عدد كبير من النساء تعرضن للاغتصاب داخل مزارع الشاي في كينيا بعد ابتزازهن من قبل المشغلين..
هل تُصدق أن كوب الشاي الذي تشربه لتتمتع بقليل من الهُدوء والراحة وراءه مئات القصص لنساء كينيات ضحايا
الاعتداءات الجنسية، عشن أفظع وأبشع قصص الاغتصاب مقابل توظيفهنّ في العمل؟
خفايا قذرة
أكثر من 70 امرأة يعملن في
مزارع الشاي الكينية تعرضن للاعتداء الجنسي من جانب رؤسائهم في العمل وفق تحقيق أجرته "بي بي سي" البريطانية في شُباط/ فبراير 2023، نقلت فيه شهادات مُروعة لعشرات النساء اللاتي تعرضن للابتزاز الجنسي، مقابل حصولهن على وظيفة في هذه المزارع المملوكة لشركتين بريطانيتين أشهرها صاحبة علامة "ليبتون" التجارية الشهيرة.
تجديد عقد العمل وراحة أكثر خلال الشغل أبرز المزايا التي يقدمها صاحب النفوذ للنساء الباحثات عن عمل، أو تعملن هناك مُقابل رفضهن أو تكليفهن بأشغال شاقة مع التهديد بطردهن في صورة رفضهن لعرضه؛ فضيحة هزت شركة "جيمس فينلي" إحدى الشركات المالكة لهذه المزارع دفعتها إلى إقالة المتورطين، مع فتح تحقيق حول هذه الجرائم الجنسية.
"الشكلاتة" متورطة أيضا؟
ليست "مزارع الشاي" الوحيدة المتورطة في انتهاكات ضد الإنسانية.. فقد سبقتها "مزارع الكاكاو" لصناعة الشوكولاتة. ففي عام 2006، فجرت الصحفية في شبكة "سي أن أن" كارول أوف، فضيحة "العبودية في مزارع الكاكاو" في كتابها الذي حمل عنوان "الشوكولا المرّة" بعد رحلة لها في غرب أفريقيا كشفت فيها عن ممارسات الشركات والحكومات وتشغيلها الأطفال كعبيد في مزارعها.
ووفق جامعة تولين الأمريكية فإن 1.8 مليون طفل تقريبا يعملون في مزارع الكاكاو بغانا وساحل العاج اللتين تزودان العالم بأكثر من 70% من إجمالي موارد الشوكولا الخام هناك، عبر العمالة الرخيصة والزهيدة، مُقابل ساعات عمل طويلة تصل إلى 100 ساعة أسبوعيا يُقضيها أطفال تتراوح أعمارهم بين 9 سنوات و16 سنة، ينتمي معظمهم إلى أسر فقيرة دفعتها الحاجة إلى بيع أبنائها مُقابل 100 دولار.. أو أطفال تم خطفهم من قبل عصابات البشر لتهريبهم وتشغليهم في مزارع تمارس فيها أبشع أنواع المعاملات اللاإنسانية، من ضرب وإهانة واستغلال لآلاف الأطفال من أجل إنتاج "الكاكاو" لصناعة الشوكلاتة.