سياسة دولية

استئناف المعارك بإقليم "تيغراي".. ودعوات أممية للحوار

أعلنت الحكومة الإثيوبية استعدادها لشن هجوم عسكري على إقليم تيغراي بشمال البلاد- الجبهة بفيسبوك

تجدد الصراع المسلح، الجمعة، بين قوات الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير إقليم تيغراي، بعد خمسة أشهر عن الهدنة التي جمعت بين الطرفين، وسط دعوات أممية إلى الوقف الفوري للأعمال "العدائية" وتهيئة الظروف لاستئناف حوار سياسي فعال.

 

أعلنت الحكومة الإثيوبية، عن استعدادها لشن هجوم عسكري على إقليم تيغراي في شمال البلاد، عقب تجدد الاشتباكات مع مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي.

 

وأصدرت وزارة الخارجية الإثيوبية، الجمعة، بيانا عنونته بـ"إشعار عاجل"، قائلة؛ إن الجبهة واصلت هجومها، بينما يتم الحفاظ على استعداد الحكومة الفدرالية للتحدث دون قيد أو شرط.

 

وأكدت الخارجية الإثيوبية في بيانها، أن الحكومة "ستتخذ إجراءات تستهدف القوات العسكرية التي تشكل مصدر المشاعر المناهضة للسلام في الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي".

 

كما ناشدت الحكومة في بيانها أبناء شعب إقليم تيغراي بالابتعاد عن المناطق التي تاجد فيها المعدات العسكرية، ومنشآت التدريب التابعة للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي".

 

 

دعوات أممية لوقف القتال


ومن جانبها، قالت الأمم المتحدة على لسان المتحدث باسم غوتيريش، ستيفان دوجاريك، مؤتمر صحفي عقده في المقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك: "تحدث أمين عام الأمم المتحدة هاتفيا الخميس إلى رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وكذلك إلى زعيم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، ديبريسيون غبريمايكل".

وأوضح دوجاريك، أن "الأمين العام جدد دعوته إلى وقف فوري للأعمال العدائية، فضلا عن تهيئة الظروف لاستئناف حوار سياسي فعال".

 

 

 

 

اقرأ أيضا: تجدد القتال بتيغراي بعد شهور من الهدنة.. ودعوات للتهدئة


استهداف الصراع رغم الهدنة


وللمرة الأولى منذ نحو عام، أعلنت الحكومة الإثيوبية والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، الأربعاء تجدد القتال بينهما في الإقليم.

 

وقالت خدمة الإعلام الحكومية، في بيان؛ إن جبهة تحرير تيغراي المصنفة "جماعة إرهابية"، تشن "هجوما مفتوحا" على الجبهة الشرقية في الإقليم منذ صباح اليوم.


وأضافت أن القوات الحكومية بدورها "تتصدى للهجوم بطريقة منسقة"، مشيرة إلى أن الهجوم "جاء رغم إعلان أديس أبابا وقف إطلاق نار من جانب واحد، ومواصلة عملها على تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى الإقليم".


وشدد البيان على أنه في حال "استمرار المجموعة الإرهابية في حربها، فستضطر الحكومة إلى ممارسة واجبها القانوني والأخلاقي في الدفاع عن الوطن".


من جهتها، اتهمت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، القوات الإثيوبية بشن "هجوم واسع النطاق" في الإقليم، لأول مرة منذ نحو عام.


وجاء في بيان القيادة العسكرية للجبهة، أن القوات الإثيوبية والقوات المتحالفة معها، "شنت هجوما واسع النطاق حوالي الساعة الخامسة صباحا في اتجاه ألاماتا، جنوب تيغراي".

 

 

هدنة.. وأزمة إنسانية


ويعتبر الصراع المتجدد في تيغراي انتكاسة كبيرة لجهود الوساطة والعمل الإنساني، للوصول إلى ملايين الأشخاص الذين يعانون من الجوع والاحتياجات الأخرى.


وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2020، اندلع الصراع بالإقليم بعدما أرسل رئيس الوزراء آبي أحمد القوات الفيدرالية إلى تيغراي للسيطرة على السلطات المحلية المنبثقة من "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، بعد اتهامها بمهاجمة ثكنات للجيش.


وبرر آبي أحمد الخطوة بأن قوات الجبهة هاجمت معسكرات للجيش الفيدرالي، وتعهد بتحقيق نصر سريع، لكن استمرار الصراع أسفر عن مقتل آلاف الأشخاص في ثاني أكبر دولة بأفريقيا من حيث عدد السكان.

 

وبعد استعادة قوات الجبهة السيطرة على ميكيلي في حزيران/يونيو الماضي، أعلن آبي أحمد عن وقفٍ لإطلاق النار أحادي الجانب. غير أن جبهة تحرير تيغراي قالت؛ إنها لن تلتزم به ما لم يُعترف بها سلطة شرعية في الإقليم.

 

ولاحقا قالت الجبهة المسلحة؛ إنها ستحترم الهدنة طالما استؤنفت عملية وصول المساعدات "في غضون وقت معقول".

واستمرت الحرب بين القوات الحكومية ومقاتلي الجبهة لمدة 16 شهرا، سقط خلالها آلاف القتلى، فيما أُُجبر مليونا شخص على النزوح من ديارهم.