سياسة عربية

السعودية لإدارة بايدن: لا نقبل الإملاءات.. وتأييد خليجي للرياض

توترت العلاقات بين الرياض وواشنطن منذ وصول بايدن إلى السلطة- جيتي

أعلنت وزارة الخارجية السعودية، الخميس، في بيان شديد اللهجة إلى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن المملكة "لا تقبل أي نوع من الإملاءات"، وذلك بعد ما كشفته من تقديم الأخير طلبا في وقت سابق بتأجيل خفض إنتاج النفط، الأمر الذي رفضته الرياض.

  

 

 

 

 


وقالت الخارجية السعودية في بيان: "تود حكومة السعودية الإعراب بداية عن رفضها التام لهذه التصريحات التي لا تستند إلى الحقائق، وتعتمد في أساسها على محاولة تصوير قرار أوبك+ خارج إطاره الاقتصادي البحت، وهو قرار اتُخذ بالإجماع من كافة دول مجموعة أوبك+".

 

وتقصد بذلك تصريحات المشرعين الأمريكيين إلى جانب الإدارة الأمريكية في الهجوم على المملكة بسبب قرار تحالف "أوبك+" خفض إنتاج النفط.

 

اقرأ أيضا: الإعلام السعودي يهاجم أمريكا بعد تصريحات بايدن بشأن الرياض

وأضاف بيان الخارجية السعودية: "في الوقت الذي تسعى فيه المملكة للمحافظة على متانة علاقاتها مع كافة الدول الصديقة، فإنها تؤكد في الوقت ذاته أنها لا تقبل الإملاءات، وترفض أي تصرفات أو مساع تهدف لتحوير الأهداف السامية التي تعمل عليها لحماية الاقتصاد العالمي من تقلبات الأسواق البترولية".


وأشارت الخارجية السعودية وفق البيان إلى أن "مجموعة "أوبك+" تتخذ قراراتها باستقلالية، وفقا لما هو متعارف عليه من ممارسات مستقلة للمنظمات الدولية"، لافتة إلى أن "مخرجات اجتماعات المجموعة، يتم تبنيها من خلال توافق الدول الأعضاء ولا تنفرد بها أي دولة".


وشددت الخارجية السعودية على رفضها التام للتصريحات القائلة بأن قرار أوبك+ مبني على دوافع سياسية ضد الولايات المتحدة.

 

تأكيد رفض الطلب الأمريكي

 

وأكدت أن "حكومة المملكة من خلال تشاورها المستمر مع الإدارة الأمريكية، أوضحت أن جميع التحليلات الاقتصادية تشير إلى أن تأجيل اتخاذ القرار لمدة شهر بحسب ما تم اقتراحه، سيكون له تبعات اقتصادية سلبية".

 

اقرأ أيضا: الرياض رفضت طلبا أمريكيا بتأخير خفض الإنتاج.. وقلق إماراتي

وبذلك تؤكد الرياض على أن إدارة بايدن طلبت منها تأجيل قرار خفض إنتاج النفط شهرا، الأمر الذي يعني محاولتها تأجيل الأمر إلى ما بعد انتخابات التجديد النصفي، ما يعني غضبا أمريكيا داخليا متوقعا ضد بايدن.

 

دعم خليجي للرياض

 

من جانبه، رحب مجلس التعاون لدول الخليج، الخميس، بالبيان الصادر من وزارة الخارجية السعودية، المتضمن الرفض التام للتصريحات الصادرة بحق المملكة عقب صدور قرار "أوبك+".


وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، نايف فلاح مبارك الحجرف، عن التضامن الكامل مع المملكة السعودية، ورفضه التام لهذه التصريحات الصادرة بحقها و"التي تفتقر إلى الحقائق"، وفق تعبيره.


وأشار الحجرف بـ"الدور الهام والمحوري الذي تضطلع به السعودية على الصعيدين الإقليمي والدولي في مجال الاحترام المتبادل بين الدول، والالتزام بميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، وعدم المساس بسيادة الدول، وحماية الاقتصاد العالمي من تقلبات أسعار الطاقة وضمان إمداداتها وفق سياسة متوازنة تأخذ بالحسبان مصالح الدول المنتجة والمستهلكة".

وسبق أن قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء، إنه سيكون هناك تبعات على السعودية بعد قرار منظمة "أوبك+" التي تقودها المملكة وتضم معها روسيا ودولا أخرى، بخفض إنتاج النفط.


وقال بايدن، خلال حوار مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، بثته الأربعاء: "لن أتطرق إلى ما أفكر فيه أو ما يدور في عقلي، لكن سيكون هناك تبعات".

 

وشدد وزير الشؤون الخارجية عادل الجبير، في تصريحات للشبكة ذاتها، على أن القرار اقتصادي بحت، وليس اصطفافا مع روسيا.

 

يشار إلى أنه في 5 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، أعلن تحالف البلدان المصدرة للنفط "أوبك+" خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا بداية من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط بنحو 10 في المئة، قبل أن تتراجع قليلا الأسبوع الجاري.