سياسة تركية

مصادر: طائرات تركية حلقت بالمجال الجوي السوري لقصف "YPG"

نفذت تركيا نحو 80 ضربة جوية في الشمال السوري- وزارة الدفاع التركية

قالت مصادر تركية، ومن المعارضة السورية، إن طائرات حربية تركية اخترقت المجال الجوي الذي تسيطر عليه روسيا والولايات المتحدة، لأول مرة، لمهاجمة وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا "YPG"، التابعة لحزب العمال الكردستاني، المصنفتين لدى أنقرة كمنظمتين إرهابيتين.

 

وأكدت أن أنقرة حشدت حلفاء سوريين لتوسيع الحملة على الأرجح ضد المنظمتين بالإضافة إلى قوات سوريا الديمقراطية "قسد".

ووقعت الغارات بطائرات (إف-16) في الأيام القليلة الماضية، ردا من تركيا على وحدات حماية الشعب بعد تفجير إسطنبول الأخير الذي أوقع قتلى ستة في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر في شارع الاستقلال بمنطقة تقسيم.
 
وقد يشير استخدام تركيا للمجال الجوي الذي تسيطر عليه روسيا والولايات المتحدة، حسبما ورد، إلى نفوذ أنقرة المتزايد لدى موسكو وواشنطن، بحسب وكالة "رويترز".

 

وعمدت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، إلى توازن في موقفها الدبلوماسي منذ الحرب الروسية في أوكرانيا، إذ انتقدت العملية العسكرية لموسكو، لكنها عارضت العقوبات الغربية على روسيا.

ولم ترد وزارة الدفاع الروسية ووزارة الخارجية الأمريكية بعد على طلبات للتعليق.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية، إن الطائرات لم تُستخدم قط في الأجواء السورية أو الروسية أو الأمريكية في الضربات الجوية الأخيرة على قواعد الوحدات الكردية "YPG" في سوريا، وإن الطائرات قصفت جميع الأهداف من داخل المجال الجوي التركي.

ومع ذلك، قال مسؤول أمني تركي كبير وشخصيتان بارزتان في المعارضة السورية على اتصال بالجيش التركي لرويترز، إن طائرات مقاتلة حلقت داخل الأراضي السورية التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب المدعومة من الولايات المتحدة، وإن أنقرة على اتصال مع روسيا بشأن هذا الأمر.

وقال المسؤول الأمني التركي: "استخدمت الطائرات التركية المجال الجوي الخاضع لسيطرة الولايات المتحدة وروسيا، وأُجري بعض التنسيق مع هذين البلدين".

وقال العقيد عبد الجبار عكيدي، وهو شخصية قيادية في المعارضة السورية ومطلع على التطورات الأخيرة: "لا يمكن لتركيا أن تقوم بهذه العملية الجوية الواسعة في سوريا دون تنسيق مع الفاعلين على الأرض، أي الولايات المتحدة وروسيا".

ومن جهتها، كتبت الصحفية التركية البارزة المقربة من الحكومة، هاندا فيرات، في صحيفة "حرييت" تقول: "كان على الولايات المتحدة وروسيا، الدولتين اللتين تسيطران على المجال الجوي السوري، أن تفتحا المجال الجوي" بعد الهجوم التركي.

اقرأ أيضا: هل أعطت دمشق الضوء الأخضر لتركيا بعملية "مخلب السيف"؟

"عودوا إلى القواعد"

واصلت المدفعية التركية قصف قواعد المنظمات التي تصنفها إرهابية وأهداف أخرى في سوريا الثلاثاء، في حين طالب وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، الولايات المتحدة بإنهاء دعمها لوحدات حماية الشعب.

وتحالفت الولايات المتحدة مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، التي تقودها وحدات حماية الشعب، في القتال ضد تنظيم الدولة خلال الحرب السورية المستمرة منذ 11 عاما، ما تسبب في صدع عميق في العلاقات مع تركيا، التي تقول إن وحدات حماية الشعب جناح لحزب العمال الكردستاني.

 

وتصنف تركيا والولايات المتحدة ودول أخرى حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية.

وحذرت واشنطن من إجراء عسكري يزعزع استقرار سوريا، في حين حثت موسكو أنقرة والأطراف الأخرى على ضبط النفس.

لكن قائد فصيل معارض مسلح مدعوم من تركيا ومصدرين تركيين قالوا إن مقاتلين من تحالف للمعارضة السورية المسلحة يسمى الجيش الوطني السوري، المتحالف مع أنقرة، تلقوا طلبا بالاستعداد لاحتمال توسيع العملية.

وقال القائد السوري الكبير، مشترطا عدم ذكر اسمه، لأنه غير مفوض بالحديث علنا عن الأمر: "أخطر الأتراك جميع القادة الذين في عطلات بالعودة إلى قواعدهم والقادة الذين في سوريا بعدم مغادرة مواقعهم، وأن يزيدوا أيضا مستوى استعدادهم".

وأضاف: "لم يتلقوا تكليفات بمهام، وليس هناك خطة بعد".