تصاعدت في الآونة الأخيرة وتيرة ما يسمى عمليات "الصد" والطرد القسر، وهجمات عصابات اللثام ضد المهاجرين. فهل هي هجمات منظمة؟
في الوقت الذي يفر فيه آلاف المهاجرين من
أوطانهم باتجاه الدول الأوروبية؛ بحثا عن حياة أفضل، إما بسبب الحرب أو الفقر أو القهر
في بلدانهم، وثّقت المنظمة الدولية للهجرة وفاة ما لا يقل
عن 5.684 شخصا على طول مسارات الهجرة إلى أوروبا وداخلها منذ بداية عام 2021، وبما
لا يقل عن 2.836 حالة وفاة واختفاء على طريق وسط البحر المتوسط، مقابل توثيق 1.532 حالة وفاة على طريق غرب أفريقيا الأطلسي
إلى جزر الكناري للفترة ذاتها.
وبهذا تكون المنظمة قد سجّلت أكثر من 29 ألف
حالة وفاة خلال رحلات الهجرة إلى أوروبا منذ عام 2014، فهل من طروحات لإنقاذ أرواح
المهاجرين؟
خطوط الصد وإجراءات الطرد
المنظمة الدولية للهجرة (IOM)
دعت إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة لإنقاذ الأرواح، وتقليل الوفيات، وإيجاد المزيد
من المسارات القانونية والآمنة أثناء
رحلات الهجرة، وكشفت في تقريرها الأخير الصادر نهاية تشرين أول/ أكتوبر 2022 عن
مخاطر (عمليات الصد) والطرد القسري، التي أسفرت عن مصرع 252 مهاجرا، حيث تم توثيق
97 حالة وفاة مرتبطة بالصدّ وسط البحر المتوسط منذ عام 2021.
أما في شرق المتوسط، فقد تم توثيق 70 حالة وفاة، مقابل
(23 وفاة) بين تركيا واليونان، و(4 وفيات) على حدود بيلاروس-بولندا، عصابات اللثام.
ليست القوارب المكتظة ولا نظيراتها المتهالكة والعواصف
والأمواج العاتية وحدها من يهدد حياة المهاجرين واللاجئين، بل برزت ظاهرة (عصابات اللثام ) أو
(جيش الظل)، كما يسمى.
وهناك اتهامات توجه إلى خفر السواحل اليوناني
بالضلوع في الأمر، أو إلى بعض المليشيات المحلية ممن يحاولون إغراق المهاجرين، بحسب (مجموعة
الإنقاذ الموحد الإنسانية)، فبعض المؤسسات والحكومات الأوروبية حولت شرق المتوسط إلى (مقبرة مائية)؛ لردع المهاجرين وإرجاعهم، على وصف وزير المالية اليوناني السابق يانيس فاروفاكيسف.
والعصابات الملثمة تمارس أفعالا عنيفة بحق الباحثين عن الحماية الدولية من غابات غرب البلقان إلى بحر إيجة، لاسيما في كرواتيا واليونان ورومانيا، بما تناقض كل اتفاقات حقوق الإنسان
الدولية، بحسب منظمة "Lighthouse
Reports".
فهل سيكشف النقاب عن هوية عصابات اللثام، ما
رأيكم؟