صحافة إسرائيلية

دبلوماسيون إسرائيليون بأمريكا الشمالية يحذرون: نحن على وشك الانهيار

طالب الدبلوماسيون الإسرائيليون وزير الخارجية كوهين بالتدخل - تويتر
حذر عشر رؤساء بعثات دبلوماسية إسرائيلية في أمريكا الشمالية من انهيار السلك الدبلوماسي في القارة، لأنهم لا يستطيعون القيام بأنشطة وفعاليات، وأن رحلات العمل غير ممكنة، وأنهم لم يتلقوا ميزانية لإحياء ذكرى إقامة دولة الاحتلال الخامسة والسبعين بعد أشهر قليلة، والنتيجة إلحاق الضرر بمصالحها في منطقة حيوية وحرجة.

إيتمار آيخنر، المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، كشف أن "برقية سرية أرسلها رؤساء البعثات الإسرائيلية في أمريكا الشمالية لوزير الخارجية إيلي كوهين، ومدير عام الوزارة رونين ليفي الأسبوع الماضي، حذروا فيها من انهيار السلك الدبلوماسي في أمريكا الشمالية، ما سيؤثر سلبا على سير المهام الإسرائيلية في هذه القارة، وقد وقعها عشرة رؤساء بعثات في الولايات المتحدة وكندا، ورغم ان السفير في واشنطن مايك هرتسوغ لم يوقع عليها، لكنه كتب أنه يوافق عليها".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الموقعين على الرسالة طالبوا الوزير بضرورة إطلاعه على الوضع على الأرض، لأن عدم وجود ميزانية للأنشطة ورحلات العمل منذ بداية هذا العام جعلنا ندرك أنه حتى في الظروف الصعبة التي نعمل فيها حدث ضرر غير معقول، ما يضر بشكل كبير بقدرة البعثات الدبلوماسية على العمل، وتعزيز الأهداف التي تشكل جوهر مهمتنا السياسية".

وأشار إلى أن "الرسالة ورد فيها أنه منذ بداية يناير 2023، تم إبلاغنا بأن خلال الأشهر القليلة المقبلة وحتى إشعار آخر، لا توجد ميزانية على الإطلاق لأي نشاط، سواء للأحداث والمؤتمرات وأي نشاط له تكلفة، حتى لو كان مبلغًا بسيطًا، ومعنى ذلك أننا اضطررنا لإلغاء الأحداث التي تم التخطيط لها، ولا يمكننا تنفيذ العديد من الأنشطة والمشاريع في مجالات متنوعة: سياسية، أكاديمية، اقتصادية، ثقافية، فليس لديهم أي ميزانية لإقامة فعاليات وأنشطة لأيام خاصة لإحياء ذكرى المحرقة، أو يوم الاستقلال الخامس والسبعين، لأنهم لم يتلقوا بعد ميزانية مخصصة لذلك، رغم إبلاغهم بأنه سيتم تخصيص ميزانية للاحتفال بالأحداث".

وأوضحت الرسالة أننا "لا نعرف مقدار الميزانية، وهذا الوضع لا يتوافق مع أي قدرة واقعية على التخطيط لحدث في أمريكا الشمالية يتطلب الإعداد والالتزام قبل وقت طويل مقدما، وهو أمر مهم لنا جميعًا، لأنه في حالة عدم وجود ميزانية لرحلات العمل، فلن نتمكن من التنظيم، أو نكون شركاء في أي فعاليات، وبسبب عدم وجود ميزانية فلا يوجد لدى البعثات ما يكفيها للقيام برحلات عمل، وهذا يعني أننا لا نستطيع أن نلتقي وجهاً لوجه مع أعضاء الكونغرس، المحافظين، المشرعين، رؤساء الجامعات، زعماء الجاليات اليهودية، والعديد من الأحزاب الأخرى التي ننمي معها علاقات، وتعتبر ضرورية لتحقيق الأهداف الإسرائيلية".

وحذروا أننا "بسبب هذه الأزمة المالية فإننا ممنوعون من المشاركة في المؤتمرات والأحداث الهامة في إطار مسؤولية بعثاتنا الدبلوماسية، وتمت دعوتنا إليها كشركاء أو كمتحدثين، وبالتالي ستتم هذه الأحداث من دوننا، دون الاستفادة من أي مشاركة سياسية واقتصادية ومجتمعية وإعلامية، بما في ذلك مكافحة نزع الشرعية عن إسرائيل، وحركة المقاطعة العالمية، ومعاداة السامية المتصاعدة في الجامعات الأمريكية، بما في ذلك الأمسيات وعطلات نهاية الأسبوع، وبالتالي فإننا أمام أضرار غير معقولة ستؤثر سلبا على مصالح إسرائيل في منطقة حيوية كأمريكا الشمالية".

وأكدوا أن "التحديات الدولية أمام إسرائيل تتطلب ردا مستمرا وفق نظرة بعيدة المدى، لأن الأضرار الجسيمة التي تلحق ببعثاتها في الخارج لها معان وعواقب حالياً ومستقبلا، ونعتبر من واجبنا أن نعكس الواقع الإسرائيلي في الظروف الحالية، وإلا فإن هذا الوضع لن يكون محتملا، لأن علاقاتنا على وشك الانهيار مع جزء كبير من المشرعين الأمريكيين والجاليات اليهودية، وفي غياب ميزانية الدولة 2023، تعمل وزارة الخارجية على أساس ميزانية جزئية للغاية، وبالتالي قررت وقف جميع الإنفاق على الأنشطة، ورحلات العمل، والفعاليات، وهذه الأضرار ستكون معممة على جميع الممثليات الدبلوماسية في أنحاء العالم".

كشف التقرير أن من بين الموقعين على البرقية السرية: ماور إلباز سترينسكي القنصل العام في ميامي؛ رونين هوفمان السفير في كندا؛ بول هيرشون القنصل العام في مونتريال؛ آساف زامير القنصل العام في نيويورك؛ يانام كوهين القنصل العام في شيكاغو، ليفيا لينك-رافيف القنصل العام في هيوستن، هيلل نيومان القنصل العام في لوس أنجلوس؛ عنات سلطان دادون القنصل العام في أتلانتا؛ مارون روفين القنصل العام في بوسطن، وإيديت شامير القنصل العام في تورنتو.




تجدر الإشارة إلى أن عدم إقرار الميزانية العامة لدولة الاحتلال يعود لرغبة الائتلاف الحكومي بانتزاع المزيد من التنازلات من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لصالح القوى الفاشية فيه، مثل الصهيونية الدينية والعصبة اليهودية، وبالتالي فإن أي إرجاء لإقرارها يعني تقويض قدرة البعثات والسفارات الدبلوماسية الإسرائيلية حول العالم على تنفيذ خططها متعددة السنوات، وعدم القدرة على تنظيم فعالياتها، رغم الإجماع الإسرائيلي على خطورة التحديات السياسية والدبلوماسية والدعائية التي تواجه إسرائيل، والردود التي تستحقها.