سياسة دولية

سجال في مجلس الأمن بين لافروف والغرب بسبب أوكرانيا

لافروف قال إن من يقدمون السلاح لأوكرانيا يسعون لإطالة أمد القتال- جيتي

تبادلت روسيا والدول الغربية الاتهامات حول المسؤولية عن الأزمة في أوكرانيا، في سجال هو الأحدث الذي شهدته اجتماعات مجلس الأمن الدولي.


ورفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس في كلمة له أمام مجلس الأمن الدولي الاتهامات الغربية في شأن الحرب في أوكرانيا، مطالبا في المقابل بمحاسبة الحكومة الأوكرانية.


وقال لافروف أمام نظرائه الغربيين وبينهم الأوكراني خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن إن "الولايات المتحدة وحلفاءها بالتواطؤ مع منظمات حقوق الإنسان الدولية تعمد إلى تغطية جرائم نظام كييف".


وأوضح لافروف أن من يقدمون السلاح لأوكرانيا "يسعون لإطالة أمد القتال لأطول فترة ممكنة"، مشيرا إلى أن تقديم الأسلحة لأوكرانيا يعني "التورط المباشر" للغرب في الصراع.


واعتبر أن الغرب "يتستر على جرائم كييف" منذ 8 أعوام، وأنه "يقف عائقا" أمام التسوية بين روسيا وأوكرانيا.


وفي السياق، أضاف لافروف أن "النظام الأوكراني يسعى لتأجيج الأحقاد ضد روسيا"، موضحا أن موسكو "لن تسمح بجعل أوكرانيا منطلقا للتهديدات الأمنية" ضدها.


في المقابل، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخميس دول العالم إلى محاسبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خلفية غزوه لأوكرانيا.


وقال بلينكن أمام نظرائه خلال الاجتماع إن "النظام العالمي الذي اجتمعنا هنا لدعمه يُدمَر أمام أعيننا. لا يمكننا، ولن ندع بوتين يفلت" من المحاسبة، مندّدًا بالتصعيد الأخير بما في ذلك الاستفتاءات المرتقبة لضمّ أراض خاضعة لسيطرة روسيا.

 

اقرأ أيضا: هكذا تناولت الصحف الأوروبية تهديدات بوتين باستخدام النووي

وأكد بلينكن أن "خيار الرئيس بوتين هذا الأسبوع صبّ الزيت على نار أشعلها بنفسه، في وقت يجتمع فيه معظم قادة العالم في الأمم المتحدة، يُظهر ازدراءه التام لميثاق الأمم المتحدة".

 

من جهتها أدانت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، "عدوان" روسيا على أوكرانيا وقالت، إنه "انتهاك فاضح لميثاق الأمم المتحدة"، في حين حمل نظيرها البريطاني، روسيا مسؤولية أزمة الغذاء في العالم.


وفي وقت سابق من الأربعاء، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام الجمعية العامة في مقطع فيديو مسجل: "لقد ارتكبت (روسيا) جريمة ضد أوكرانيا، ونحن نطالب بعقوبة عادلة". وأضاف: "جريمة ارتكبت بحق حياة شعبنا. جريمة ارتكبت ضد كرامة نسائنا ورجالنا".


واتهمت أوكرانيا والولايات المتحدة ودول أخرى روسيا بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا. وتنفي موسكو استهداف المدنيين خلال ما تسميه "عمليتها العسكرية الخاصة"، واصفة اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان بأنها حملة تشهير.

ولم يتمكن المجلس من اتخاذ أي إجراء ذي مغزى بشأن أوكرانيا لأن روسيا عضو دائم لها حق النقض إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين. وستكون جلسة الخميس هي العشرين على الأقل التي يجتمع فيها مجلس الأمن بشأن أوكرانيا هذا العام.

في تموز/ يوليو، انسحب لافروف من اجتماع لوزراء خارجية مجموعة العشرين في إندونيسيا عندما واجه دعوات لإنهاء الحرب وانتقادات بشأن الصراع الذي يتسبب في تفاقم أزمة الغذاء العالمية. وندد لافروف بالغرب "لانتقاداته المسعورة".