كشفت
وسائل إعلام غربية من بينها وكالة "فرانس برس" وصحيفة الغادريان،
الثلاثاء، أن المواطنة
السعودية التي حكم عليها بالسجن
45 عاما لاستخدامها موقع "
تويتر"، أدينت بتهمة "الطعن" في
ديانة وعدالة ملك وولي عهد المملكة وتشويه سمعتهما.
وصدر
الحكم القاسي ضد نورة القحطاني (50 عاما) الأسبوع الماضي وأثار تنديدا دوليا.
وقالت
"فرانس برس" إنها حصلت على نسخة من صك الحكم من مؤسسة الديموقراطية الآن
للعالم العربي (داون) ومقرها في واشنطن والتي أسسها الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي.
وذكرت
الوكالة أنه لم يتسن لها التحقق من الوثيقة من مصدر مستقل، كما لم يتسن لها الحصول
على تعليق من السلطات السعودية على الفور.
وتشير
أوراق القضية المؤرخة في 9 آب/أغسطس الفائت إلى إصدار محكمة الاستئناف الجزائية في
الرياض حكما بسجن القحطاني لمدة 45 عاما "لاستخدامها الشبكة المعلوماتية عبر موقع
التواصل الاجتماعي تويتر بالطعن في ديانة وعدالة الملك وولي العهد" الحاكم الفعلي
للسعودية الأمير محمد بن سلمان.
كذلك، أدانتها بتهمة "التحريض على المشاركة في أنشطة من يسعى إلى الإخلال بالنظام العام
وزعزعة أمن المجتمع واستقرار الدولة ونشرها تغريدات كاذبة ومغرضة والإساءة لرموز الدولة
ومسؤوليها والمطالبة بإطلاق سراح موقوفين على ذمة قضايا أمنية"، من دون أن تقدم
تفاصيل.
وقررت
المحكمة منعها من السفر إلى خارج المملكة مدة مماثلة لمدة عقوبة السجن.
كما
أدينت القحطاني بحسب صحيفة الغارديان بحيازة كتاب محظور، كتبه سلمان العودة، وهو رجل
دين إصلاحي مسجون منذ عام 2017.
والكتاب
الذي يُزعم أن القحطاني امتلكته، لم يكن أحد كتب العودة السياسية، بحسب نجله عبد الله
العودة، المقيم في الولايات المتحدة، الذي وصفه بأنه كتاب عن تحسين الذات ومحاربة الأنانية
داخل الذات.
وتشير
وثيقة المحكمة أيضًا إلى تحليل فني أجراه مسؤولو السعودية، لكنها لا تحتوي على أي معلومات
بشأن كيفية تأكد السلطات السعودية أن حسابات "تويتر" استخدمت من قبل القحطاني.
ولم
يرد موقع "تويتر" على الفور على طلب للتعليق.
وحسب
ما أوردت "الغارديان"، تم اختراق شركة التواصل الاجتماعي من قبل مسؤولين
حكوميين سعوديين عامي 2014 و2015. وقد كشف المدعون الأمريكيون كيف تسلل مسؤولون، كانوا
يعملون في موقع "تويتر"، وتم دفع أموال لهم سراً من قبل مسؤولين سعوديين،
للوصول إلى معلومات عن منشقين مجهولين كانوا يستخدمون "تويتر" داخل المملكة.
وورد
في نص الحكم أن القحطاني قدمت دفاعًا أمام المحكمة، وأكدت أنها لم تكن إرهابية أو
تخطط لهجوم إرهابي أو جزءا من منظمة إرهابية. كما ذكرت أنها تبلغ من العمر 50 عامًا
تقريبًا، وليس لديها سجل جنائي سابق، وأنها تأسف على تغريداتها.
وكانت
المحكمة تنظر في استئناف من النيابة ومحاميها في حكم صدر في حقها في شباط/ فبراير
2022 يقضي بسجنها ست سنوات ونصف السنة مع منع من السفر لمدة مماثلة.
ورأت
النيابة العامة في طعنها أنّ الحكم بالسجن ست سنوات ونصف السنة "قليل بالنظر إلى
جرائمها التي تستحق عقوبة أشد".
ويضم
حساب القحطاني على "تويتر"، المذكور في أوراق القضية، منشورات تنتقد الحكومة
ودعوات للاحتجاج ضد الحكومة السعودية خلال يوم عرفة العام الماضي، قبل أن يتوقف عن
التغريد في 4 تموز/ يوليو.
ووضع
الحساب خلفية ووسما تقول: "شارك في احتجاج يوم عرفة 7/19" من عام 2021.
كذلك،
أعادت تغريدات تحذر من محاولات السلطات توقيف من يقفون خلف هذه الدعوات. ولم تحدث احتجاجات
فعلية في السعودية في هذا التاريخ.
ويأتي
الحكم الجديد بعد أسابيع قليلة من الحكم بسجن طالبة الدكتوراه سلمى الشهاب (34 عاما)
لإدانتها في الاستئناف بتهم "تقديم الإعانة" لمعارضين يسعون "لزعزعة
استقرار الدولة" بسبب تغريدات وإعادة تغريدات على موقع "تويتر".
وكثّفت
السعودية من حملتها ضد النشطاء بعد أسابيع من لقاء بايدن بولي العهد السعودي في جدة
في السعودية.