ملفات وتقارير

هل تغيير رئيس مؤسسة النفط نتاج صفقة بين الدبيبة وحفتر؟

قال صنع الله لرويترز "إنه يعمل على ما سماه جهود التخفيف لحل الأزمة"- مؤسسة النفط بفيسبوك

أثار قرار إقالة رئيس مؤسسة النفط في ليبيا، مصطفى صنع الله ردود فعل محلية ودولية واسعة، بينما طرحت الخطوة عدة تساؤلات عن أهداف الخطوة وما إذا كانت تمت بصفقة بين الحكومة الليبية واللواء خليفة حفتر. 

وأقال رئيس الحكومة، عبدالحميد الدبيبة مجلس إدارة مؤسسة النفط وعين رئيسا جديدا محسوبا على الشرق الليبي وعلى نظام القذافي السابق، وسط رفض من صنع الله للقرار وتوجيه اتهامات للدبيبة وحكومته بالفساد وإهدار المال العام. 

صفقة سياسية.. وفتح الموانيء

من جهته، قام رئيس مؤسسة النفط الجديد، فرحات بن قدارة بالإعلان رسميا عن فتح كافة الموانيء النفطية التي كان يغلقها محتجون بعد التواصل معهم ليبدأ بعدها تصدير النفط، وسط وعود منه بزيادة رواتب العاملين في قطاع النفط خلال شهرين من تسلم مهامه. 

وزعمت جريدة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن تغيير مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا يثير احتمالات أن يكون الأمر تم عبر صفقة أوسع بين الدبيبة وحفتر، مشيرة إلى أن هذا القرار يؤدي إلى اكتساب خليفة حفتر نفوذًا أكبر"، وفق توقعاتها. 

ورأى مراقبون أن من نتائج هذه الصفقة تخلي حفتر عن حكومة باشاغا تماما ما يعني إنهاء الأخيرة أو طردها من الشرق الليبي، فما تداعيات إقالة رئيس مؤسسة النفط في ليبيا؟ وهل سيؤثر على حكومة باشاغا بعد الحديث عن صفقة بين الدبيبة وحفتر؟

حل الانسداد السياسي والاقتصادي

ورأى الأكاديمي الليبي، عماد الهصك أن "أزمة تغيير رئيس مؤسسة النفط قد انتهت ولن يكون لها أية ارتدادات سياسية بسبب موافقة الجهات الدولية على تمرير الصفقة؛ لأنهم يرون بأنها ستحلحل أزمة إقفال النفط، وهذا ما حدث فعلاً بعد إعلان الرئيس الجديد عن استئناف التصدير، وهذه الخطوة جاءت لتجاوز حالة الانسداد السياسي الذي استُخدِم فيه النفط كوسيلة ضغط". 

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "الطرفان الفاعلان "حفتر والدبيبة" رأى كل منهما ضرورة الوصول إلى صيغة توافقية في هذا الملف دون غيره وذلك استجابة للضغوطات الدولية والمحلية وليس لدي معلومة دقيقة حول إذا ما كانت الإقالة جاءت موجب صفقة ولكن كل المصادر والدلالات تشير إلى ذلك"، كما قال. 

وحول تأثير الأمر على حكومة باشاغا، قال الهصك: "أعتقد أن تمرير هذه الصفقة سيلقي بظلاله السلبية على تحالف باشاغا وعقيلة بعدما بدأت علامات تحالف جديد تطفو على السطح بين حفتر والدبيبه، وهو إعادة تشكيل جذري لخارطة التحالفات السياسية في المشهد الليبي". 

 

اقرأ أيضا: الدبيبة يعين مسؤولا بنظام القذافي رئيسا لمؤسسة النفط

مشروع سياسي جديد؟ 

وفي السياق، قال الخبير القانوني والسياسي الليبي، مجدي الشبعاني، أن "أهداف هذه الخطوة سياسية بحتة تهدف أن تكون أموال النفط متاحة دون تعقيدات أو عراقيل أو حجج، وربما مثل صنع الله عائقا كبيرا أمام طرفي الصفقة". 

وأشار في تصريحه لـ"عربي21" إلى أن "للصفقة دلالات منها الاستعجال بالاستلام واستخدام القوة حسب ما أشيع والانتقال السريع لمجلس الإدارة الجديد للشرق الليبي دون أي معارضات أو ممانعة من الفاعلين وبالأخص من سحبوا الثقة من الدبيبة، لذا الخطوة أكبر من مجرد صفقة بل ربما تتحول لمشروع سياسي جديد يرمي لمرحلة انتقالية جديدة بين الفاعلين في الشرق والغرب ويجمد مجلسي النواب والدولة"، كما توقع. 

فرض أمر واقع؟


من جانبه، قال الصحفي من الشرق الليبي، عاطف الأطرش إن "ما حدث هو جزء من سياسات فرض الأمر الواقع وتجاوز كل القوانين والاتفاقات، وتهدف مثل هذه التحركات إلى بناء تحالف جديد بين القوى الفاعلة على الأرض وهي المستفيدة بشكل متبادل بطبيعة الحال". 

وأضاف: "بالتأكيد أن الخطوة هي صفقة بين آل حفتر وآل الدبيبة وسنرى نتائجها قريبا وستصب لصالح الطرفين، واعتقد أن من نتائجها تجاوز المجلسين النواب والدولة والإطاحة بالمناصب السيادية، أما حكومة الاستقرار التي يرأسها باشاغا فوضعها مثل حكومة "الثني" سابقا لن يعير لها أحد انتباهه".

 

حل آني.. أزمة متواصلة؟

 

وفي سياق غير منفصل، توقع المحلل السياسي الليبي موسى ترسي، في تصريح خاص لـ "عربي21" أن إقالة صنع الله ستكون حلا للأزمة بصقة آنية لا غير، وفق تعبيره.

 

وأضاف ترسي أنه "على المدى الطويل لن يكون هناك تغيير حقيقي أو حل للأزمة"، معتبرا أن "إقالة أشخاص لا يغير شيئا بحكم وجود المنظومة القديمة داخل الإدارة المتوسطة، لذلك لا أعتقد أن إقالة صنع الله أو غيره ستكون حل للأزمة الإقتصادية والسياسية".

 

صنع الله باق؟

 

وأعلن رئيس المؤسسة الوطنية للنفط المقال "مصطفى صنع الله" بقاءه في العاصمة طرابلس محذرًا من ظهور مؤسسة نفط وطنية موازية.


وقال صنع الله لوكالة رويترز "إنه يعمل على جهود التخفيف لحل الأزمة"، مشيرا إلى أنه من دون ضغوط دولية يمكن أن يحدث للمؤسسة انقسامات مثل ما حدث خلال الحرب الأخيرة، على حد تعبيره.

 

وقاد صنع الله، مؤسسة النفط الليبية بشكل مباشر منذ 2015، في ظل إلغاء وزارة النفط حتى عودتها مع حكومة الدبيبة في آذار/مارس 2021.

 

وتولى صنع الله مهام رئيس مجلس ادارةالمؤسسة الوطنية للنفط الليبية، والقائم بأعمال وزير النفط الليبي منذ20 آب/ أغسطس2014، حيث تمكن من توحيد المؤسسة الوطنية للنفط بعد انقسامها لعدة أشهر.

 

من جانبه، شغل بن قدارة، منصب رئيس البنك المركزي بين أعوام 2006-2011، في أواخر عهد نظام معمر القذافي.