عقد كامل مرّ
في هذه الأيام على بدء الهجمات الإسرائيلية على
سوريا بزعم استهداف المواقع
الإيرانية، وقد بلغ عددها مئات الهجمات، بل توسعت الهجمات إلى مناطق أخرى في الشرق
الأوسط، سواء في العراق أو اليمن أو لبنان وصولا إلى إيران ذاتها، ضمن ما أسمتها
دولة
الاحتلال استراتيجية "المعركة بين الحروب".
نير دفوري
المراسل العسكري للقناة 12، أجرى ما أسماه كشف حساب عن السنوات العشر السابقة من
هذه الاستراتيجية، من خلال لقاءات عقدها مع عدد من كبار ضباط سلاح الجو، الذين
أكدوا أن "هذه الاستراتيجية تم تصميمها للاستمرار في تنفيذ الهجمات بين حين
وآخر دون أن يتم جرّ إسرائيل إلى حرب شاملة، وبين هجوم وآخر نحاول خفض قدرتنا في
كل مرة، في الوقت نفسه الحفاظ على أن تبقى أيدينا في القمة، مع العلم أن هذه
الاستراتيجية في بعض جوانبها تسعى لتعزيز وضع إسرائيل في المنطقة المحيطة
بها".
وأضافوا في
تقرير ترجمته "عربي21" أنه "فور اتخاذ القرار بالشروع في
استراتيجية المعركة بين الحروب، تم تشكيل خطة عمل أسبوعية للقوات الجوية في سوريا،
مع عدم اعتراف إسرائيل بتنفيذ هذه الهجمات، والسماح لسوريا بمنحها مساحة من إنكار
وقوع الهجمات في البداية بهدف منع التصعيد معها، لكن أحد الأشياء التي احتجنا
للتأكد منها أن الأنظمة الموجودة على الطائرات جاهزة قدر الإمكان، لمعرفة متى
تنتقل الأسلحة إلى سوريا من إيران، بحيث يكون من الصواب حينها تنفيذ الهجوم".
وأوضحوا أن
"السوريين أحيانا قاموا بنشر بطاريات مضادة لمنع الهجوم الإسرائيلي، لكننا في
الوقت ذاته نرى العدو يتقدم بوتيرة مذهلة، وهناك سباق دائم معه، سواء في
سوريا ذاتها، وأحيانًا يتجاوزها، لكننا نعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع
للتغلب على ما يحدث في الخلفية، رغم أننا نخرج لتنفيذ عمليات معقدة، وفي عمق أرض
العدو، ونفكر في جميع الخيارات التي يمكن أن تقابلنا، بما فيها المفاجآت غير
المتوقعة، والأهم ضمان عودة الطيارين إلى منازلهم بأمان، في ضوء رؤية البطاريات
المضادة للطائرات في بعض الأمكنة المعينة، التي قد تطلق الكثير من الصواريخ باتجاه
طائراتنا".
وأشاروا إلى أنه
"في كل عملية نفذناها من استراتيجية المعركة بين الحروب منذ أكثر من عقد من
الزمن، هناك مستوى من المخاطر التي تواجهنا خلال أداء مهامنا الجوية، وأهمها إمكانية
تنفيذ هجوم واسع جدًا انطلاقا من سوريا، مما يستدعي منا العمل والاستعداد في وقت
مبكر، والتأكد من قدراتنا الدفاعية".
بعد عقد كامل
على بدء الاحتلال في استراتيجيته العدوانية المسماة "المعركة بين
الحروب"، يمكن القول إنه بعد هجماته في سوريا، فقد وسع مناطق عدوانه، وهاجم
قوافل الأسلحة على الحدود العراقية، حتى أن رئيس الأركان السابق أفيف كوخافي أعلن
في خطاب رسمي المسؤولية عن مهاجمة قافلة متجهة من العراق إلى سوريا، فيما شدد
تعاونه مع الولايات المتحدة حول استمرار هذه الحملة، وفي الوقت ذاته اضطر لربط
روسيا معه كشريك جديد بغرض تأجيل الحرب القادمة قدر الإمكان.
مع العلم أن
الاحتلال يدخل عاما جديدا من هذه الاستراتيجية وسط مخاوفه من استمرار إيران في
القيام بجهد متواز، وتحاول تزويد حلفائها في المنطقة على مدار الساعة، وطوال أيام
الأسبوع في لبنان وسوريا ومناطق أخرى، مما يجعل الاحتلال في حالة جاهزية دائمة،
وقلق متواصل، خشية اندلاع حرب واسعة النطاق في هذه السنوات، ويستعيض عنها بتنفيذ
ضربات جوية بين حين وآخر.