أجرى الرئيس الأمريكي جو
بايدن، اتصالا هاتفيا بشاب يدعى
براندون تساي، تمكن من انتزاع السلاح الناري من
مسلح قتل 11 شخصا في مدينة “مونتيري بارك” بولاية
كاليفورنيا في 21 كانون الثاني/ يناير الماضي.
وكان تساي (26 عاما)، في منزله يستعد لتناول الغداء، عندما تلقى اتصالا هاتفيا من البيت الأبيض، وفي رده على تساؤل حول إمكانه محادثة بايدن، قال لـ"بي بي سي": "قلت شيئا مثل (لا، نحن على وشك تناول الطعام)، ثم: أوه انتظر، إنه الرئيس!"، وأضاف: "توقف عقلي عن التفكير".
كان لدى بايدن سبب وجيه جعله يتصل بتساي، فهو شخص حظي بإشادة مجتمعه والصحافة، بعد أن تمكن من نزع سلاح منفذ إطلاق النار داخل قاعة رقص في "مونتيري بارك" في كاليفورنيا، خلال احتفال بالعام القمري الجديد في 21 كانون الثاني/ يناير.
وأدى قرار تساي، الذي استغرق جزءاً من الثانية، إلى رفع المبرمج الهادئ إلى مرتبة البطل القومي.
وخلال الاتصال الهاتفي شكر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تساي على "اتخاذه مثل هذا الإجراء المذهل في مواجهة الخطر"، ووجه له دعوة للحضور إلى واشنطن العاصمة.
وحضر تساي الثلاثاء خطاب حالة الاتحاد، الذي ألقاه بايدن، كضيف على السيدة الأولى جيل بايدن.
وفي الخطاب قال بايدن: "قبل أسبوعين، خلال الاحتفال برأس السنة القمرية الجديدة، سمع (تساي) باب قاعة الرقص الأمامي يُغلق ورأى رجلا يصوب مسدسه نحوه. كان يعتقد أنه سيموت، لكنه فكر بعد ذلك في الناس داخل القاعة".
وقال بايدن، أثناء تحية حارة من الكونغرس لـ تساي: "أنقذ أرواحاً. حان الوقت لأن نفعل الشيء نفسه أيضاً"، ثم دعا بايدن إلى سن قانون أكثر صرامة خاص بالحماية من السلاح.
وذكر تساي لـ"بي بي سي" في وقت سابق، أنه يرغب في أن يبعث وجوده رسالة إيجابية إلى مجتمعه، "مونتيري بارك"، الذي تسكنه غالبية من ذوي الأصول الآسيوية.
وأضاف: "أريد أن يشعر مجتمع (الأمريكيين من أصول آسيوية وجزر المحيط الهادئ) بالتفاؤل، وأعتقد أن دعوتي إلى حضور (خطاب) حالة الاتحاد يمكن أن يسلط الضوء على الناس في مجتمعنا".
حياة انقلبت رأساً على عقب
كان ظهور تساي في خطاب حالة الاتحاد تتويجاً لأسبوعين غير متوقعين ومربكين بالنسبة له، إذ تحول من مجرد شاب لا يعرفه أحد في قاعة رقص، إلى شخصية وطنية.
وقال: "ما زلت نفس الشخص"، لكن العالم حوله "هو الذي تغير"، مشيراً إلى شعوره بالإنهاك.
وكان تساي قد روى مراراً كيف استطاع التصدي للمسلح في مونتيري بارك، خلال مقابلات مع "نيويورك تايمز" و"صباح الخير أمريكا" و"سي إن إن" والعديد من الوسائل الإخبارية.
وبعد إطلاق النار في قاعة رقص "ستار" في مونتيري بارك، ذهب المشتبه به، هوو كان تان، البالغ من العمر 72 عاما، إلى قاعة رقص "لاي لاي" في منطقة الهامبرا القريبة.
وكان تساي أول شخص قابل المسلح عندما دخل من الباب، واتخذ قرارا سريعا بنزع سلاحه، وأظهرت لقطات التقطتها كاميرات الأمن في وقت لاحق عراكا طويلا من أجل السيطرة على السلاح، قبل أن ينجح تساي في ذلك، ونسبت السلطات إليه الفضل في منع مذبحة ثانية.
وخلال الأيام التي أعقبت إطلاق النار، كان أفراد الأسرة يرتبون المقابلات وإدارة سيل الطلبات الإعلامية على تساي.
وقال إنه خلال الفترة المزدحمة بالأنشطة، لم يكن لديه حتى الوقت للتحدث مع أسرته بشأن ما حدث له، وأصروا على أن يستريح، وأخذ استراحة من المقابلات.
بيد أنه لم يستطع الهرب من دائرة الضوء لفترة طويلة، إذ كرمته مدينة الهامبرا في حفل خاص برأس السنة القمرية الجديدة الأسبوع الماضي.
وقالت النائبة جودي تشو، عضوة الكونغرس عن مونتيري بارك، أمام حشد: "لولا براندون تساي لوقعت مذبحة أسوأ بكثير".
وبعد ذلك، وجد تساي نفسه على متن طائرة متوجهة إلى واشنطن، حيث أمضى يوم الاثنين في جولة لزيارة معالم المدينة، وبحلول ليلة الثلاثاء، كان يجلس إلى جوار بونو، نجم فريق الروك الإيرلندي "يو 2"، والسيدة الأولى للولايات المتحدة.
ويسعى تساي إلى تسليط ضوء جديد على هدف أعظم. وقال: "أشعر أنني أقرب إلى المجتمع، مثلما يشعر أي شخص".
وأضاف: "أشعر أن أسرتنا الآن جزء لا يتجزأ من مجتمعنا، ومجتمعنا الآسيوي في شتى أرجاء مونتيري بارك. نشعر أننا مرتبطون أكثر الآن".
وبعد أن حاول المهنئون إرسال دعم مالي له، دخل تساي في شراكة مع صندوق مجتمع آسيا والمحيط الهادئ لجمع الأموال باسمه لإفادة مجتمعه.
وتبرع مبدئياً بمبلغ قدره 2500 دولار لصندوق "براندون تساي هيرو"، مستعيناً بالأموال التي تلقتها أسرته بعد إطلاق النار، على أمل زيادة هذا المبلغ فيما بعد.
وقال تساي: "أعتقد أن الناس ينادونني بالبطل، وأعتقد أن هناك بطلاً داخل كل واحد منا".