كشفت صحيفة عبرية عن مخاوف وقلق لدى محافل
الأمن
الإسرائيلية من تصاعد
عمليات مجموعة المقاومين الفلسطينيين الذي يطلقون على
أنفسهم "عرين الأسود" التي تنشط في مدينة
نابلس بالضفة الغربية المحتلة.
وذكرت
"معاريف" في خبرها الرئيس الذي
أعده تل ليف رام، أن الحدث "الأهم" الذي وقع في مخيم اللاجئين الجلزون
في منطقة رام الله في الليلة التي بين الأحد والاثنين، هو محاولة شبان فلسطينيين
تنفيذ عملية دهس ضد الجنود الإسرائيليين.
واستشهد شابان فلسطينيان فجر أمس، عقب إطلاق
جيش الاحتلال الرصاص الحي نحوهم بزعم نيتهم تنفيذ عملية دهس، فيما أصيب ثالث بجروح
متوسطة قرب رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
ونوهت إلى أنه من اللافت سرعة تبني مجموعة
"عرين الأسود" المقاومة التي مركزها نابلس، عملية إطلاق النار نحو قوات
جيش الاحتلال في منطقة حوارة، التي نفذت عقب حدث الجلزون، موضحة أن العملية ما
زالت قيد التحقيق العملياتي في قيادة المنطقة الوسطى بجيش الاحتلال.
وأوضحت الصحيفة، أن "الموقف المتصدر في
جهاز الأمن؛ يدعي أنه رغم التصعيد والارتفاع الكبير في عدد عمليات إطلاق النار في
الأشهر الأخيرة، فإن هذه حتى اللحظة ليست انتفاضة على مستوى الشعب، وبالمقابل، فإن ميل تعاظم
العمليات سيستمر في الأشهر القادمة أيضا حيث إن حجم الإخطارات الأمنية في العمليات
في هذه الفترة يقدر بضعفين ونصف عن الحجم المعروف في الأيام العادية".
ونبهت إلى أن "نحو 85 في المئة من عموم
الإخطارات الأمنية منسوبة إلى شمال الضفة الغربية وفي مركزها جنين وقباطية وبلدات
المحيط المجاورة لها ومنطقة نابلس، ويدور الحديث عن عدد إخطارات عال جدا، يشرح
جيدا التأهب العالي في جهاز الأمن أثناء فترة الأعياد وفي الأشهر التالية".
وأضافت أن "معظم الإخطارات للعمليات هي في
سيناريوهات عمليات إطلاق نار ضد جنود إسرائيليين في استحكامات عسكرية وإطلاق نار
نحو مستوطنين على طول الطرق في الضفة الغربية، لكن توجد أيضا إخطارات بعمليات في
داخل إسرائيل".
وأفادت "معاريف"، بأنه "سجلت في
آب/ أغسطس الماضي 24 عملية إطلاق نار، وفي أيلول/ سبتمبر سجل ارتفاع إضافي وصل إلى 33
حدثا مختلفا، ومعظم الأحداث وقعت في منطقة جنين، وتميزت بنار مسلحين فلسطينيين نحو
جنود إسرائيليين خلال نشاط عملياتي أو نحو مواقع عسكرية".
ومع ذلك، فإنه في الشهر الأخير "زاد حجم
الأحداث والعمليات في المنطقة المحيطة بنابلس، حيث إن كثرة عدد المستوطنات
الإسرائيلية في المنطقة ومحاور حركة السير المشتركة تجعل هذه المنطقة مصدر إزعاج
أكثر لجهاز الأمن مما يحدث في جنين، بسبب الاحتمال العالي للمس بالمستوطنين".
ولفتت إلى أن "معظم عمليات إطلاق النار
الأخيرة في منطقة نابلس نفذتها مجموعة "عرين الأسود" الجديدة؛ وهي شبكة
تعمل أساسا ضمن فكرة أو مبادرة محلية، ومعظم عناصرها الذين نفذوا العمليات لم يكونوا
معروفين لجهاز الأمن كمنشغلين بالعمليات قبل تنفيذ العملية، وهو معطى يجعل من الصعب
الوصول إلى المعلومات الاستخبارية المسبقة لإحباط عمليات إطلاق النار".
وأشارت الصحيفة، إلى أن فصائل المقاومة الفلسطينية
من مثل "حماس" و"الجهاد الإسلامي" التي تجد صعوبة في العمل في
الضفة الغربية نتيجة النشاط الأمني والعسكري الإسرائيلي، تقوم بتحويل الأموال لهذه
المجموعات المحلية، لشراء أسلحة ومعدات لتنفيذ عمليات ضد جيش الاحتلال.
وأكدت "معاريف"، أن "جهاز الأمن
في إسرائيل يستعد لأشهر طويلة من التوتر، والتأهب العالي سيستمر بعد الأعياد، وذلك
ضمن أمور أخرى بسبب موسم قطاف الزيتون، حيث يرتفع فيه جدا عدد الاحتكاكات بين
الفلسطينيين والمستوطنين".
وقالت: "يعتبر الجيش الإسرائيلي، أن هذه فترة زمنية أخرى من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد في الميدان على خلفية الجيرة
السيئة بين العرب والمستوطنين".