سياسة دولية

ما هي "كنيسة التوحيد" التي قتل من أجلها شينزو آبي؟

يؤمن أتباع الكنيسة أن المسيح لم يكمل مهمته لأنه لم يتزوج - جيتي

 تصاعد الاهتمام في "كنيسة التوحيد" التي كانت السبب الذي دفع قاتل رئيس وزراء اليابان السابق، شينزو آبي، إلى ارتكاب جريمته.


وقال المتهم بقتل آبي، تيتسويا ياماغامي، إن السبب وراء جريمته هو تبرع والدته للكنيسة التي تعرف أيضا باسم "اتحاد الأسر من أجل السلام العالمي والتوحيد"، التي قال إن آبي على علاقة بها.


وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" قال رئيس الفرع الياباني للكنيسة التي مقرها الرئيسي في كوريا الجنوبية، إن والدة المتهم عضو فيها، لكنه لم يعلق على تبرعاتها التي تسببت بمقتل آبي.


تأسست الكنيسة فعليا في عام 1954 على يد سون ميونغ مون (1920-2012)، باسم "جماعة الروح القدس لتوحيد المسيحيين في العالم"، ولكن تغيّر اسمها مع السنوات لتصير اليوم "اتحاد الأسرة من أجل السلام العالمي والتوحيد"، وتنشط خصوصاً في كوريا الجنوبية، واليابان، والولايات المتحدة.

 

اقرأ أيضا: هذه أبرز الاعتداءات ضد السياسيين في اليابان (إنفوغراف)

ويؤمن أتباع الكنيسة بأن المسيح لم يتمكن من إكمال مهمته لأنه لم يتزوج، والمسيح الجديد هو مون المؤسس، والأم الحقيقية هي زوجته هاك جا هان.


ولأن الكنيسة ترى أن الزواج شيء مقدس، فهي تقوم على عقد أعراس جماعية تضم عشرات الآلاف أحيانا، وتضم قرابة ثلاثة ملايين عضو رغم تشكيك الخبراء بهذا الرقم.


وبحسب "بي بي سي" ولد مون لعائلة تعمل في الزراعة، في مقاطعة بيونغان الشمالية التي تقع حالياً في كوريا الشمالية، وكانت عائلته تعتنق المسيحية البروتوستانتية.


وألقى آبي كلمات في مناسبات لمجموعات مرتبطة بالكنيسة.


ويقول الطبيب النفسي الأمريكي والمختص بالطوائف ستيفن حسن لـ"بي بي سي" إن حركة "كنيسة التوحيد" لديها تاريخ طويل في "دفع الأموال لسياسيين نافذين ولأكاديميين لكي يروجوا أفكاراً إيجابية عنها".


وبحسب حسن فإن الحركة ليست مجرد مجموعة دينية، بل هي "شبكة معقدة من المصالح والعلاقات التي تستخدم الأفكار الدينية كستار لها".

 

ومن المقربين من الكنيسة أيضا الرئيس السابق، دونالد ترامب، وكان الابن الأصغر للمؤسس، شون مون، من الشخصيات التي كان لها أثر في هجوم أنصار ترامب على مبنى الكابيتول في 2021.

 

 

 


ويرى شون أن من أسس الإيمان هو أن على الناس استخدام بندقيات "AR-15" لعبادة الله بشكل جيد، وشقيقه هو صاحب مصنع لإنتاج هذا الطراز من الأسلحة.


يقول حسن لـ"بي بي سي" إن "الحركة تسببت بالأذى لعشرات آلاف الأشخاص في اليابان، من خلال عملية غش موسعة"، سميت "شراء الأرواح"، انتهت بشكاوى في المحاكم، ومطالبات للكنيسة بتعويضات ضخمة.


ويقول: "كان أعضاء الحركة يقرأون صفحات الوفيات في الصحف، ويذهبون إلى أهل الشخص المتوفى حديثاً، ويقولون لهم إنه تواصل معهم، وإنه غير سعيد بمكانته في عالم الأرواح، وأن على العائلة شراء مكان أفضل له، وكانوا يطلبون مبالغ توازي خمسين ألف دولار للمساعدة على ما يسمونه ترقية المتوفى في عالم الأرواح".


وبحسب حسن، ربما تكون والدة المتهم بقتل آبي، تيتسويا ياماغامي، واحدة من أولئك الذين خسروا أموالهم بطريقة مماثلة.