أكد
وزير الدفاع التركي أن الجيش التركي اتخذ التدابير اللازمة لمنع فرض أمر واقع في
جزيرة قبرص، وذلك تعليقًا على قرار الولايات المتحدة رفع حظر الأسلحة عن قبرص اليونانية.
وقال
في كلمة بجامعة الدفاع الوطني في إسطنبول، إن تركيا مصممة على استخدام حقوقها
والوفاء بمسؤولياتها باعتبارها دولة ضامنة في قضية قبرص، مؤكدا أن الجيش التركي
متأهب لأداء مهامه على مدار الساعة.
وفي ما
يتعلق باستمرار اليونان بتسليح الجزر المتنازع عليها في بحر إيجة، شدد أكار على أن
تركيا لم تتراجع أبدًا عن خطواتها بشأن قضية الجزر، مشيرا إلى أن هناك أوامر صريحة
في هذا الإطار وجهت للقوات البحرية والجوية بشكل خاص.. دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وتعاني
قبرص منذ عام 1974، انقساما بين شطرين، تركي في الشمال ورومي في الجنوب. وفي 2004
رفض القبارصة الروم خطة قدمتها الأمم المتحدة لتوحيد شطري الجزيرة.
ومنذ
انهيار محادثات إعادة توحيد قبرص التي جرت برعاية الأمم المتحدة في سويسرا خلال
يوليو/ تموز 2017، فإنها لم تجر أي مفاوضات رسمية بوساطة أممية لتسوية النزاع في
الجزيرة.
استراتيجية
أمريكية
الكاتب
والصحفي التركي سيدات أرجين، استعرض في مقال نشرته صحيفة "حرييت" خطوات
الولايات المتحدة في دعم اليونان عسكريا منذ عام 2021، من خلال استخدام ميناء ألكساندروبولي
الذي يبعد 25 كيلومترا عن الحدود التركية.
وأشار
إلى أن الولايات المتحدة قدمت مؤخرا مركبات مدرعة وطائرات هليكوبتر إلى اليونان
كهبة، في حين كان من المقرر نقل المواد العسكرية إلى دول حلف الشمال الأطلسي
"ناتو" في أوروبا الوسطى.
ولفت
إلى أن تركيا كانت أول حليف في الناتو يتبادر إلى الذهن في الجناح الجنوبي الشرقي لحلف
شمال الأطلسي، لكن يبدو أن الإدارة الأمريكية نقلت اختيارها إلى اليونان.
وتم
توسيع نطاق اتفاقية التعاون الدفاعي عام 1990 بين الولايات المتحدة واليونان من
خلال بروتوكول تم توقيعه مسبقا في 5 تشرين الأول/ أكتوبر 2019، والذي بدوره يوفر
للولايات المتحدة سلسلة من المنشآت العسكرية الجديدة في اليونان.
ويمكن
البروتوكول الولايات المتحدة من استخدام القواعد الجوية في لاريسيا وستيفانوفيكيو
وتوسيع قاعدتها الجوية في جزيرة كريت، إضافة إلى استخدام ميناء ألكسندروبولي، الذي
أصبح أولوية للإدارة الأمريكية الحالية.
وحقق
التعاون العسكري بين البلدين تقدما سريعا بعد توسيع نطاق البروتوكول، ثم قامت
مذكرة تفاهم بين البلدين تقضي بتمديد اتفاقية الدفاع لخمس سنوات إضافية، في 14 تشرين
الأول/ أكتوبر 2021، بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ووزير الخارجية
اليوناني نيكوس ديندياس.
اقرأ أيضا: كيف سترد تركيا على رفع أمريكا حظر الأسلحة عن قبرص اليونانية؟
تسليح
اليونان
وقال
الصحفي التركي إن حكومة اليونان حصلت على دفعات كبيرة من الأسلحة الأمريكية عقب
تمديد الاتفاق العسكري، بينما استفادت الولايات المتحدة أيضًا من هذه الفرصة
واكتسبت حرية عمل واسعة للغاية في ما يتعلق بالجيش في شرق البحر الأبيض المتوسط
وجنوب شرق أوروبا.
وأوضح
أن اليونان طلبت 20 طائرة من طراز F-35 في الدفعة الأولى دون أي مشاكل من الولايات
المتحدة، إضافة إلى تحديث 83 طائرة من طراز F-16 في مخزون القوات الجوية
اليونانية.
ومن
بين المعدات العسكرية التي تم التبرع بها، يمكن إحصاء 70 طائرة هليكوبتر عسكرية
صغيرة الحجم من طراز Kiowa Warrior و1200 ناقلة جند مدرعة من طراز M-1117، والتي قامت القوات
اليونانية بنشرها في بعض الجزر المتنازع عليها مع تركيا.
تراجع
العلاقات مع تركيا
ومع
تطور العلاقات بشكل مستمر بين اليونان والولايات المتحدة، فقد بدأت العلاقات بين
واشنطن وأنقرة بالتراجع، في ظل وجود عدة نقاط خلافية أبرزها التحالف العسكري
للولايات المتحدة مع وحدات حماية الشعب التابعة لحزب العمال الكردستاني في سوريا، ورعاية
فتح الله غولن المستمرة في الولايات المتحدة بعد محاولة الانقلاب الإرهابية التي
قام بها عام 2016، فضلا عن أزمة شراء أنظمة الدفاع الجوي إس-400 من روسيا في عام
2019.
وبحسب
الصحفي التركي فإن الولايات المتحدة تحاول جعل ميناء أليكساندروبولي المحطة
الرئيسية في الاستراتيجية العسكرية لواشنطن، ما يوفر خروجها إلى أوروبا الشرقية
والبلقان والبحر الأسود.