"عربي21" ترصد مشاريع تركية بسوريا تمهيدا لعودة مليون لاجئ

رصدت "عربي21" مساعي تركية مكثفة لإعادة إعمار وتأهيل ما يعرف بـ"المناطق الآمنة" في سوريا، تمهيدا لتنفيذ مشروع العودة الطوعية لمليون لاجئ سوري، الذي أعلن عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أيار/مايو الماضي.

جاء ذلك خلال جولة تفقدية للمناطق الآمنة في سوريا نظمتها وزارة الداخلية التركية ورئاسة إدارة الهجرة، شارك فيها عدد من المسؤولين الأتراك ضمنهم قادة عسكريون وأمنيون برفقة وفد إعلامي عربي.

وكان على رأس المسؤولين الأتراك المشاركين بالجولة كل من نائب وزير الداخلية إسماعيل تشاتاكلي، ووالي غازي عنتاب داوود غل، ووالي كيليس إسماعيل شاتاكلي، ومدير الاندماج والتواصل في رئاسة إدارة الهجرة التركية غوكتشي أوك، إضافة إلى عدد من المسؤولين وقادة الجيش التركي.
 
وقال نائب وزير الداخلية التركي إسماعيل تشاتاكلي، في مؤتمر صحفي على هامش الجولة، إن تركيا ساعدت في تأسيس عشرات المشافي والمراكز الطبية العامة والخاصة في الشمال السوري منذ عام 2016 وحتى الآن.

ولفت إلى أن الحكومة التركية وبالتعاون مع المجالس المحلية في "المناطق الآمنة" أعادت تأهيل 246 مدرسة، وأشرفت على بناء 36 مدرسة فيما تستمر أعمال البناء في 25 مدرسة جديدة، مشيرا إلى أن المدارس البالغ عددها 1463 مدرسة تستقبل أكثر من 350 ألف طالب وطالبة في مناطق العمليات التركية.

وأضاف: من خلال الأنشطة التركية عاد نحو 527 ألف لاجئ سوري إلى بلادهم "طوعا" حتى الآن، مشيرا إلى أن عدد السكان في مناطق العمليات التركية ارتفع بما يقارب مليون شخص، حيث كان العدد يقدر بحوالي 1.3 مليون، في حين وصل حاليا إلى أكثر من 2 مليون.

وتطرق تشاتاكلي إلى مشروع العودة الطوعية للاجئين السوريين الذي أعلن عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأوضح أن المشروع يهدف إلى بناء 240 ألف منزل لإجمالي 240 ألف أسرة، مشيرا إلى أن المشاريع تتوزع بواقع 5 في مناطق "درع الفرات" و4 في "نبع السلام".

ولفت إلى أنه تم تنفيذ مشاريع إسكان في 3 مناطق، حيث تم بناء 28.641 منزل من "الطوب"، استفاد منها 185 ألف شخص.

وبين أن 60 بالمئة من المنازل ستكون بمساحة 60 مترا مربعا، و30 في المئة بمساحة 80 مترا مربعا، و10 في المئة بمساحة 100 متر مربع، لتكون مناسبة بحسب عدد أفراد العائلات.

ولفت إلى أن السوريين الذين يرغبون بالعودة الطوعية، يمكن أن يكونوا أصحاب المنازل التي تشرف تركيا على بنائها، بشرط الإقامة فيها لمدة 10 سنوات.

وأشار إلى أن الحكومة التركية أنهت بناء أكثر من 62 ألف منزل من قوالب الحجر، في حين يتواصل العمل لزيادة عدد المساكن إلى 100.803، متوقعا أن تشهد المنطقة إقبالا من السوريين في الفترة المقبلة.

مدينة صناعية

وبدأت الجولة التي استمرت لمدة يومين، بزيارة إلى المنطقة الصناعية في مدينة الراعي بريف حلب الشمالي، التي تشرف تركيا على إعادة تأهيلها منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، ومن المقرر الانتهاء من عملية البناء مطلع العام المقبل 2023.

وبحسب البيانات التي حصلت عليها "عربي21" من وزارة الداخلية التركية، فإن المدينة الصناعية في الراعي تتكون من 37 كتلة و1338 ورشة عمل و37 حظيرة و9 مناطق مصانع، وتوفر نحو 30 ألف فرصة عمل لسكان المنطقة.

وتم الحصول على عائد 4.6 ملايين دولار من بيع الأراضي التابعة للورش والمصانع في المنطقة الصناعية المنظمة، وذلك بعد الانتهاء من بناء 86 بالمئة من المنطقة، التي تبلغ مساحتها 350 ألف متر مربع.

ومن المقرر خلال المرحلة الثانية من مشروع المنطقة الصناعية، إنشاء مصنع للإسمنت وإنتاج الإسفلت والأكياس على مساحة 121 ألف متر مربع، إضافة إلى بناء مصنع لإنتاج المواد البلاستيكية على مساحة 6 آلاف متر مربع.

دعم النازحين

وأنشأت إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد" مركزا لتقديم الدعم اللوجستي للنازحين والمهجرين السوريين في منطقة الراعي، بريف حلب الشمالي، والذي استقبل منذ افتتاحه عام 2017، نحو 15 ألف شاحنة مساعدات إنسانية، بقيمة تتجاوز مليار ليرة تركية.

وبحسب بيانات "آفاد" التي حصلت عليها "عربي 21"، فإن المركز يوزع نحو 250 ألف كيلو غرام من الدقيق يوميا على 10 مجالس محلية في منطقة الراعي، إضافة إلى وجود فرن يتبع للمركز يقوم بتوزيع أكثر من 12 ألف ربطة خبز على 23 منطقة ومخيما في ريف حلب الشمالي.

مديرية أمن أعزاز

وتدعم وزارة الداخلية التركية مديرية الأمن في مدينة إعزاز شمالي حلب، التي تضم 2670 عنصرا، واللذين أشرفت القوات التركية في سوريا على تدريبهم للعمل في فرع العمليات الخاصة ومراقبة البوابات الحدودية وحماية السجون.

وقال مدير الأمن في إعزاز لـ"عربي21" إن تركيا تقدم دعما لوجستيا لأقسام المديرية، وتشرف على تدريب العناصر المنضوين داخل جهاز الشرطة في المنطقة.

وأضاف: "نحن نتعاون مع المستشارين الأتراك لحفظ الأمن ومنع الإرهابيين من تخريب الاستقرار والضرر في البلاد".

وتشهد مناطق الشمال السوري، حالة من الفلتان الأمني في ظل الانتشار الكثيف للسلاح، وكثرة عمليات الاغتيال، إضافة إلى عمليات تفجير السيارات والدراجات المفخخة.