تعهد الرئيس الأمريكي جو
بايدن بإنفاق 690 مليون دولار لتعزيز برامج الديمقراطية في أنحاء العالم، في مستهل قمته الثانية للديمقراطية، التي انطلقت الأربعاء بمشاركة 121 من قادة العالم، من ضمنهم رئيس وزراء العراق محمد السوداني، كممثل وحيد عن العرب.
وقال الرئيس الأمريكي في بيان أصدره البيت الأبيض إن "الديمقراطية تتطلّب جهداً كبيراً"، و"المهمّة لا تنتهي أبداً".
وقال: "أعتقد أنّ هذا هو التحدّي الحاسم لعصرنا، واليوم يمكننا أن نقول بكل فخر إنّ الأنظمة الديمقراطية في العالم تزداد قوة وليست أضعف. الأنظمة الاستبدادية في العالم تزداد ضعفاً وليس قوة".
وأضاف: "بفضل التزام القادة... المجتمعين اليوم، وإصرار الشعوب في كل منطقة من العالم على المطالبة باحترام حقوقهم وإسماع أصواتهم، نرى مؤشرات حقيقية على أنّ العالم يتّجه نحو مزيد من الديمقراطية".
وقال بايدن: "نحن عند منعطف في التاريخ، عندما تؤثّر القرارات التي نتخذها اليوم على مسار عالمنا على مدى العقود لقادمة".
واعتبر أنّ "مهمتنا هي الاستمرار في البناء على تقدمنا، لكي لا نبدأ بالسير في الاتجاه الخاطئ مرة أخرى، للحفاظ على استمرار الزخم".
ومن المنتظر أن يلقي رئيس الوزراء العراقي، محمد سوداني، كلمة خلال جلسة عامة على مستوى القادة بشأن "الديمقراطية التي تحقق العدالة للجميع"، خلال اليوم الأول من أشغال القمة.
كما يشارك في القمة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي سيلقي كلمة في جلسة عامة على مستوى القادة حول "الديمقراطية التي تحقق النمو الاقتصادي والازدهار المشترك"، بمشاركة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، ورئيس وزراء إيطاليا جيورجيا ميلوني.
وتأتي مشاركة نتنياهو بعد يوم واحد من انتقاده تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي طالب فيها بالتخلي عن التعديلات القضائية في دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي اقترحها رئيس الوزراء.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية (لم تسمّه) قوله إن إدارة بايدن تعتزم اغتنام فرصة القمة التي تستمر يومين؛ بهدف التركيز على جعل "التكنولوجيا تعمل لصالح الديمقراطية وليس ضدها".
وأضاف المسؤول، مفضلا عدم نشر اسمه كونه غير مخول بالتصريح للإعلام، أن "الولايات المتحدة تعهدت في بداية القمة بإنفاق 690 مليون دولار لتعزيز برامج الديمقراطية في أنحاء العالم".
ويركز التمويل الجديد على البرامج التي تدعم وسائل الإعلام الحرة والمستقلة، ومكافحة الفساد، وتعزيز حقوق الإنسان، وتطوير التكنولوجيا التي تعمل على تحسين الديمقراطية، ودعم انتخابات حرة ونزيهة، حسب المصدر نفسه.
وقال المسؤول إن "الإدارة توصلت أيضًا إلى اتفاق مع 10 دول أخرى بشأن المبادئ التوجيهية لكيفية استخدام الحكومات لتكنولوجيا المراقبة".
وشهد العالم 15 شهرًا مضطربة منذ القمة الأولى للديمقراطية في كانون أول/ ديسمبر 2021، إذ خرج العالم من جائحة كورونا، وشنت روسيا حربها ضد أوكرانيا، وتصاعد التوتر بين واشنطن وبكين على خلفية زيادة النفوذ العسكري والاقتصادي للصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وخارجها.
واستضافت الولايات المتحدة القمة الأخيرة وحدها، وجندت هذه المرة 4 مضيفين مشاركين -كوستاريكا وهولندا وكوريا الجنوبية وزامبيا- بعد أن انتقد سفراء من الصين وروسيا القمة الأولى، واتهموا بايدن بإحداث انقسام عالمي بعقلية الحرب الباردة.