صحافة دولية

WP: دور روسيا على المسرح الدولي يتقلص بسبب حرب أوكرانيا

روسيا وجدت نفسها في وضع غير عادي خلال اجتماعات مجموعة العشرين- جيتي

رأت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير للصحفيتين سيوبهان أوغرادي وريبيكا تان، أن الدبلوماسيين الروس وجدوا أنفسهم منبوذين في كل من مفاوضات الأمم المتحدة بمؤتمر المناخ على شواطئ شرم الشيخ وفي اجتماعات مجموعة العشرين على شواطئ بالي، وذلك بسبب حرب فلاديمير بوتين في أوكرانيا.

وأشارت إلى أن روسيا كانت لديها خطط كبيرة في مؤتمر المناخ حيث إنها حددت أربع مناقشات للمائدة المستديرة، لكن لم يوافق أي جانب على التحدث في اللجنة، وتُرك الروس للحديث فيما بينهم.

وأعرب فياتشيسلاف فيتيسوف، عضو مجلس الدوما ورئيس جمعية عموم روسيا لحماية البيئة، عن عدم استجابة الدول لمناقشة روسيا، مشيرا إلى أن روسيا كان لها دور بارز في قمة المناخ السابقة (قبل الحرب الأوكرانية-الروسية).

ولفت التقرير إلى أن روسيا وجدت نفسها في وضع غير عادي خلال التجمع السنوي للقوى العالمية ضمن مجموعة العشرين، وذلك على عكس القمم السابقة للمجموعة، مشيرا إلى أن العديد من قادة الحكومات قالوا إنهم لن يشاركوا في الصورة الجماعية إذا كان المندوبون الروس حاضرين وفق مسؤولين إندونيسيين.

وأشار مسؤول في البيت الأبيض إلى أن قادة مجموعة الدول السبع - كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة - لم يشاركوا في أي صور جماعية مع مسؤولين روس في نحو 15 اجتماعا هذا العام.

وأضاف: "روسيا تشن حربا وتقتل مدنيين أبرياء.. أعتقد أنه من المعقول عدم وجود صورة عائلية من أي منظور، وليس فقط الولايات المتحدة".

وتعد روسيا واحدة من أكبر الدول المسببة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم، وقال فيتيسوف إن تجاهل وجهة نظر بلاده في محادثات المناخ العالمية كان قصير النظر.

وقال فيتيسوف عن أزمة المناخ: "بدون روسيا، لا يمكنك حل هذه المشاكل.. الصراع في أوكرانيا يمكن أن ينتهي غدا. لكنك تضيع عاما آخر لاتخاذ القرار الصحيح للمستقبل".

وأضاف: "لم نأت إلى مصر لنتحدث عن الوضع في أوكرانيا.. جئنا إلى هنا لمشاركة مخاوفنا... مشاركة تجربتنا... مشاركة معرفتنا".

 

اقرأ أيضا: حرب أوكرانيا تهيمن على قمة الـ20.. وضغوط غربية على روسيا


وكانت التجربة واقعية بالنسبة إلى فيتيسوف - الذي احتفل به ذات مرة كبطل لكأس ستانلي في الولايات المتحدة، والذي فرضت واشنطن عليه عقوبات الآن لتصويته لصالح ضم روسيا غير القانوني لمنطقتَي لوغانسك ودونيتسك في أوكرانيا.

وهو ممنوع من السفر إلى العديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي تعيش فيها ابنته. وقال: "لو كان [COP27] أقيم في جزء آخر من العالم، فما كنت لأتمكن من الحضور".

وينطبق الشيء نفسه على أعضاء الوفد الروسي في مجموعة العشرين في إندونيسيا.

لعدة أشهر قبل القمة، كان المسؤولون الإندونيسيون قلقين من حضور بوتين، ما تسبب في مقاطعة زعماء العالم الآخرين للحدث. قبل يومين من القمة، وبعد ساعات من إجبار القوات الروسية على الانسحاب من مدينة خيرسون الأوكرانية، أعلنت السفارة الروسية في إندونيسيا أن بوتين لن يحضر وأن لافروف سيحل محله.

واستقبل حاكم بالي وايان كوستر لافروف بأداء الراقصين الباليين عندما هبط في الجزيرة مساء الأحد. لكن يوم الاثنين، بينما بدأ زعماء مجموعة العشرين الآخرون جداول مزدحمة للاجتماعات الثنائية ومناقشات اللجان، فقد كان لافروف غائبا إلى حد كبير عن العمل.


ولم يرد متحدث باسم السفارة الروسية في إندونيسيا على الاستفسارات بشأن ما إذا كان لافروف يعتزم الاجتماع مع أي مسؤولين على هامش القمة. ولم تعلن الصين عن أي اجتماعات رسمية مع روسيا، رغم أن بكين انضمت إلى موسكو يوم الثلاثاء، في معارضة استخدام كلمة "حرب" في بيان مشترك لوصف غزو أوكرانيا.

وتقول مجموعات النشطاء إن قادة العالم بحاجة إلى تجاوز الإدانات في مجموعة العشرين. وقال ريتشارد غوان، الذي يشرف على المناصرة في الأمم المتحدة لمجموعة الأزمات الدولية: "إذا كانت كل ما تريد القوى الغربية أن تفعل في بالي هو التقليل من شأن روسيا، فسوف تجد أن الكثير من الزملاء غير الغربيين لن يشاركوها".

وقال غوان إن الدول الغربية بحاجة إلى العمل مع قادة من الصين والهند لإقناع روسيا برفض استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا.