سياسة عربية

وفاة المعارضة السورية البارزة بسمة قضماني بباريس.. مواقفها أثارت جدلا

عرفت قضماني بهدوئها ودبلوماسيتها ونضالها من أجل الحرية والديمقراطية
توفيت المعارضة السورية البارزة بسمة قضماني عن عمر ناهز 65 عاماً في العاصمة الفرنسية، الخميس، بعد صراع مع مرض السرطان استمر سنوات.

وقالت الصحفية في جريدة "ليبراسيون" الفرنسية هالا قضماني، إنّ شقيقتها توفيت في مستشفى في باريس بعد صراع مع المرض، وفق وكالة فرانس برس.

وقضماني، الباحثة وأستاذة العلاقات الدولية في جامعة باريس، كانت من أبرز وجوه المعارضة منذ اندلاع النزاع الذي بدأ منتصف آذار/ مارس 2011 باحتجاجات سلمية ضد النظام، سرعان ما تحوّلت إلى نزاع مدمّر بعد قمعها بالقوة.

وشاركت في آب/ أغسطس من العام ذاته في تأسيس المجلس الوطني السوري المعارض، ثم انضوت في صفوف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أبرز تشكيلات المعارضة في الخارج.

وكانت مراراً في عداد الوفد المفاوض الذي شارك في محادثات غير مباشرة مع ممثلين عن الحكومة السورية بإشراف الأمم المتحدة في جنيف.

إلا أنها اتخذت عدة مواقف أثارت جدلا واسعا، على غرار قولها إن المنطقة بحاجة إلى وجود "إسرائيل" لتغيير بعض المفاهيم السائدة.

وأضافت أنها تدعو إلى السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك خلال ندوة عقدت بحضور كتاب إسرائيليين بباريس عام 2008.

كما قالت في مقابلة سابقة قبل سنوات، "إننا بحاجة إلى ثقافة جديدة لا تعتمد على القرآن".

وخلال سنوات النزاع وانخراطها في المعارضة السياسية، حلّت ضيفة دائمة في تقارير وسائل إعلام أجنبية، خصوصاً الناطقة بالفرنسية. وشاركت في ندوات ومحاضرات نظمتها مؤسسات أكاديمية ومنتديات سياسية عربية وأجنبية.

وكتب نديم حوري، المدير التنفيذي للمبادرة العربية للإصلاح، وهي مؤسسة بحثية تعمل من أجل التغيير الديمقراطي أسستها قضماني عام 2005، على صفحته على "فيسبوك": "كانت بسمة مثقفة شغوفة وناشطة ملتزمة من أجل سوريا، بلدها الحبيب، والمنطقة العربية كلها، والتي كانت تطمح أن تراها حرة ومزدهرة".

وأضاف: "سنفتقد بسمة كثيراً، وسنفكر في طرق لتكريم إرثها الغني”، موضحاً أنها “تترك فراغا سيكون من المستحيل ملؤه".

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، نعى أصدقاؤها وعارفوها الباحثة الرصينة والشجاعة.

وكتب المعارض جورج صبرا على "فيسبوك": "خسرت سوريا سيدة تليق بحمل اسمها. وفقدت دمشق شيئاً من كياستها ولباقتها وتحضرها. وخسرت الثورة السورية صوتاً صادحاً وعقلاً راجحاً".

وأضاف": "اتفقنا كثيراً واختلفنا كثيراً. وبقيت بسمة قضماني تنتزع احترام الجميع".

وقضماني، وهي ابنة دبلوماسي سوري، مولودة في دمشق في نيسان/ أبريل 1958، وأم لثلاثة أولاد، درّست العلاقات الدولية والاستراتيجية في جامعة السوربون خلال أكثر من خمسة عشر عاماً.

ونشرت مقالات ومؤلفات وكتباً، بينها كتاب بالفرنسية بعنوان "الشعب الفلسطيني في المنفى"، الذي خوّلها الحصول جائزة جمعية فرنسا- فلسطين عام 1998.

وحصلت قضماني على وسام الشرف الفرنسي عام 2012، وعلى جائزة "ريمون جوريس" للإبداع في العمل المجتمعي عام 2011؛ لدورها في تأسيس مبادرة الإصلاح العربي، والمساهمة في دعم الديمقراطية في المجتمعات العربية.