توتر في ليستر

شهدت مدينة (ليستر) البريطانية صدامات ومواجهات بين الهندوس والمسلمين في أعقاب مباراة في رياضة الكريكيت بين الهند وباكستان .. فما هي خلفيات الحادث؟

شهدت مدينة ليستر البريطانية صدامات ومواجهات بين الهندوس والمسلمين في أعقاب مباراة في رياضة الكريكيت.


وليستر، هي إحدى مدن وسط إنكلترا، تعد من أهم المراكز التجارية والصناعية والتعليمية في بريطانيا.


وتعرف ليستر بتنوعها العرقي والديني لكنها مؤخرا باتت مدينة مضطربة، فما الذي جرى في ليستر؟

 

طبول "العصبيات" تقرع

 

شهدت ليستر منذ الحرب العالمية الثانية قدوم الآلاف من أبناء الجاليات من أصول هندية وباكستانية وكينية وأوغندية وصومالية وكلهم قد بنى معابده ومساجده ومراكزه وجمعياته ومطاعمه حتى أصبحت الجاليات تشكل 40% من سكانها.


وبقي التعايش السلمي بين الهندوس والمسلمين وإلى وقت قريب، السمة الغالبة، لما تواجهه الأقليتان داخل مجتمع أوروبي غريب عنهما من مشاكل وهموم مشتركة تتعلق بالعنصرية والتمييز والإقامة والهجرة.

 

ولكن وبعد صعود حزب (باراتيا جاناتا) وتأثر جيل الشباب الهندوس، بدأت جائحة الكراهية تتسلل إلى المدينة المتعايشة، بالتزامن مع أي حدث يهم الجانبين متمثلا بإحياء الأعياد أو البطولات الرياضية وهذا ما جرى بعد مباراة كريكيت.

 

وجرت مناوشات بين المسلمين والهندوس حيث تبادل الجمهوران إحراق الأعلام والرايات وإطلاق الأناشيد القومية والعنصرية المستفزة ما أسفر عن إصابة واعتقال العشرات.

 

شاهد أيضا:  النخيل.. يواجه خطر الاختفاء؟

 

خطاب الكراهية


وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير لها إنه منذ وصول حزب (باراتيا جاناتا) إلى السلطة عام 2014، اتخذ إجراءات تشريعية تعسفية بحق المسلمين بما أضفى الشرعية على التمييز ضد الأقليات الدينية وعزز من التعصّب القومي.

 

وما حدث في ليستر، أرجعته الصحافة البريطانية إلى تأثير الخطاب الخارجي المشتنج القادم من وراء الحدود إضافة إلى ما يبث على مواقع التواصل ومنصات الاتصال من شحن وتحريض يومي.


وقد أثرت هذه التطورات بشكل كبير على مجمل الأوضاع في المدينة حيث أصابت التعايش السلمي بين الأقليات.


وتبقى الخشية من اتساع رقعتها إلى مدن بريطانية أخرى فهل ستنجح الجهات المعنية بنزع فتيل الأزمة؟ ما رأيكم؟