عكست الصحف البريطانية، الصادرة يوم الخميس، وضع رئيس الوزراء بوريس جونسون، واستقالته التي أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أنها ستتم اليوم.
ولعبت معظم الصحف في عناوينها الرئيسية بحسب ما تابعته "عربي21"، على تعبيرات صارخة عرف جونسون بترديدها، خاصة عبارات مكونة من ثلاث كلمات، مثل "دعونا ننهي الخروج"، أي من الاتحاد الأوروبي، لكنها عنت خروجه من مقر الحكومة في "10 داونينغ ستريت".
وتقول صحيفة "الغارديان"، إن صحفا دعت في عناوينها حزب المحافظين للتخندق، مع أنها ترى أن البطل الذي عول عليه الحزب مرة يجب عليه الرحيل الآن.
اقرأ أيضا: جونسون يعتزم التنحي على وقع سلسلة استقالات بحكومته
ورأت الصحيفة أن محرري الصحف البريطانية اختاروا عناوين خلطت بين التعهد بالقتال حتى الموت، لزعيم الحزب، واليأس ورائحة الدم التي تفوح حال قرر كبار الحزب إخراج جونسون بالقوة.
فصحيفة "صن" الشعبية، وضعت على صفحتها ما قالت عنه خبرا "حصريا" جاء فيه: "رسالة جونسون المتحدي لمتمردي الحزب".
ووضعت الصحيفة عنوانا: "عليكم أن تغمسوا أيديكم بالدم لتتخلصوا مني". وردد "حليف رئيسي" لرئيس الوزراء كلامه بأن على المتمردين التغلب على "إرادة الشعب" لو أرادوا الإطاحة بجونسون.
وكان كفاح الأخير المفترض هو عنوان لصحيفة "ديلي ميل"، وجاء عنوانها الرئيسي "بوريس يحدق بالتمرد"، وتملأ تغطيتها في الصفحات الداخلية بكلمات مثل "سم" و"مؤامرات".
ويتحسر كاتب عمودها ستيفن غلوفر، على السقوط المحتوم للبطل الذي كان الحزب يفتخر به مرة.
وقال: "الحقيقة، انتهى كل شيء"، و"يجب على بوريس جونسون الرحيل، لصالحه ولصالح حزبه وصالح البلد. وربما كانت هذه طريقة قاسية لمعاملة رجل فعل أشياء جيدة، ولكن من قال إن السياسة منصفة؟".
وانضمت "ديلي إكسبريس" للخندق ذاته، حيث وضعت على صفحتها الأولى: "الوقفة الأخيرة لرئيس الوزراء: ادعموني وإلا فستواجهون النسيان".
تشاؤم الصحف الداعمة لجونسون
لكن الإحساس خارج عقلية التخندق في الصحف الشعبية الموالية لجونسون أكثر برودا. فقد بدت صحيفة "ديلي تليغراف" الداعمة لرئيس الوزراء مستسلمة لحقيقة رحيل جونسون، وعكس عنوانها واقع الحال: "مصاب بجراح قاتلة، جونسون يتحدى مطالب الحكومة باستقالته".
وفي الصفحة الأولى أيضا، تحسرت كاميلا تومني، المعلقة في الصحيفة من "خيانة جونسون لقيم الحزب وفشله باتباع نموذج مارغريت تاتشر".
وقالت: "تم توجيه نقد شديد لجونسون في الأشهر الأخيرة، مثل عدم وفائه بوعوده وغياب الحكمة في التقدير، ولكن ليست شخصيته وقدرته التي أثارت الشكوك، ولكن محافظته".
اقرأ أيضا: هؤلاء المستقيلون بحكومة جونسون.. و"تمرد مفتوح" بحزبه
واختارت صحيفة "التايمز" عنوان "جونسون يقاتل من أجل البقاء حيا". وفي داخل الصحيفة يرحب المعلق ماكس هيستينغ بمنظور وصول رئيس وزراء "جدي" إلى 10 داونينغ ستريت.
وقال: "خلال السنوات الثلاث الماضية، سمحنا لأنفسنا بأن نحكم بأشخاص منشغلين وبشكل ساحق بمصالحهم الشخصية، وحرمنا من منظور حقيقي لمجتمعنا. ونحتاج اليوم لرئيس وزراء يعيد الكرامة واحترام النفس للبلد والحكم".
خليفة محتمل لجونسون
واختارت صحيفة "الغارديان" عنوان "يائس، رئيس الوزراء الواهم يتشبث بالسلطة". وفي داخل الصفحات تطرق كتابها لمن سيخلف جونسون، وبات ساجد جاويد، وزير الصحة السابق المرشح الرئيسي.
أما صحيفة "فايننشال تايمز"، فقد فهمت واقع حال رئيس الوزراء "ثورة الحكومة تهز جونسون". أما صحيفة "مترو" فقد اختارت كلمات جونسون المفضلة "انت من الخروج، جونسون".
وقالت صحيفة "آي": "انقلاب الحكومة"، بصورة تجمع الوزراء الذين ذهبوا لمقابلة جونسون يوم الأربعاء، بشكل يعيد ما حدث لتاتشر.
ولخصت "ديلي ريكورد" الوضع بأن مشاكل حزب المحافظين لا تنتهي، وأن "قصة حزب المحافظين لم تنته".
دعوات لبريطانيا بالضغط على مصر لرفع منع سفر ناشطين
الغارديان: هل تجاهل التلفزيون البريطاني أصوات المسلمين؟
الغارديان: بريطانيا وروسيا أعداء بأوكرانيا وكلاهما يريد تعطيل أوروبا