أفاد
تحليل أجراه لبروفيسور في جامعة ميريلاند والباحث في معهد "بروكينغز"،
شيبلي تلهامي، بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن، "يخاطر الآن بإثارة غضب العديد
من الأمريكيين" بالمضي في رحلته إلى "إسرائيل" والضفة الغربية والسعودية، التي وصفها بأنها "منبوذة" بعد مقتل الصحفي، جمال خاشقجي.
وأشار التحليل الذي
نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، إلى أن زيارة بايدن لمنطقة الشرق الأوسط، "قد تصب في صالح المنتقدين"
أيضا، "الذين اتهموا الولايات المتحدة بعدم الضغط بما يكفي لإنهاء الاحتلال
الإسرائيلي المستمر منذ عقود لأراض فلسطينية، وفي الوقت نفسه حشد جهود كبيرة من
أجل مواجهة الاحتلال الروسي لأجزاء من أوكرانيا".
ولفتت "واشنطن
بوست"، إلى أن زيارة
بايدن إلى السعودية الغنية بالنفط، تأتي في الوقت الذي أدت الحرب الروسية في أوكرانيا
إلى اضطراب أسعار الطاقة، مما أدى إلى تكهنات بأن النفط هو السبب الحقيقي لزيارته.
لكن
بايدن رفض ذلك قائلا؛ إن الهدف الحقيقي هو القمة الأوسع للزعماء العرب في السعودية،
وهو اجتماع يرى أنه يعزز مصالح الأمن القومي لإسرائيل.
ووفق التحليل، يمكن
أن يحاول بايدن كبح
الآمال بأن زيارته قد تفضي إلى خفض أسعار الوقود في الولايات المتحدة، إلا أن
تركيز بايدن على أن إسرائيل تعد محور رحلته "يدعو للفضول، وربما على توقع
متفائل بأن تساعد هذه الرحلة في حصوله على دعم شعبي.
وأجرى التحليل مسح رأي "للقضايا الحساسة"
بجامعة ميريلاند بمساعدة البروفيسورة ستيلا راوس، في الفترة ما بين 22 إلى 28 حزيران/يونيو، ضمت مجموعة من 2208 بالغين في الولايات المتحدة، وبهامش خطأ يبلغ 2.09
مئوية.
وقسّم
المسح المجموعة إلى ثلاث عينات، وسألوا المشاركين فيما لو كانوا يؤيدون أو يعارضون
رحلة بايدن، أو لم تكن لديهم آراء بما يخصها، إلا أن الفرق بين المجموعات الثلاث
تمثل بتوفير مقدمة مختلفة سبقت الأسئلة المطروحة.
اقرأ أيضا: عشرات المثقفين الأمريكيين يطالبون بايدن بالضغط على ابن سلمان
وقدم الباحثون في
المجموعة الأولى مقدمة
مقتضبة عن الزيارة: "كما سمعت، يخطط الرئيس بايدن لزيارة رفيعة المستوى إلى
منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل والمملكة العربية السعودية".
وسلط الباحثون في
المجموعة الثانية، الضوء
على رسالة بايدن حول مساعدة إسرائيل: "كما سمعت، يخطط الرئيس بايدن لزيارة
رفيعة المستوى إلى منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل والمملكة العربية
السعودية. في شرح زيارته للسعودية، قال الرئيس بايدن؛ "إنه اجتماع أكبر يحدث في
المملكة العربية السعودية. هذا هو سبب ذهابي. ويتعلق الأمر بالأمن القومي لهم"، أي
للإسرائيليين".
وفي
المجموعة الثالثة، أبرز الباحثون ما قاله بايدن عن السعودية: "كما سمعت، يخطط
الرئيس بايدن لزيارة رفيعة المستوى إلى منطقة الشرق الأوسط بما في ذلك إلى إسرائيل
وكذلك إلى المملكة العربية السعودية، وهي دولة مهمة لسوق الطاقة العالمي، لكنها
أيضا التي تعهد بايدن "بجعلهم، في الواقع، منبوذين كما هم عليه'".
وقال
معد التحليل؛ إنه، وفي الروايات جميعها، لم يكن هناك أي ذكر للفلسطينيين والاحتلال
الإسرائيلي، أو لمقتل خاشقجي.
وأشار
إلى أنه وبصرف النظر عن الطرق التي قدمت بها الأسئلة، أظهر المستجوبون حماسة قليلة
من رحلة بايدن للشرق الأوسط، إذ وافق أقل من ربعهم على الرحلة بشكل عام، وبالنسبة
للعينة التي تلقت المقدمة المحايدة، وافق حوالي 24 في المئة منهم على الرحلة، بينما
رفضها 25 في المئة.
وفي
المجموعة الثانية التي تتضمن ذكر إسرائيل، وافق حوالي 25 في المئة على الرحلة،
وعارضها 31 في المئة، أما المجموعة الثالثة التي تشمل التركيز على السعودية
والنفط، أيد حوالي 23 في المئة منهم الرحلة، فيما عارضها 33 في المئة.
ونوه
إلى أن ذكر إسرائيل زاد من رفض المستجوبين للرحلة من حوالي 25 في المئة، بالنسبة
للمقدمة المحايدة، إلى 31 في المئة المجموعة التي ذكرت فيها.
وأضاف:
"كما كان متوقعا، فإن الجمهوريين من المستجوبين كانوا أكثر رفضا للرحلة من
الديمقراطيين، إلا أن الرفض الجمهوري للرحلة كان أعلى في المقدمة التي ركزت على
السعودية، ليبلغ قرابة 54 في المئة، مقارنة برفض المقدمة المحايدة بين الجمهوريين التي بلغ حوالي 41 في المئة".
وأتى
الرفض الديمقراطيين في أعلى مستوى لدى ذكر إسرائيل ويصل إلى 17 في المئة، مقارنة
بـ 10 في المئة في العينة المحايدة.
وقال
تلهامي؛ إنه وعلى الرغم من قلق الرأي العام الأمريكي بشأن ارتفاع أسعار النفط، يبدو
أن الأمريكيين قلقون أيضا بشأن سجل حقوق الإنسان في السعودية، مرجحا أن هذا هو
السبب في أن ذكر المملكة أدى إلى ارتفاع نسبة الرافضين، حيث تضمن هذا الخيار إشارة
إلى تصريح "النبذ" الخاص ببايدن، ولكن دون تفصيل.
وذكر
أنه "مهما كانت نية بايدن في الإعلان عن أن رحلته تهدف إلى تعزيز الأمن
الإسرائيلي، فلا يبدو أن ذلك يساعده على الترويج لرحلته. بل في الواقع، قد يضره في
دائرته الانتخابية الديمقراطية"، حسب الصحيفة الأمريكية.
التايمز: هل نسي العالم خاشقجي؟ كأن جريمة قتله لم تحدث
إندبندنت: شراكة السعودية وتركيا واقع جديد في الشرق الأوسط
FT: الرئيس الأمريكي محق في الذهاب إلى الرياض