سياسة دولية

ماكرون يعين حليفه رئيسا للوزراء.. من هو فرنسوا بايرو

ترشح ثلاث مرات لرئاسة الجمهورية في أعوام 2022 و 2007 و 2012- جيتي
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعيين فرنسوا بايرو، رئيس حزب “الاتحاد من أجل الديمقراطية” المنتمي إلى وسط اليمين، أبرز حلفائه، رئيسا للوزراء وكلفه بتشكيل الحكومة، وذلك بعد ثمانية أيام من سقوط حكومة رئيس الوزراء السابق ميشيل بارنييه بحجب الثقة البرلمانية عنها.

وذكرت "فرانس برس"، أنه منذ عام 2017، عندما تحالف مع إيمانويل ماكرون، وساهم في وصوله إلى الإليزيه، كان يُنظر في كل مرة إلى فرانسوا بايرو على أنه خيار جدي قبل تعيين أيّ رئيس وزراء جديد، وبعد إسقاط حكومة ميشيل بارنييه، عاد اسمه إلى الواجهة من جديد، لكن هذه المرة بشكل أقوى.

وشدد المقربون منه على أنه “مستعد” لتحمل مسؤوليات منصب رئيس الوزراء. ورأى بعضهم أن هذا السياسي الوسطي المخضرم، هو “الوحيد القادر على الحصول على اتفاقية عدم حجب الثقة من اليسار واليمين المتطرف”، بحسب الوكالة.


ويبلغ فرانسوا بايرو من العمر 73 عاما، أقرّ خلال تسلمه لمنصبه بخطورة الموقف فيما يتعلق بالعجز، قائلا؛ “ إنني على دراية بالصعوبات التي تنتظرنا في جبال الهيمالايا، وأول هذه الصعوبات هي الميزانية”.

وسيكون على رئيس الوزراء الجديد التفاوض مع الأحزاب، باستثناء حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان، وحزب “فرنسا الأبية” اليساري الراديكالي بشأن المشاركة في الحكومة، أو دعمهم لنصوص معينة بما في ذلك الميزانية، أو على الأقل الاتفاق معهم على “عدم التصويت على حجب الثقة” عن الحكومة، أسوة بحكومة بارنييه التي صمدت فقط ثلاثة أشهر.

ومن المفترض أن يواجه فرانسوا بايرو الصعوبات نفسها التي واجهت سلفه ميشيل بارنييه، في ظل انقسام البرلمان إلى ثلاث كتل رئيسية، لاسيما أن الأخير ينتمي إلى المعسكر الرئاسي الذي يحكم البلاد منذ عام 2017.

وأكد فور تعيين فرانسوا بايرو،  حزب “فرنسا الأبية” اليساري الراديكالي، أنه سيطرح مذكرة لحجب الثقة عن حكومة فرانسوا بايرو. وقال حزب الخضر، أنصار البيئة؛ إنه سيدعم حجب الثقة عن الحكومة.

ورفض الحزب الاشتراكي رفضه الانضمام إلى الحكومة الجديدة، مؤكدا أنه سيبقى في صفوف المعارضة. أما حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان، فقال؛ إنه لن يسحب الثقة من الحكومة، إلا في حال تجاوزت “خطوطه الحمراء”.

وبدأت رحلة فرانسوا بايرو السياسية في جبال البيرينيه الأطلسية، إذ سبق له انتخب نائبا برلمانيا، ثم رئيسا لبلدية بو في نيسان/ أبريل 2014 لولايتين.

وفي عام 1993، عين وزيرا للتربية الوطنية، وهو المنصب الذي شغله لأكثر من أربع سنوات.

وأنشأ بايرو حزبه “الاتحاد من أجل الديمقراطية”، معتبراً أن “السياسة الفرنسية فسدت لسنوات؛ بسبب الأكاذيب والأوهام والوعود الكاذبة والانقسامات المصطنعة”.


وترشح ثلاث مرات لرئاسة الجمهورية في أعوام 2022 و 2007 و 2012، من دون الوصول إلى الجولة الثانية. وخلال انتخابات عام 2012 قرر التصويت شخصيا للاشتراكي فرانسوا هولاند في الجولة الثانية في مواجهة الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي.

وفي عام 2017 تحالف مع إيمانويل ماكرون، وبعد وصول الأخير إلى الإليزيه، عينه وزيرا للعدل في أول حكومة له، لكنه اضطر إلى الاستقالة على خلفية تحقيق يستهدف أعضاء من حزبه بشأن وظائف وهمية لمساعدين في البرلمان الأوروبي، وقد تمت مؤخرا تبرئته من هذه الاتهامات.

وتم تعيينه عام 2020 على رأس الهيئة العليا للتخطيط. وبعد أربع سنوات، عينه الرئيس أخيرا رئيسا للوزراء. ويبدو أن هذا التعيين تم تحت ضغط كبير من فرانسوا بايرو، الذي هدد بانسحاب حزبه من الائتلاف الرئاسي، في حال لم يتم اختياره هذه المرة، وفق ما أوردت وسائل إعلام فرنسية.