كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن عددا متزايدا من المتطوعين الأوكرانيين في وظائف بعيدة عن ساحة القتال، يكلفون بمهام قتالية؛ بهدف صد القوات الروسية شرقي البلاد.
وقالت الصحيفة؛ إن هذه الخطوة تسلط الضوء على المخاطر التي يواجهها هؤلاء الذين لم يحظوا إلا بتدريب محدود.
وقالت الصحيفة؛ إن المتطوعين قليلي الخبرة يتجهون بشكل متزايد إلى نوع المعارك التي تختبر حتى أكثر الجنود خبرة.
ونقلت الصحيفة شهادة للكهربائي، يوري بروخال، الذي لم يكن له أي دور خطير في الحرب بعد تطوعه مع القوات الأوكرانية بداية الحرب، حيث تم تكليفه بتوصيل الشحنات للعاملين في نقاط التفتيش بقريته الهادئة نسبيا.
بعد أسابيع، انتشرت وحدته من مدينته في الغرب لخوض معركة على الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا وسط أعنف قتال ضد القوات الروسية، قبل أن يلقى حتفه في المعارك الدامية يوم 10 حزيران/ يونيو الماضي.
وقالت فيرا داتسكو، 52 سنة، الأخت الكبرى لبروخال: "كان يذهب هناك لحمايتنا هنا"، مشيدة بوطنية شقيقها، مردفة: "لكنها مأساة بالنسبة لنا - مؤلمة للغاية - إن أفضل أمتنا سيموت في هذه الحرب".
ومع بداية الغزو الروسي في 24 شباط/ فبراير الماضي، منعت السلطات الأوكرانية الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما من مغادرة البلاد، قبل أن يتم تجنيدهم تلقائيّا لاحقا، فيما تطوع العديد منهم للقتال.
وكلف المتطوعون في قوات الدفاع الإقليمية في البلاد ووحدات الاحتياط التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية في البداية، بمهام آمنة في مناطق هادئة نسبيا مثل غرب أوكرانيا، حيث لم تصل القوات الروسية إلى هناك.
لكن الخسائر الفادحة في القوى البشرية في منطقة دونباس الشرقية، حيث تتقدم روسيا بقصف مدفعي شرس، أجبرت الجيش الأوكراني على سحب تعزيزات من الغرب.
وتشير صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن العديد من المقاتلين مثل بروخال، الذين ليس لديهم خبرة عسكرية سابقة، هم ببساطة غير مستعدين لهذا المستوى المتصاعد من القتال. ولفتت إلى أن هؤلاء يحظون بتدريبات محدودة تستمر لأسبوعين فقط أو أقل أحيانا.
ولا يُجبر المتطوعون في مجموعة الدفاع الإقليمي على إعادة الانتشار مع وحدتهم، لكن الكثير منهم يفعل ذلك بدافع من الوطنية أو الشعور بالواجب، وربما الرغبة في عدم خذلان رفاقهم.
وعلى الرغم من أنهم يعرفون أن الأمر سيكون سيئا في الجبهة، إلا أنه لا يوجد الكثير لإعدادهم لعنف الاشتباك في الخطوط الأمامية، كما يقول الجنود القدامى.
اقرأ أيضا: موقع: مقتل متطوع بالفيلق الدولي في أوكرانيا يثير مخاوف
قال العقيد فاليري كوركو، قائد اللواء 103 للدفاع الإقليمي، حيث تطوع فيها بروخال: "هؤلاء أناس من مهن سلمية، أناس من مناطق مسالمة".
وقال كوركو؛ إن معظم الأشخاص الذين انضموا إلى مجموعته لم يخدموا في الجيش قط. وقال؛ إن الفكرة القائلة بأن الناس يمكن أن ينطلقوا إلى العمل عندما تقترب الحرب، هي فكرة خاطئة.
ويتمركز اللواء 103 في منطقة دونيتسك الشرقية، ويتكون من رجال من منطقة لفيف في غرب أوكرانيا.
وقال كوركو؛ إن العديد من الرجال لقوا حتفهم الشهر الماضي، ودفن ثلاثة على الأقل في لفيف في بداية حزيران/ يونيو الماضي.
ماذا سيفعل بايدن إذا أعلن بوتين حربا نووية؟.. خبراء يجيبون
قديروف يستعرض قواته تزامنا مع تهديدات روسية بشأن أوكرانيا
نيوزويك: روسيا تخزن جثث جنودها في "مشرحة" بمصنع لحوم