قرر
أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وشركاؤهم في إطار تحالف
"أوبك+"، خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا اعتبارا من تشرين
الثاني/ نوفمبر، ما أثار غضب الولايات المتحدة التي أكدت أن القرار سيضر بالدول التي
تعاني أصلا من ارتفاع أسعار الخام.
ويمكن
أن تؤدي هذه الخطوة إلى زيادة أسعار النفط الخام، ما سيفاقم التضخم الذي وصل إلى
مستويات قياسية منذ عقود في العديد من البلدان ويساهم في تباطؤ الاقتصاد العالمي.
وقال
وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان بعد الاجتماع الحضوري الأول لأعضاء
التحالف منذ آذار/ مارس 2020، إن أولوية "أوبك+" هي "الحفاظ على سوق
نفط مستدام".
وحذر
كبير مسؤولي النفط السعوديين من أن الخطط التي تقودها الولايات المتحدة لفرض حد
أقصى لسعر الصادرات الروسية تزيد من حالة عدم اليقين التي دفعت "أوبك+" إلى أكبر
خفض للإنتاج في عامين.
وأضاف
في مقابلة مع "بلومبيرغ": "الافتقار إلى التفاصيل وعدم
الوضوح" حول كيفية تنفيذ سقف السعر يضيف إلى الإحساس بأن الشهرين المقبلين
سيكونان "فترة من عدم اليقين".
وتابع:
"توقعات سوق النفط غير واضحة مثل أي نقطة في العقود الثلاثة الماضية، وسط
مزيج من تدابير مكافحة كوفيد والسياسة النقدية "الشديدة" لترويض التضخم
على حساب النمو والاضطراب الذي يلوح في الأفق للشحنات الروسية".
لكن
هذه الخطوة أثارت استنكار الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي قام بزيارة مثيرة للجدل
إلى المملكة العربية السعودية في تموز/ يوليو هدفت جزئيا إلى الضغط من أجل زيادة إنتاج
النفط مع ارتفاع الأسعار في محطات الوقود.
اقرأ أيضا: كيف سيتأثر الاقتصاد الأمريكي بعد قرار "أوبك" خفض الإنتاج؟
وكان نتوقيت
القرار سيئا أيضا لأجندات بايدن السياسية، إذ إنه يأتي قبل انتخابات التجديد النصفي
للكونغرس الأمريكي الشهر المقبل.
وجاء
قرار تحالف "أوبك+" خفض الإنتاج مع تراجع أسعار النفط إلى ما دون الـ90
دولارا للبرميل في الأشهر الأخيرة بسبب مخاوف بشأن الاقتصاد العالمي، بعد أن
ارتفعت إلى 140 دولارا في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في وقت سابق من هذا العام.
وارتفع
سعر برميل خام برنت بحر الشمال بما يقرب من اثنين بالمئة إلى 93.41 دولار بعد
إعلان الأربعاء.
ويمكن
للقرار أن يعزز خزائن روسيا قبل حظر الاتحاد الأوروبي لمعظم صادراته من نفطها في
وقت لاحق من هذا العام ومحاولة مجموعة الدول السبع الحد من أسعار النفط.
وقال
نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك الذي شارك في اجتماع "أوبك+"،
إن تحديد سقف للسعر سيكون له "تأثير ضار" على قطاع النفط العالمي، مؤكدا
أن الشركات الروسية "لن تزود الدول التي تستخدم هذه الأداة بالنفط".
اقرأ أيضا: ماذا يعني اعتبار أمريكا قرار "أوبك" عملا عدائيا ضدها؟
وقال
الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجي الفرنسية العملاقة، باتريك بويان، في مؤتمر
لصناعة النفط في لندن: "هناك سبب يجعل روسيا مستعدة للمشاركة في خفض إنتاج
أوبك - لأنها غير متأكدة مما إذا كانت ستجد من يشتري النفط".
وقرر
تحالف "أوبك+" إجراء خفض كبير في الإنتاج بنحو 10 ملايين برميل يوميا في
نيسان/ أبريل 2020، ما أنهى الانخفاض الهائل في أسعار النفط الناجم عن عمليات
الإغلاق خلال تفشي كوفيد.
وباشر
التحالف في زيادة الإنتاج العام الماضي بعد تحسن السوق، وعاد الإنتاج إلى مستويات ما
قبل الجائحة هذا العام، ولكن على الورق فقط إذ يواجه بعض الأعضاء صعوبات للوفاء
بحصصهم.
واتفقت
المجموعة الشهر الماضي على خفض رمزي صغير قدره 100 ألف برميل يوميا من تشرين الأول/ أكتوبر،
كان الأول منذ أكثر من عام.
ودعت
الدول المستهلكة لأشهر، "أوبك+" إلى زيادة الإنتاج على نطاق أوسع بهدف خفض
الأسعار، لكن التحالف واصل تجاهل تلك النداءات.
ويعقد
الاجتماع الوزاري المقبل لمنظمة "أوبك" في 4 كانون الأول/ ديسمبر، وكانت
المنظمة وشركاؤها يجتمعون شهريا عن بعد في الفترة الأخيرة.