منع اللاعبين من الصيام؟

إذا كنت لاعبا مسلما في صفوف المنتخب الفرنسي، تجلب الفوز لفريقك وتحقق ألقابا وأرقاما تجعلك تنافس على جوائز عالمية فذلك لن ينقذك من عنصرية حتمية.. فكلاعب مسلم من أبسط حقوقك هو صيام شهر رمضان.. لكن يبدو للمدرب الفرنسي ديديه ديشامب رأيا آخر إذ طلب من لاعبي المنتخب المسلمين تأجيل صوم رمضان لبضعة أيام.. لكن تسريبات صحفية تخرج للعلن وتكشف ما هو أخطر من ذلك.. فما القصة؟

ضغط وابتزاز

يلعب المنتخب الفرنسي في آذار/ مارس 2023 مباريات تصفيات أمم أوروبا أي بالتزامن مع شهر رمضان.. الأمر الذي دفع مدرب الديوك ديديه ديشامب للطلب من اللاعبين المسلمين تأجيل الصيام لـ 5 أيام كي لا يؤثر على أدائهم في المباراتين التي جمعت المنتخب الفرنسي بنظيريه الإيرلندي والهولندي.. لكن الصحفي الفرنسي رومان مولينا كشف عن تسريبات تقول إن الاتحاد الفرنسي مارس ضغطا وابتزازا على اللاعبين المسلمين، وهددهم بعدم استدعائهم لقائمة المنتخب في حال صاموا شهر رمضان.. لكن في المقابل رفض اللاعبان المسلمان نغولو كانتي وديدييه دروغبا الامتثال لتعليمات ديشامب وأصرّا على صيام الشهر المبارك، وفق صحيفة "ليكيب".

اتهامات متتالية بالعنصرية

لطالما اتُهم الاتحاد الفرنسي بالعنصرية تجاه اللاعبين المسلمين والمهاجرين.. ففي عام 2016 استبعد المدرب اللاعب الجزائري الأصل كريم بنزيما من تشكيلة المنتخب على الرغم من أنه يعد أفضل هداف آنذاك.. مبررا قراره بقضية الابتزاز التي كان يواجهها بنزيما في المحاكم.. لكن ما جعل أصابع الاتهام بالعنصرية تتجه إلى الاتحاد هو استبعاد اللاعب المغربي الأصل حاتم بن عرفة وهو أحد اللاعبين المتألقين وقتها دون سبب يذكر.. كذلك الأمر في مونديال 2022 عندما استبعد ديديه ديشامب، بنزيما من المنتخب عقب تعرضه لإصابة وتعمد عدم إعادة استدعائه بعد تعافيه في وسط المونديال رغم أهميته كلاعب، خاصة أنه توج بجائزة أفضل لاعب في العالم قبل أسابيع من انطلاق كأس العالم.. ليعلن بنزيما اعتزاله اللعب دوليا بعد انتهاء المونديال دون ذكر الأسباب، كما أنه رفض دعوة الاتحاد الفرنسي لتكريمه بسبب ما تعرض له في كأس العالم.

الاتحاد الإنجليزي يراعي المسلمين

بينما يمارس الاتحاد الفرنسي الضغط على اللاعبين المسلمين في رمضان.. أصدر الاتحاد الإنجليزي تعليمات بوجوب إيقاف المباريات عند أذان المغرب وإعطاء الوقت للاعبين المسلمين للإفطار وتناول السوائل والمكملات الغذائية ثم العودة إلى المباراة بعد ذلك مباشرة.

فهل يأخذ الاتحاد الفرنسي درسا في احترام المسلمين من الاتحاد الإنجليزي؟