو إنه يدعم فكرة إجراء المؤتمر قبلها.
طلب التغيير، لم يقتصر على إمام أوغلو، فقد خرج رئيس بلدية بولو تانجو أوزجان، وطالب باستقالة كليتشدار أوغلو من منصبه، معلنا دعمه لإمام أوغلو برئاسة الحزب.
وكان لافتا إعجاب رئيس بلدية أنقرة منصور يافاش، "الصامت" بتغريدة أظهرت أن استطلاع رأي سابقا أظهر أنه "الشخصية الأنسب" للترشح للرئاسة بدلا من كليتشدار أوغلو، وكان الخروج المفاجئ لأحد صقور حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل بشكل مفاجئ ضد كليتشدار أوغلو مبديا رغبته في رئاسة الحزب.
ورغم الانتقادات الموجهة ليافاش بسبب إعجابه بالتغريدة التي تنتقد كليتشدار أوغلو، فإنه لم يقم بإزالتها، وسط تفسير بأنه تمرد جديد ضد زعيم حزبه.
وتذكر وسائل إعلام تركية، أن إمام أوغلو يجري اتصالات مع رؤساء البلديات الذين لديهم تأثير على مندوبي الحزب في مناطقهم، من أجل التحشيد لترشحه لرئاسة الحزب.
وبرزت أسماء مقربة من كليتشدار أوغلو طالبت بالتغيير، أبرزها أنغين ألتاي، وأوزغور أوزيل الذي أبدى استعداده لتحمل المسؤولية.
والثلاثاء، وصل 36 رئيس بلدية إلى أنقرة، للإعلان عن دعمهم لكليتشدار أوغلو في ظل المعارك المحتدمة داخل الحزب.
"صفقة سرية" بين إمام أوغلو وأوزيل
الكاتب محمد أفر ذكر في تقرير على صحيفة "
صباح"، أن هناك أطروحتين داخل أروقة حزب الشعب الجمهوري، الأولى أنه إذا أصبح إمام أوغلو رئيسا للحزب، فلن تكون هناك مشكلة في التعاون في الانتخابات المحلية مع حزب الجيد، وسيتبع الحزب اليساري سياسة أكثر يمينية، وفي هذه الحالة غير معروف مقدار الخسارة الشعبية التي قد يتكبدها الحزب.
أما الأطروحة الثانية، فتشير إلى وجود صفقة سرية بين إمام أوغلو وأوزغور أوزيل، الذي طالب رئيس بلدية إسطنبول بعدم الاستعجال، متذرعا بانتخابات مبكرة في البلاد.
وتشير الصفقة إلى تسلم أوزيل رئاسة حزب الشعب الجمهوري، على أن يكون إمام أوغلو المرشح الرئاسي للحزب في الانتخابات المقبلة.
وأشار الكاتب إلى أن هناك مسألة لم يحسبها إمام أوغلو وأوزيل، تتعلق بعودة مصطفى ساريغول إلى الحزب، وقد وضعها أمامهم كليتشدار أوغلو في حراكهم ضده.
وتابع بأن كليتشدار أوغلو ضم ساريغول الشخصية صاحبة الخبرة إلى جانبه، لأنه توقع المؤامرة عليه داخل الحزب.
وكشف الكاتب أن أوزيل وإمام أغولو بدأا بجمع التوقيعات اللازمة لأجل المؤتمر الاستثنائي، متوقعا أن تتعمق المعركة بشكل أكبر داخل أروقة الحزب.
الصحفي آيتون إركين في تقرير على صحيفة "
سوزجو" المعارضة، أكد ما ذكره الكاتب أوفر، موضحا أنه بعد يومين من الانتخابات التي أجريت في 28 أيار/ مايو الماضي، اجتمع إمام أوغلو وأوزيل في منطقة بيشكتاش بإسطنبول.
وأشار إلى أن "الهزيمة" و"التغيير" كانتا على جدول أعمال إمام أوغلو وأوزيل الذي عين رئيسا للكتلة البرلمانية للحزب بعد الاجتماع بيوم بقرار من كليتشدار أوغلو.
وتابع بأنه في جبهة إمام أوغلو تشير التوقعات إلى أنه إذا استمر كليتشدار أوغلو في رئاسة الحزب، فإن حزب الجيد لن يدخل في تعاون مع حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات البلدية في إسطنبول وأنقرة وإزمير.
ولفت إلى أنه على جبهة كليتشدار أوغلو، تشير الأسماء المقربة له إلى أنه يصر على عدم التراجع عن خطوة الترشح مجددا لرئاسة الحزب.
لماذا خرج أوزيل عن صمته؟
ممثلة قناة "سي أن أن" التركية في أنقرة دجله جانوفا، ذكرت أن كليتشدار أوغلو في البث المباشر على قناة "سوزجو"، لو أنه قال إنه ليس مرشحا في المؤتمر المقبل، لما اتخذ أوزيل الخطوة التي أعلن عنها.
ونقلت عن أوزيل، أنه قام باستشارة أصدقائه المقربين له في الحزب، بشأن تصريحاته، لافتا إلى أنه اتخذ القرار النهائي بمفرده، وأن العديد من قواعد الحزب كانوا ينتظرون منه هذا الموقف.
ويخطط أوزيل للاستماع إلى الجميع، بما فيهم إمام أوغلو، الذي تبادل معه وجهات النظر، كما أنه سيجتمع مع الشخصيات الحكيمة في الحزب، مثل مراد كارايلتشين وعدنان كيسكين وخلوق كوش وأشرف إردم وأوندار ساف وبيهلون تمايليغلي، وبقادة الفروع الشبابية بما في ذلك الرؤساء السابقون ورؤساء المقاطعات السابقون وآخرون، بحسب ما ذكرته دجله على القناة.
خطة "أ" و"ب" لإمام أوغلو.. مذا عن أوزيل؟
الكاتب عبد القادر سيلفي، ذكر أن أوزيل بتصريحاته أعطى "ضوءا أخضر" من أجل "التغيير"، لكنه لا يريد أن تتم بعملية "تصفية" لكليتشدار أوغلو الذي يكن له الوفاء.
وتابع في تقرير على "
حرييت"، بأن أوزيل سياسي متمرس، دعا إلى التغيير ولكن ليس رغما عن كليتشدار أوغلو، بل إنه يقترح ذلك بطريقة عقلانية.
وأشار إلى أن أوزيل، يخطط للعب دور مهم في عملية المؤتمر، والحصول على مقعد مهم، ويتطلع إلى رئاسة الحزب، أو أن يكون الرجل الثاني.
ورأى كليتشدار أوغلو أنه مطالب بعملية "التغيير"، وبدلا من مقاومة ذلك فقد بدأ فعليا بالتحضير للمؤتمر، لكنه يريد استخدام سلطته قبل الانتخابات المحلية بالقول إنه سيحدد المرشحين لرئاسة البلديات، وخاطر بالتصادم مع إمام أوغلو.
ويصمم إمام أوغلو على رئاسة الحزب، ومع ذلك فإنه لا يريد تحقيق ذلك من خلال التصادم مع كليتشدار أوغلو في المؤتمر الذي قد يعقد في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
ونوه الكاتب إلى أن إمام أوغلو لديه خطة "أ" وأخرى "ب"، ويريد التصرف بعقلانية، وفي المرحلة الأولى لا يريد أن يخوض حربا مع كليتشدار أوغلو ويسعى لإجباره على الانسحاب، كما أنه يخطط لإرسال وفود له من وجهاء حزب الشعب الجمهوري لإقناعه قبيل المؤتمر، ليكون رئيسا فخريا فقط، مقابل التنازل لصالح إمام أوغلو.
وفي الخطة "ب"، إذا لم ينسحب كليتشدار أوغلو، وإذا رأى إمام أوغلو أنه سيكون قادرا على الفوز فسيترشح في المؤتمر، وقد يجري تقييما لذلك قبل موعده إذا رأى أنه لا يستطيع الفوز. لكن كليتشدار أوغلو شخصية لها وزنها داخل الحزب، وقد يفشل خطط إمام أوغلو من خلال شن حملة ضده.