صحافة دولية

WP: الفوز على الأرجنتين يتوج شهرا حافلا بالانتصارات لابن سلمان

تحدث الكاتب عن جولات ولي العهد خلال الشهر الجاري وكيف أنه حقق انتصارات عديدة له- واس
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للصحفي إيشان ثارور، اعتبر فيه أن الفوز التاريخي للسعودية على الأرجنتين في افتتاح مشاركتها بكأس العالم في قطر 2022، يعد تتويجا للانتصارات التي حققها ولي العهد محمد بن سلمان هذا الشهر.

وقال ثارور إن البلد الذي فشل مرارا في المونديال. الدولة التي كانت أكثر مشاركاتها التي لا تنسى في البطولة هي الخسارة 8-0 أمام ألمانيا في عام 2002؛ البلد الذي توقع الجميع أن يظل كبش الفداء بعد عقدين من الزمن في قطر. بدلا من ذلك، وبفضل تشجيع عشرات الآلاف من المشجعين السعوديين الذين قاموا برحلة قصيرة عبر الحدود، نجحت السعودية في تحقيق ما لا يمكن تصوره.

وتابع: "بالفعل، تم إعلان يوم الأربعاء عطلة عامة في الوطن لتمديد احتفالاتها. كان الانتصار، كما أفاد زملائي، بمثابة لحظة غير عادية للوحدة العربية، حيث تزخر وسائل التواصل الاجتماعي في المنطقة بالمذكرات المبهجة التي تشيد بالنجاح السعودي". 

قال مدرب المنتخب السعودي هيرفي رينارد، الفرنسي الذي يتمتع بسجل حافل بالنجاح في التدريب في أفريقيا، في إشارة إلى الأرجنتين الفائزة بكأس أمريكا 2021: "إنهم بطل أمريكا الجنوبية. ولديهم لاعبون رائعون. لكن هذه كرة قدم وأحيانا تكون الأمور مجنونة تماما".

بالنسبة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فإن هزيمة فريق كرة القدم للأرجنتين كانت بمثابة لحظة انتصار على الساحة العالمية، بحسب المقال.

وأضاف: "تم منح الأمير المثير للجدل مكان الصدارة في مراسم افتتاح كأس العالم. شوهد هناك وهو يرتدي وشاحا قطريا عنابيا خلال هزيمة الدولة المضيفة أمام الإكوادور - وهو عمل من أشكال الدعم الأخوي الذي كان سيذهل المتفرجين قبل بضع سنوات فقط عندما قادت السعودية مقاطعة إقليمية وحصارا ضد قطر. يوم الثلاثاء، رد الأمير القطري على حماسة ولي العهد لكأس العالم في قطر، حيث لوح بالعلم السعودي في الملعب بينما حقق السعوديون فوزهم".

كان ولي العهد يصلح الأسوار الأخرى أيضا. كان يبتسم في بالي لحضور قمة زعماء مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى، مرحبا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

كما ظهر في مؤتمر المناخ للأمم المتحدة في مصر وقمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في بانكوك. كانت الرحلة الأخيرة بمثابة استعادة للعلاقات التايلاندية السعودية بعد جمود عميق أثارته سرقة مجوهرات خيالية عام 1989 نفذها عامل تايلاندي في قصر أمير سعودي، والتي أعقبها بشكل غامض في العام التالي مقتل ثلاثة دبلوماسيين سعوديين في تايلاند.

وجاء في المقال أيضا "صمد ولي العهد بالفعل في وجه الازدراء العالمي بسبب اتهامات بأنه العقل المدبر لاختطاف الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2018 وإعدامه المروع. في الصيف، اتصل بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعدد من القادة الأوروبيين الآخرين. كما استقبل الرئيس بايدن على أرضه وحياه بقبضة يد، وهو اجتماع جعل إعلان بايدن خلال الحملة الانتخابية بأن الرياض ستتحول إلى "منبوذة" تحت قيادته مجرد وعد سخيف".

وفي الأسبوع الماضي، طلبت إدارة بايدن من قاضٍ منح حصانة سيادية لولي العهد في قضية مدنية بشأن دوره في مقتل خاشقجي.



إلى جانب تأثير الرياض الدائم على أسواق الطاقة العالمية، تُظهر حالة اللعب الأوراق القوية بيد ولي العهد الشاب. كما يسلط الضوء على الصعوبات المستمرة التي يواجهها أولئك في واشنطن الذين يأملون في تحويل السياسة الأمريكية في المنطقة بعيدا عن السعوديين.

وقال عبد العزيز الصقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث في جدة، لرويترز: "حاولت الولايات المتحدة الحد من أهمية المملكة ودورها إقليميا ودوليا، لكنها وجدت أولا أن هذا الهدف غير قابل للتحقيق وثانيا أنه يضر بمصالحها. لذلك هناك عملية تراجع أمريكي عن اتخاذ مواقف سلبية تجاه المملكة".

وأظهرت صور ولي العهد وهو يشجع الفوز السعودي في منزله بالرياض. لا بد أن تستمر المشاعر الطيبة في المملكة خلال البطولة، مع ظهور حشود ضخمة من المشجعين السعوديين في قطر. تشير السوابق السابقة إلى أنه حتى لو خسرت السعودية مبارياتها المتبقية، فإن مفاجأتها المذهلة على الأرجنتين ستبقى محفورة في الذاكرة. تاريخ كأس العالم مليء بالرابحين الخاسرين، من الجانب الكوري الشمالي الهائج الذي جذب الجمهور الإنجليزي في عام 1966 إلى الوافدين السنغاليين لأول مرة في عام 2002 الذين هزموا فرنسا، البلد الذي استعمرهم سابقا، في أول مباراة لها في كأس العالم.

السعوديون في طريقهم للاستمتاع بالبطولة في البلد الجارة مباشرة بدون التعرض للتدقيق الصارم الذي تتعرض له قطر لاستضافتها كأس العالم. لكن من غير الواضح مدى القوة الناعمة التي يمكن لهذا الفريق السعودي حشدها لولي العهد.

وقال كاتب المقال: "بغض النظر عن لاعبيها غير المعروفين، تلعب السعودية بالفعل دورا كبيرا في اللعبة العالمية. تسيطر الثروة السيادية السعودية على نيوكاسل يونايتد، وهو نادٍ مشهور في الدوري الإنجليزي الممتاز يخضع الآن لسيطرة نظام غني بالنفط ينتهك حقوق الإنسان".

وأضاف: "يبدو أن ولي العهد مستعد لتقديم عرض لاستضافة كأس العالم 2030، مما يفتح الباب إلى نفس الازدراء والنقد الذي عانت منه الدوحة عندما فازت باستضافتها في عام 2010".

وختم: "في هجوم العلاقات العامة الأخير، قد يكون للرياض حليف غير متوقع: ميسي الأرجنتيني، الذي يُقال إنه وقع صفقة رعاية مربحة للمساعدة في الترويج لحملة ولي العهد "رؤية 2030" للمملكة. مثل الكثير الذي تم الكشف عنه في كأس العالم، إنها مؤشر على العصر الذي نعيشه".