لقي
الاتفاق السعودي
الإيراني على استئناف العلاقات الدبلوماسية، ترحيبا من أطراف
مختلفة، لاسيما حلفاء إيران في المنطقة، فيما رأت الأمم المتحدة أنه ضروري
لاستقرار الخليج.
ورحبت
الأمم المتحدة، الجمعة، بالاتفاق السعودي الإيراني على استئناف العلاقات، قائلة؛ إن
"علاقات حسن الجوار بين إيران والسعودية ضرورية لاستقرار منطقة الخليج".
وقال
ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة؛ إن "علاقات حسن
الجوار بين إيران والسعودية ضرورية لاستقرار منطقة الخليج"، حسب وكالة
"أسوشيتد برس".
وأضاف
دوجاريك، في مؤتمر صحفي: "نرحب بالتقارب السعودي الإيراني، ونشكر الصين على
دورها".
كما قالت الولايات المتحدة إنها ترحّب باستئناف إيران والسعودية علاقاتهما الدبلوماسية إثر مفاوضات استضافتها الصين، لكنها أعربت عن شكوكها في احترام طهران التزاماتها.
وأوضح الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي "نحن نرحب" بالاتفاق الدبلوماسي مضيفا أنه ينبغي رؤية "ما إذا كانت إيران ستفي بالتزاماتها".
وتابع "سوف نرى (...) ما إذا كان الإيرانيون سيحترمون جانبهم من الاتفاق. فهذا ليس نظاما يحترم كلمته عادة"، مضيفا: "نرغب في رؤية نهاية الحرب في اليمن وأن هذا الترتيب الذي توصلوا إليه قد يساعدنا في الوصول إلى هذه النتيجة".
وردا على سؤال حول الدور الصيني غير المعتاد في المساعدة على جمع
السعودية حليفة الولايات المتحدة، وإيران، قال كيربي إن إيران حضرت إلى طاولة المفاوضات بسبب "الضغوط التي تتعرض لها" في الخارج والاستياء المحلي.
وختم قائلا: "لكن في النهاية، إذا كانت استدامة هذا الاتفاق ممكنة، بغض النظر عن الدافع أو من جلس إلى الطاولة... نحن نرحب به".
تعليق إيراني وصيني
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن "السياسة مع دول الجوار، كونها المحور الرئيسي للسياسة الخارجية للحكومة الإيرانية تتحرك بقوة في الاتجاه الصحيح والجهاز الدبلوماسي يعمل بنشاط للتحضير لمزيد من الخطوات على الصعيد الإقليمي".
بدوره، اعتبر كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي أن "هذا نصر للحوار، ونصر للسلام، ويقدم أنباء طيبة عظيمة في وقت يشهد فيه العالم كثيرا من الاضطرابات".
وقال إن الصين ستواصل لعب دور بناء في التعامل مع القضايا الشائكة في العالم اليوم وستظهر تحليها "بالمسؤولية" بصفتها دولة كبرى. وأضاف "العالم لا يقتصر فقط على قضية أوكرانيا".
ترحيب عربي واسع
وقدم رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد
بن عبد الرحمن آل ثاني، ترحيب بلاده بالاتفاق، وذلك خلال اتصالين هاتفيين مع وزيري
الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وفق ما
نقلته وكالة الأنباء القطرية.
ورحب العراق، أحد وسطاء تقريب وجهات
النظر بين الرياض وطهران بالاتفاق، مؤكدا أنه "سيُعطي دفعة نوعية في تعاون
دول المنطقة"، واعتبر أنه "صفحة جديدة من العلاقات الدبلوماسية بين
البلدين الجارين"، وفق بيان للخارجية العراقية.
كما رحبت سلطنة عمان، إحدى بلدان
الوساطة بين الرياض وطهران بالاتفاق، معربة عن أملها أن "تساهم تلك الخطوة في
تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتوطيد التعاون الإيجابي البناء"،
وفق بيان لوزارة الخارجية.
وأعرب الأردن عن أمله في أن
"تُسهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وبما يحفظ سيادة
الدول وعدم التدخّل بشؤونها الداخليّة، وبما يخدم المصالح المشتركة".
وفي تغريدة عبر حسابه بتويتر، رحب
بالاتفاق أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد،
مؤكدا أن "الإمارات مؤمنة بأهمية التواصل الإيجابي والحوار بين دول
المنطقة".
وفي سياق متصل، رحبت وزارة الخارجية
اللبنانية في بيان بالاتفاق السعودي الإيراني، مؤكدة أنه "سيترك أثره
الإيجابي على مجمل العلاقات الإقليمية في المرحلة المقبلة".
وأعلنت مصر في بيان لوزارة خارجيتها،
أنها "تتابع باهتمام هذا الاتفاق"، معربة عن تطلعها لأن "يسهم
الاتفاق فى تخفيف حدة التوتر في المنطقة، وأن يعزز من دعائم الاستقرار والحفاظ على
مقدرات الأمن القومي العربي".
بدوره، قال وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد على تويتر السبت إن عودة العلاقات بين السعودية وإيران خطوة هامة نحو الاستقرار والازدهار في المنطقة.
وعلى مستوى المنظمات العربية
والإسلامية، رحبت منظمة التعاون الإسلامي، في بيان، بالاتفاق السعودي الإيراني،
معربة عن أملها أن "تساهم هذه الخطوة في تعزيز ركائز السلم والأمن والاستقرار
في المنطقة".
ورحب مجلس التعاون الخليجي، في بيان،
بالاتفاق، معربا عن أمله أن "يسهم في تعزيز الأمن والسلام في المنطقة ودعم
استقرارها".
من جانب آخر، رحب
حزب الله اللبناني، بالاتفاق الإيراني السعودي، وقال الأمين العام للحزب،
الجمعة؛ إن استئناف العلاقات بين إيران، التي تدعم جماعته، والسعودية "تحول
جيد".
وقال
نصر الله في كلمة بثها التلفزيون: "هذا تحول جيد... ولا يكون على حساب شعوب
المنطقة، بل لمصلحة شعوب المنطقة، وثقتنا مطلقة أن هذا لا يكون على حسابنا".
وحذر
نصر الله من أن النتائج الكاملة لهذه الخطوة ما زالت غير معروفة، لكنه قال: "نحن سعداء".
وأضاف: "تطور مهم بالتأكيد إذا مشى بمساره الطبيعي، هذا طبعا ممكن يفتح آفاقا بكل
المنطقة، ومن جملتها في لبنان".
من
جانبه، أعرب النظام السوري، عن ترحيبه بالاتفاق الإيراني السعودي، مؤكدا أنها
خطوة ستعزز الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وقالت
وزارة خارجية النظام: "ترحب الجمهورية العربية السورية بالاتفاق الذي تم
التوصل إليه بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية
لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين، وتقدر عاليا الجهود المخلصة
التي قامت بها القيادة الصينية في هذا المجال".
وأضافت
الخارجية؛ "إن هذه الخطوة المهمة ستقود إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وإلى التعاون الذي سينعكس إيجابيا على المصالح المشتركة لشعبي البلدين خاصة
ولشعوب المنطقة عامة".
وقال
المتحدث باسم جماعة أنصار الله اليمنية "
الحوثيين"، محمد عبد السلام؛ إن
المنطقة بحاجة لعودة العلاقات الطبيعية بين دولها.
وأشار
عبدالسلام إلى أن عودة العلاقات بين دول المنطقة "ستسترد بها الأمة الإسلامية أمنها المفقود نتيجة
التدخلات الأجنبية، وعلى رأسها الصهيوأمريكية التي عملت على الاستثمار في الخلافات
الإقليمية، واتخذت الفزاعة الإيرانية لإثارة النزاعات وللعدوان على اليمن".
وجاء
الاتفاق عقب استضافة بكين في وقت سابق من آذار/ مارس الجاري مباحثات بين وفدي
السعودية وإيران، برئاسة مساعد بن محمد العيبان مستشار الأمن الوطني السعودي، وعلي
شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران".
وتأتي
استضافة بكين للمباحثات السعودية الإيرانية "استجابة لمبادرة من الرئيس
الصيني شي جين بينغ، بدعم الصين لتطوير علاقات حسن الجوار بين السعودية وإيران، بالاتفاق مع قيادتي المملكة والجمهورية الإيرانية، ورغبة منهما في حل
الخلافات"، وفق البيان المشترك.
واستضافت
بغداد منذ 2021 مباحثات بين إيران والسعودية، لإنهاء القطيعة الممتدة منذ عام
2016، والتوصل إلى تفاهمات بشأن الخلافات القائمة بينهما في عدة ملفات، أبرزها
الحرب باليمن والبرنامج النووي.
ولأول
مرة، وفق البيان الثلاثي، يعلن الجانبان الإيراني والسعودي عن وساطة سلطنة عمان
التي تجمعها علاقات قوية بالبلدين.
وفي
كانون الثاني/ يناير 2016، قطعت السعودية علاقاتها مع إيران؛ إثر اعتداءات تعرضت
لها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد؛ احتجاجا على إعدام المملكة رجل
الدين الشيعي السعودي نمر النمر، لإدانته بتهم منها "الإرهاب".